كتب:الياس مراد
روى لنا الآباء نقلاً عن الأجداد ما قامت به السلطنة العثمانية من فظائع وظلم بحق الشعب العربي, ليس أقلّها الإعدامات التي نُفّذت في السادس من أيار بحق خيرة المناضلين من صحفيين وكتّاب ومثقفين في دمشق وبيروت, هؤلاء الذين نحترمهم ونقدر لهم شموخهم وهم على أعواد المشانق. وهذا غبضٌ من فيض, وقليل جداً مما فعله الأتراك العثمانيين بحق الشعب العربي وشعوب الأرض ...خلال حقبة السلطنة العثمانية وجورها على الناس والمجتمعات التي استعمرتها طيلة أكثر من أربعمئة عام.
أٌذكّر بهذا وأقول أكثر أن الأجداد الذين سيقوا ليقاتلوا في أماكن كثيرة من العالم خدمة للسلطنة إما قتلوا أو ماتوا ولم يعرف عنهم شيء, ومن بقي في القرى والمدن من أبناء شعبنا كان يتحمل الجوع والظلم والحيف, فلا طعام ولا زراعة ولا مواسم إلا ويسرقها العثمانيون, إلى الحد الذي وصل فيه الأمر أن يبحث الناس بين فضلات الدواب ليستخرجوا منها بعضاً من الشعير والقمح لاستخدامها في طعامهم.
"سفر برلك" أنموذج مما جرى للناس الذين قيدتهم "الجندرما" التركية وساقتهم إلى ساحات الحروب وقتلوا فيها. ومن لم يمت لم يعد أو يعرف عنه شيء.
الجوعُ والجهلُ والتجهيلُ والتتريكُ عنوان تلك المرحلة.
الآن يحاول أحفاد ورثة سلاطين بني عثمان (أردوغان-أوغلو) إعادة التاريخ إلى الوراء عبر تنفيذ مخططهم الموهوم في السيطرة على المنطقة, معتقدين أن ما كان قبل يمكن أن يكون الآن. وقد تناسوا أن السوريين بشكل خاص والعرب بشكل عام يرفضون وبشدة هذا الذي تحاوله الطغمة العثمانية الجديدة, فدماء شهداء السادس من أيار لازالت تغلي في عروق السوريين جميعاً ودماء شهداء الاستقلال لا يمكن لأحد أن يفرّط بها. وسورية التي تواجه العدوان اليوم ستُسقِط مشروع أردوغان الجديد وطغمته ومن يسانده من العرب والغربيين.
فلن نعود إلى العثمنة ولم نسمح لها أن تعود إلينا.
ونحن نصادق من يصادقنا, وبشجاعة نقف في وجه من يعتدي على تاريخنا وأرضنا وشعبنا ومقدساتنا.
شعبٌ وجيشٌ ندافع عن بلدنا.. نقدّم الشهداء تلو الشهداء ولا ضير, بل نفتخر بهم من أجل أن تبقى سورية شامخة وعلمها مرفوعاً وحدودها مصانة وهويتها عربية.
فيا شباب الوطن, إن مستقبلكم هو في الانتصار على العدوان وأنتم من سيأتي بالنصر المؤزّر ويهزم مخطط التكفيريين والظلاميين ومن وراءهم
من صفحة الأستاذ الياس مراد