السبئي -نيويورك ـ صنعاء:
إتهمت منظمة (هيومن رايتس ووتش) المعنية بحقوق الانسان تحالف العدوان العسكري الذي تقوده السعودية على اليمن بإستخدام صواريخ محملة بذخائر عنقودية في ما لا يقل عن سبع هجمات شنتها على محافظة حجة، ما تسبب في مقتل وإصابة العشرات من المدنيين .
وقالت المنظمة في تقرير لها نشرته في موقعها على شبكة الانترنت أمس عقب زيارة لوفدها لمحافظة حجة أن الذخائر العنقودية التي استخدمها تحالف الحرب في هجماته على المحافظة خلال شهر أبريل ومنتصف يوليو الماضيين أوقعت خسائر في صفوف المدنيين سواء أثناء شن الهجمات وأيضاً فيما بعد حين إلتقط المدنيون الذخائر التي لم تنفجر وانفجرت فيهم.
وقال الباحث بقسم الطوارئ في (هيومن رايتس ووتش) أوليه سولفانغ في التقرير ان الخسائر في أرواح المدنيين في حجة تبين السبب الذي حدا بمعظم الدول بالالتزام بعدم إستخدام الذخائر العنقودية نهائياً.
واوضح "إن هذه الأسلحة لا تتسبب في قتل أو إصابة الناس أثناء الهجوم فحسب، بل تستمر الذخائر الصغيرة التي لم تنفجر في القتل بعد مرور وقت طويل من وقوع الهجوم".
وشددت المنظمة في التقرير على توقف تحالف الحرب على اليمن فوراً عن استخدام الذخائر العنقودية التي توقع أضراراً لا مفر منها في صفوف المدنيين، وعلى تشكيل مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة لجنة تقصي حقائق للتحقيق في الانتهاكات الخطيرة لقوانين الحرب التي ارتكبتها مختلف الأطراف في اليمن.
وأشار التقرير إلى زيارة قام بها وفد من (هيومن رايتس ووتش) خلال شهر يوليو الماضي الى أربعة من مواقع الهجمات السبعة والتي يقع جميعها في مديريتي حرض وحيران بمحافظة حجة وفي كل منها وجدت المنظمة ذخائر صغيرة أو بقايا ذخائر عنقودية لم تنفجر.
واوضح ان وفد المنظمة اطلع خلال مقابلته سكان في المنطقة ممن شهدوا وقوع الهجمات، اطلع على صور فوتوغرافية لبقايا ذخائر عنقودية بما فيها ذخائر لم تنفجر قدمها السكان .. مشيراً الى ان الصور الفوتوغرافية تبين وجود ذخائر ثانوية لم تنفجر في موقعين لم يزرهما وفد المنظمة .
ولفت إلى أن العديد من هذه الهجمات وقعت في مناطق تمركز المدنيين أو بالقرب منها ما يشير إلى أن هذه الهجمات الصاروخية ذاتها ربما تكون قد شُنت بطريقة عشوائية غير مشروعة في انتهاك لقوانين الحرب.
واشار التقرير الى 13 اسماً ذكرها سكان المنطقة لاشخاص بينهم ثلاثة أطفال قتلوا إضافة إلى أسماء 22 شخصاً آخرين أُصيبوا في الهجمات السبع، فيما تعرفوا على هوية ثلاثة أشخاص أصيبوا حين انفجرت فيهم ذخائر صغيرة لم تكن قد انفجرت بعد تعاملهم معها، اضافة الى هجمات أوقعت عدداً أكبر من القتلى والمصابين دون ان التعرف على أسماء الضحايا.
وتحدث التقرير عن ذخائر ثانوية لم تنفجر وجدها وفد المنظمة متناثرة في حقول تستخدم عادة في الزراعة والرعي .. موضحاً انه بسبب هذه الذخائر الثانوية التي لم تنفجر أصبحت هذه المناطق شديدة الخطورة مما يهدد سبل عيش المزارعين ويفاقم من حال انعدام الأمن الغذائي.
وقال ان (هيومن راتيس ووتش) حددت بناءً على فحص بقايا هذه الذخائر أن الأسلحة المستخدمة في جميع هذه الهجمات السبعة صواريخ عنقودية من طراز (إم 26) أمريكية الصنع تطلق من الأرض.
وأوضح بأن عدة عوامل تشير إلى أن قوات التحالف الذي تقوده السعودية على اليمن هي التي شنت الهجمات السبعة .. مشيراً الى امتلاك كل من البحرين ومصر والإمارات المتحدة الأعضاء في هذا التحالف صواريخ (إم 26) وراجماتها.
ولفت في هذا الصدد الى ان مواقع الهجمات تقع على مسافة تتراوح بين أربعة و19 كيلومتراً من الحدود السعودية- اليمنية وهي بذلك تقع ضمن مرمى نيران القوات المتمركزة في المملكة السعودية.
كما اشار التقرير الى تعرف منظمة (هيومن رايتس ووتش) من قبل على ثلاثة أنواع أخرى من الذخائر العنقودية التي استُخدمت في هجمات شنتها على ما يبدو قوات التحالف في اليمن في العام 2015م.
وخلص الباحث في المنظمة أوليه سولفانغ الى ان الذخائر العنقودية تفاقم من حصيلة الضحايا المدنيين المفزعة في اليمن، وان على دول تحالف الحرب على اليمن أن تتوقف على الفور عن استخدام هذه الأسلحة وأن تنضم إلى الاتفاقية التي تحظر استخدامها.