728x90 AdSpace

17 يوليو 2015

عبدالناصر وثورة يوليو والمشروع القومي ..؟!

بقلم / طه العامري
قامت ثورة 23يوليو 1952 حاملة معها احلام وتطلعات الامة ، لم تكون الثورة كما يصفها البعض مجرد( انقلاب عسكري) ! ولم تكون ايضا كما يصنفها البعض الاخر بانها رد فعل على حرب 48 ضد العصابات الصهيونية في فلسطين ، كما لم تكن تعبيرا عن الوضع الداخلي لمصر ،
ان ثورة 23 يوليو1952 م هي تعبيرا عن حاجة وطنية وقومية وتاريخيه وتعبيرا اصيلا عن تطلعات الجماهير العربية في الحرية والاشتراكية والوحدة ، تعبيرات لم يعد لها مكان في الذاكرة الوطنية والقومية ، في زمن صارت فيه كل القيم والاخلاقيات خارج هذه الذاكرة بل ان كل قيم وتعاليم الدين الاسلامي لم يعد لها وجودا في ذاكرة العرب اليوم الامر الذي اوصل الامة بكل نطاقاتها الوطنية والقومية الى هذا الراهن المخزي لكنه ليس غريبا وﻻ استثنائيا، بل سبق ﻻمتنا ان عاشت مراحل تاريخيه اشد ايلاما وقسوة وانحطاط مما هي عليها اليوم ، لكن في السابق او في تلك المراحل الغابرة كانت معاناتنا صناعة استعمارية مباشرة ، فيما اليوم تبدوا معانات امتنا صناعة (  ذاتبة ) يمارسها العرب بانفسهم وبقدراتهم الذاتية والمعنوية ولحساباتهم الخاصة التي تتقاطع مع حسابات واهداف القوى الاستعمارية، 
بعيدا عن السرد اعود لثورة يوليو ومشروعها القومي وهو المشروع الذي اثمر عن تحوﻻت جوهرية في مسار الامة ومحيطها وفي احلام وتطلعات الحماهير العربية على الصعيدين الوطني والقومي ، ففي مصر على سبيل المثال ضربت قوى الاقطاع والراسمالية الليبرالية وثقافتها المدمرة ، ومنحت ثورة يوليو ولاول مرة المواطن العربي في مصر حقه في الحرية والحياة الكريمة والسيادة والاستقلال، وهي قيم سرعان ما امتدت مؤثراتها لتعم كل الوطن العربي ومواطنيه ، عبر سلسلة من التحوﻻت الاجتماعية والسياسية 

والثقافية ، اذ سرعان ما امتدت هذه المؤثرات لتعم كل ارجاء الوطن العربي لتبداء مرحلة جديدة من الوعي القومي العربي بكل ما تحمل تلك المرحلة من مفاهيم وقيم وثقافة تعيد تشكيل الوعي القومي العربي على قاعدة الحقائق والثوابت المجسدة لوحدة الهوية والتاريخ والجغرافية والانتماء ووحدة المصير ..
63 عاما مرت على قيام ثورة 23 يوليو بقيادة الزعيم العربي جمال عبد الناصر ، هذه الفترة التاريخية ورغما عن هذا الكم الهائل من التضليل والتنكر للثورة وقائدها ورغما عن حملات التشويه التي سخرت لها اموالا طائلة الا ان كل هذا لم ينال من شرعية الثورة ومشروعها بل ان ما تعيشه الامة اليوم من احداث تدل دﻻلة قطعية على سلامة ومشروعية القيم والمفاهيم التي جاءات بهاء ثورة يوليو والتي غدت الامة في امس الحاجة لها كما هي الحاجة لقائد بحجم ومكانة ناصر ومشروعه ورؤيته وادراكه لحاجة الامة ومتطلباتها وايضا ادراكه لدور مصر في النهوض القومي وفي التقدم الاجتماعي والحضاري للامة.. لقد اعادت ثورة يوليو وقائدها الخالد للامة اعتبارها ولمصر مكانتها ودورها الحضاري الذي لاتكون مصر الا به من خلاله تحقق ذاتها الوطنية التي لا يمكن عزلها اوفصلها عن الذات القومية الجمعية للامة ..لقد شنت القوى الاستعمارية والصهيونية واذنابهما من قوى الرجعية العربية وهي القوى التي كللت مهامها بتبني وتمويل مؤامرة( الربيع العربي) وهو الربيع الذي تبلورت فكرته بعد التامر الرجعي الاستعماري الصهيوني على العراق الدولة والهوية والثقافة الاجتماعية وبعد تخلي مصر عن دورها الحضاري الذي رسمه لها التاريخ والجغرافية والهوية ..ان ما تعيشه الامة العربية اليوم فعل يؤكد قطعيا على سلامة رؤية عبد الناصر وثورة يوليو ومشروعها القومي ، ان يوليو الثورة والقائد قد جابها الكثير من

من المؤامرات والدسائس وكانت ابرزها تلك التي مولتها الانظمة الرجعية العميلة وفي مقدمة هذه الانظمة النظام ( الوهابي) في نجد والحجاز، هذا النظام شكل وﻻيزل راس حربة للعدوان والمؤامرات التي تعرض لها العرب بدءا من قضية فلسطين وموقف نظام ( ال سعود) منها مرورا بموقف هذا النظام من ثورة يوليو وقائدها ومن التحوﻻت التي شهدتها الامة العربية بعد ثورة يوليو..
بيد ان من المفارقات في المسار التامري ( الوهابي) هو ان هذا النظام هو نفسه الذي تحالف مع ( شاه ايران) ضد الثورة اليمنية وصد ثورة يوليو وقائدها وتقاطعت هنا سلوكياتهم مع السلوك الصهيوني ..؟ 
وهو السلوك نفسه الذي يسلكه النظام ( الوهابي) اليوم بعدوانه على اليمن وقبل هذا عدوانه على العراق وسورية وحتى مصر رغم شهر العسل الذي يبدو بين نظامي القاهرة والرياض المعبر عن انتهازية اطرافه وتقاطع مصالح مزعومة بذريعة التصدي (للمخططات الايرانية) وهي ذرائع تتنافى مع حقائق ومعطيات الواقع ، الذي يكشف حقائق مغايرة لمزاعم النظام الوهابي الذي يؤدي دورا عضويا لخدمة الصهاينة والاستعمار الذين صنعوا نظامي الصهاينة و( ال سعود)  ..!
ان نظام ( ال سعود) الذي تأمر على ثورة يوليو وقائدها وتأمر على كل مقومات الوجود القومي وقيمه ومفاهيمه وسخر من أجل هذه الغاية وﻻيزل كل القدرات والامكانيات لتدمير كل مقومات الامة بعد ان تمكن من تدمير قيم الهوية والانتماء بما في ذلك القيم الإسلامية وانتج ثقافة إسلامية بديلة نموذجها ( داعش- القاعدة) وثقافة ( التكفير والقتل ) المجاني التي تسود واقعنا اليوم بتمويل من نظام ( ال سعود)! 
هذا النظام الذي ﻻ اقول رأي فيه تعبيرا عن رد فعل لما يقوم به اليوم هذا النظام في سورية والعراق واليمن وليبيا، بل ان رأي بهذا النظام قديم ويكفي ان ندرك تبعية هذا


النظام للصهاينة والاستعمار ، وكان بمثابة ( سادن) لنظام ( الشاه) ناهيكم ان هذا النظام هو الحامي والحارس للكيان الصهيوني وممول كريم للمخططات والمشاريع الاستعمارية وبالتالي يستحيل تحرير فلسطين بوجود هذا النظام وتحكمه بثروة الأمة في نجد والحجاز .
يؤسفنا فعلا ان نرى بعض العرب يسوقون مزاعم ( ال سعود) عن خطر ( إيران ) وليس ( إسرائيل) ثم الحديث عن صراع ( سني- شيعي) وهي مزاعم تسوقها انظمة الارتهان وفي المقدمة النظام الوهابي في نجد والحجاز الذي يرفع شعار الصراع ( المذهبي) لتغطية فشله وتبرير عمالته وارتهانه للصهاينة وتجسيدا لحقيقة غياب المشروع القومي العربي الذي احياه الزعيم جمال عبد الناصر وتصدت له ( الوهابية) وانفقت في سبيل ذلك المليارات لضرب كل قيم الهوية والانتماء العربيين !
وابرزها ضرب وتصفية كل ما جاءات به ثورة يوليو وقائدها في الذاكرة القومية ، لكن وبرغم كل ذلك تظل ثورة يوليو وقائدها والقيم التي حملوها حاضرة في الذاكرة القومية رغم انف ( ال سعود) الذين ﻻ يحصدون سوى الفشل والخيبة والتاريخ لن يكذب ولن يزور احداثه مهما كان الكرم ( الوهابي) سخيا في شراء ذمم اعضاء رابطة صناع الطغاة..!
تحية لثورة يوليو في ذكراها ، وتحية لقائدها الخالد الى قبره وله الف رحمة ورحمة .
  • تعليقات الموقع
  • تعليقات الفيس بوك
عذراً خاصية التعليقات مغلقة حالياً
Item Reviewed: عبدالناصر وثورة يوليو والمشروع القومي ..؟! Rating: 5 Reviewed By: وكالة السبئي للانباء-سـام
عذراً خاصية التعليقات مغلقة حالياً