بقلم الدكتورة نجيبة مطهر :
قبل ثلاثة أيام من موت الملك عبد الله، زار وفد من حركة «أنصار الله» الى الرياض والتقى بمسئولين في الحكومة السعودية. كانت رسالة الوفد واضحة وتتلخص في طمأنة المملكة السعودية وكل دول الجوار حيال الثورة اليمنية، وأنها تتمسك بمبادئ حسن الجوار والتعاون المشترك من أجل خير الجميع , كان الجواب السعودي محدّداً وحاسماً للوفد اليمني تركز في الاتي:
1. قطع العلاقة مع إيران
2. ـ تسليم السلاح للدولة
3. قبول هادي كرئيس شرعي
عاد وفد أنصار الله الى اليمن وبدأت السعودية بنقل سفارتها من صنعاء الى عدن وتبعتها بقية السفارات الخليجية بالتزامن مع تحركات دوليّة متوالية، بما في ذلك الدور المنحاز بالمطلق للمبعوث الدولي جمال بن عمر الذي بدت مبادرته ذات طابع فكاهي من خلال إبلاغه مجلس الأمن عن مفاوضات بين الفصائل اليمنية في الدوحة، يعقبها توقيع الاتفاق في الرياض .
رفض اليمنيون طلب بن عمر وجاء الجواب السعودي هوالجمعة الدامية في مسجدي بدر والحشوش. ولا سيما بعد نفي «القاعدة» في اليمن صلتها بهما، بل حتى بيان «داعش» الذي وضع على مواقع التواصل الاجتماعي جرى إهماله من قبل الحركة لأن المعطيات المتوافرة لديها تشير الى السعودية حصريا ً
الحرب اليوم الذي تشنها السعودية ليس على انصار الله ولا على الشعب اليمني انما هو ضد الوجود الصيني والروسي في المنطقة ,لان انصار الله عندما انتصروا على ادوات السعودية في اليمن , اول زيارة قاموا بها هي لروسيا واعلنوا انهم سوف يفتحوا اليمن لاستثماراتهم وبشكل متوازن بحيث يكون هناك توازن للمصالح الروسية والصينة وهذه العلاقات خطرة على السعودية وعلى امريكا لانهم يعتبرون ان اليمن مهمة وخاصة في باب المندب .
قطعت الرياض الطريق على الحوار بين اليمنيين حين أجبرت بعض القوى بوسائل الإقناع المألوفة سعودياً (دبلوماسية الشنطة)، ووضعت الجميع أمام خيار واحد أن يعود اليمن الى بيت الطاعة السعودي، وإلا فالحرب هي الجواب وبالفعل كانت الحرب هي خيار آل سعودي؟واتخذ قرار الحرب على اليمن
الخطوة الاولى :بعد حضور الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي إلى الرياض والرئيس التركي رجب طيب إردوغان. و رئيس الوزراء الباكستاني نواز شريف.ووزير الخارجية الأميركية جون كيري , والرئيس السوداني تحدث سلمان لهؤلاء عن تخوفه من ايران وشرح لهم موقفه من السيطرة الايرانية في اليمن باعتبارذلك خط أحمر بالنسبة إليهم. وبذلك استكملت الخطة وتم التنسيق بين السعودية وبريطانيا، بعد المؤتمر الصحفي في الرياض لسعود الفيصل في 23/3/2015م مع الوزير فيليب هاموند، وهدد سعود الفيصل بالتدخل العسكري في اليمن (إذا لم تستجب القوى اليمنية لعقد الحوار في الرياض ) .
الخطوة الثانية : بعد اجتماع وزراء الخارجية العرب في شرم الشيخ، أعلن مساعد الأمين العام للجامعة في 25/3/ 2015م أنه «سيدرس (في 26/3/2015م ) طلب وزير خارجية هادي الرئيس اليمني العائد من استقالته،وهم يعلمون انه ليس له شرعية في طلب التدخل العسكري في اليمن,والافتقار إلى حضور هيئة الأمم المتحدة بقرار من مجلس الأمن يفوضها باستخدام القوة
.الخطوة الثالثة : السعودية لم تهتم لتوجيهات مجلس الامن واعتمدت على طلب هادي رئيس اليمن المستقيل بأن يسمح للسعودية في التدخل العسكري لبلاده . لذلك السعودية كانت بحاجة الى سبب تواري خلفه هزائمها المتوالية عمدت إلى الهجوم على اليمن الذي تظن أن اليمن دولة ضعيفة لكن خاتمتها السياسية ستكون على يد الشعب اليمني.
الخطوة الرابعة : باشرت السعودية مع دول الخليج باستثناء سلطنة عمان في 26/3/2015 ونفذت قرارها العسكري المنفرد في اليمن، وبدء طيرانها الحربي الغارات على صنعاء وتعز وصعده والحديده. وبتنسيق مع الولايات المتحدة وبريطانيا , قبل أيام من انعقاد القمة العربية، وكما تقول ان ذلك «استجابة لطلب هادي رئيس اليمن الغير شرعي»، وتغطية لـ «تحالفها العربي»
الخطوة الخامسة : وضعت السعودية المعادلة التالية :الحوثيون يحكمون سيطرتهم على اليمن. قواتهم سوف تنتشر في الجنوب والوسط. فتعود إلى الاحتشاد في الشمال على الحدود السعودية. واذا حصل توغل للحوثين، داخل أراضي السعودية. فيكون ذلك كافياً للانفجار، أو للانهيار من الداخل،