في خضم عواصف التغيير وما أطلق على تسميته "الربيع العربي " الذي يجتاح معظم الدول العربية ، اقتنص الغرب فرصة التدخل في الشؤون الداخلية لهذه الدول،، ومما زاد في الطين بله، استجداء البعض من الخونة لهذا التدخل فالوصفات الوطنية لم تعد تجدي بالمريض في المشافي الوطنية وأصبح بحاجة إلى دواء واستشفاء غربي ، وكي لا يدخل المريض إلى مشافهيهم استحضروا مشافهيهم ودوائهم إلى بلادنا واستعانوا بكل صنوف الأطباء من كل دول العالم بمعداتهم لإنقاذ مريضنا .
نسينا دوائنا وتحصيناتنا واسترضينا وصفة طبيب الخارج عن طبيبنا الوطني ،، كان لدينا دواء لكل داء إلا أن ثقتنا بالدواء الأجنبي كانت أكبر .
إن فكرة الأمن القومي العربي التي تبناها حزب البعث العربي الاشتراكي وتداعى لها الرفاق في اليمن كانت وصفة تنسجم مع أي متغير دولي حاضر أو لاحق أو مستقبلي والحصن الحصين لمقدراتنا البشرية والمادية ، باب المندب كأهم مضيق بحري في العالم هو قلعة أمننا القومي كما هي قناة السويس ، ولقد أدرك الرفاق في اليمن أهمية هذا المضيق ليس كمورداً مالياً لتحصين الميزانية أو تعبئة الجيوب بل لأنها أحد الحصن المنيعة للأمن القومي العربي الذي أمن به الرفاق في الحزب البعث اليمني والأحزاب القومية اليمنية الشرفاء . لقد ظن العرب أن حماية أمنهم القومي سيتحقق من خلال التواجد الأجنبي والمناورات المشتركة بين قوات غير متكافئة ليخرج الغرب بصفقات أسلحة خيالية استنزفت الثروات العربية وأفسدت نفوس وضمائر البعض . إن حماية أمن هذه الدول تكمن بالاتفاق على تعزيز دعائم الأمن القومي العربي بالاتفاق مع شركائها في الإقليم أو في القومية أو المبادئ أو العروبة أو الأخوة ، وليس الاستعانة بالغرب لتأمين أمنها فلا ضمانة للغرب إلا لمصالحه ولن يمد الغرب يد العون إلا لمصلحة يضمنها بتقديم تنازلات مقابل ضمان سلطة البعض وفي حال الرفض سيحرك ثورة ربيعية تسقطهم عن كراسيهم .
القائم بأعمال السفارة السورية في اليمن
