728x90 AdSpace

22 أكتوبر 2014

رئيس البعثة السورية لدى اليمن المستشار بشار صافية: الوضع الأمني في سوريا جيد...لن تنعم المنطقة والعالم بالخير إذا لم يكن اليمن بخير

السبئي نت - الجمهورية نت ـ إيمان الحنظلي  : 
كشف رئيس البعثة في الجمهورية العربية السورية لدى بلادنا بشار صافية العديد من الرؤى حول ما يُعتمل على الساحة العربية, والمؤشرات التي يراها قد تغير من مستقبل المنطقة العربية, مسلطاً الضوء على ما يحدث في سورية, والأطراف المؤثرة في عملية الاستقرار السياسي هناك, وعلاقة البعض بالإرهاب في الداخل السوري ونوعية العلاقات بين سورية وإيران وحزب الله اللبناني, مشيداً في الحوار الذي أجرته « الجمهورية » معه بما توصل إليه اليمنيون عبر وثيقة الحوار الوطني, التي قال إنها من أعظم ما أنتجته اليمن كنموذج يُحتذى به في العديد من الدول التي تعاني من أزمات داخلية , بالإضافة إلى وجهة النظر السوري تجاه الحلف الدولي , وتأكيده أن هناك اتفاقاً إيرانياً أمريكياً قادماً يحدد ملامح المرحلة القادمة للشرق الأوسط, إلى نهاية ما ورد خلال الحوار التالي:

ـ بداية لماذا لم يتم رفع مستوى التمثيل الدبلوماسي بين سوريا وبلادنا ؟ 
  أعتقد بأن الأسباب تقنية، أكثر من أنها سياسية، لا يوجد ما يعيق تعيين سفراء لكلا البلدين فعلاقاتنا مع الجمهورية اليمنية الشقيقة جيدة، و موضوع تعيين السفراء يعود للجانب اليمني لأنني حسب ما فهمت من مصادر رسمية هنا في اليمن أن هناك العديد من الدول لا يوجد لليمن فيها تمثيل دبلوماسي على مستوى سفراء.. هذا يعود لتقديرات الحكومة اليمنية وهي في الغالب وعلى ما أظن أنها قضايا تقنية اقتصادية, نحن حريصون أن يكون التمثيل الدبلوماسي على أعلى مستوياته بما يتناسب وحجم العلاقات بين البلدين أو بالأحرى ما يتناسب وعلاقات الأخوة التي تربط بلدينا. 
ـ كيف تقيمون العلاقات اليمنية السورية الحالية؟ 
 علاقاتنا مع اليمن ممتازة, وهناك تواصل واتصالات على المستوى الرسمي, سواء على المستوى الحكومي, أو الأحزاب , أو الأفراد , ومؤخراً كان هناك تبادل رسائل بين وزيري خارجية البلدين بمناسبة تولي معالي وزير الخارجية جمال عبد الله السلال مهام وزارة الخارجية اليمنية، وقد قمت مؤخراً بزيارات متعددة لعدد من مدراء ومسؤولين في وزارة الخارجية بهدف التنسيق والتعارف والتعاون في كافة المجالات, كما أن جاليتنا السورية في اليمن الشقيق كبيرة بعددها وأهميتها، فهناك رجال أعمال سوريين يعملون بشكل ممتاز في اليمن, وهناك شركات ومصانع لسوريين في اليمن، الجالية السورية هنا تحظى بمحبة ورعاية اليمن على الصعيد الرسمي والشعبي , كما أن الحكومة اليمنية تقدم كافة التسهيلات للسوريين فيما يتعلق بمعيشتهم وقضاياهم . 
تسهيلات 
ـ ماذا تقصدون بالتسهيلات التي تقدمها اليمن للسوريين ؟ 
 يقدم الجانب اليمني مشكوراً للسوريين اللاجئين في اليمن الشقيق تسهيلات بما تمكنهم من تسوية أوضاعهم فيما يتعلق بالإقامة أو الإعفاء من غراماتها.. ونحن هنا نسجل شكرنا وامتناننا للسلطات اليمنية المختصة في هذا المجال. 
ـ كم عدد اللاجئين السوريون في اليمن ؟ 
لا يوجد رسمياً ما يشير إلى العدد بشكل دقيق, ولكننا نقدر وفقاً لسجلاتنا أنهم بين( 10 – 12) ألف لاجئ سوري, ناهيك عن العدد الأكبر من السوريين المقيمين هنا قبل الأزمة في سورية, وممن جاء بقصد العمل والتجارة واستقر في اليمن وهم يقدرون بـ 20 ألف سوري غالبيتهم يعمل في التجارة, بالإضافة إلى الطلاب السوريين الذين يدرسون في الجامعات اليمنية, وفقاً لاتفاقية التبادل الثقافي الموقع بين البلدين.  
ـ إلى أين وصلت الأوضاع في سورية ؟ 
فيما يتعلق بالأزمة في سوريا نحن وصلنا إلى نقطة بداية النهاية, و أنا أعتبرها من وجهة نظري الدبلوماسية, أن قرار مجلس الأمن الأخير رقم (2170) بخصوص مكافحة الإرهاب داعش وجبهة النصرة وداعميهم, هو بداية هذه النهاية, فلو توفرت نية سليمة من المجتمع الدولي في الالتزام بالقرار بشكله الحرفي وبشكل صريح, أقصد وقف الدول الداعمة للإرهاب مساعداتها للإرهابيين في سورية ومنع دخول هؤلاء القادمين من 80 دولة وأكثر ( للجهاد في سورية ), ناهيك عن الأموال الطائلة والأسلحة بكل أشكالها لدعم هذه الحركات ضد الدولة السورية فإننا فعلاً سنكون في نهاية الأزمة, القرار صدر تحت الفصل السابع وهذا يعني أن هناك التزاماً قانونياً يستوجب القيام به تحت طائلة فرض العقوبات على الدول التي لا تلتزم بفقراته , ناهيك عن الالتزام الأخلاقي, فإذا كان لدى الطرف الداعم نية حقيقية بوقف نزيف الدم في سورية فإن عليهم وقف تقديم هذا الدعم , وإلا فإننا على يقين أن هذا الإرهاب سيطال بلادهم ولن يقف الإرهاب عند الحدود السورية, لأننا كما نعرف أن الإرهاب لا دين ولا وطن أو حدود له. 
ـ هل أشار القرار إلى تلك الدول التي تدعم داعش والنصرة بالاسم ؟ 
  القرار سمى كل الهيئات والمنظمات التي تقوم بمساعدة هؤلاء, قد يكونون أشخاصاً, أو كيانات, أو دولاً, فالقرار لم يسم، ولكن من منطوق القرار يفهم أن هذه الكيانات والمنظمات التي تدعم هؤلاء هم في الحقيقة دول , أو تستضيفها دول وتمنحها الغطاء القانوني واللوجستي لعملها هذا. 
ـ إلى أين تذهب المنطقة في ضوء القرار الأممي 2170 على سورية ؟ 
  أعتقد أن قرار مجلس الأمن يخص مبدئياً العراق وسورية التي تعاني من الإرهاب بشكل مباشر، لكن في الحقيقة أن القرار يخاطب خطراً سيعم الجميع والمنطقة والعالم بشكل شامل, فكما قلت الإرهاب لا حدود له، لقد فهمت الولايات المتحدة الأمريكية القرار على أنه منفذ لبناء تحالف دولي لمحاربة داعش وباقي الجماعات المسلحة الإرهابية، لكننا في سورية لم نفهم القرار على أنه تحالف يخص مجموعة بعينها مطالبة بحشد إمكانياتها لمحاربة الإرهاب في العراق وسورية , بل المطلوب من الجميع تضافر جهودهم من أجل هذه القضية .. المطلوب من كوبا، من إندونيسيا من أبعد جزيرة في العالم أن تكون في هذا التحالف, وأن لا يقتصر التحالف على دول لها مصالح ومآرب معينة من وراء هذا التحالف , نحن كنا مع القرار, ومن أوائل من دعا إلى محاربة الإرهاب, وحذرنا المجتمع الدولي من تداعيات هذا الإرهاب , بأنه سيطال الجميع إن لم تتضافر جهودهم لوقف تمدد داعش وغيرها ، نحن نعتبر أن القرار إيجابي ولو أنه جاء متأخراً « فأن تأتي متأخراً خيراً من أن لا تأتي مطلقاً » , لقد أعلنت الجمهورية العربية السورية استعدادها للتعاون والتنسيق بشأن تنفيذ القرار المذكور، لكن هناك محاولات غربية على ما يبدو لاستبعاد سورية من التعاون، والغريب في الأمر أن نستبعد وأصدقاءنا المعنيين والمتضررين من الإرهاب وممن لديهم القدرة على المساعدة في تحقيق مأرب القرار, وهو بالأصل طالب المجتمع الدولي بالتعاون والتنسيق, فإلى ماذا يهدف التحالف إذاً في حال تم استبعاد أطراف مهمة في غاية القرار ؟ لذلك بدأت لدينا شكوك حول هذا التحالف، ونرفض رفضاً قاطعاً استهداف داعش, أو غيرها من المجموعات المسلحة الإرهابية على الأراضي السورية دون التعاون والتنسيق المسبق مع الحكومة السورية , وأننا نعتبر أن أي اعتداء على أراضينا بحجة مقاتلة الإرهاب في سورية هو اعتداء وعدوان على أرض سورية . 
أعتقد أن التحالف الدولي الذي يحكى عنه الآن هو تحالف سيبحث في قضايا المنطقة بشكل كامل, لأن كل القضايا متشابكة ببعضها, حتى على صعيد اليمن, فهناك اتفاق إيراني أمريكي قادم يحدد ملامح المرحلة القادمة للشرق الأوسط , هناك مراحل اتفاق بين إيران والمجموعة الأوروبية 5+1 فيما يتعلق بالملف النووي, وهذا يعطيك تصوراً إلى أين المنطقة ذاهبة, وإذا تم الاتفاق الأمريكي الإيراني, والأوروبي الإيراني, الأمور ذاهبة إلى الحل, في حال لم يتم الاتفاق فإن هناك تصعيداً كبيراً, ليس الموضوع فقط إيران وأمريكا, هناك قضايا كثيرة , الروس وأوكرانيا والأوروبيين, عندما يتحلحل موضوع الحل في روسيا وأوكرانيا , هناك قضايا ستجد طريقاً للحل , لذلك لا يجب استبعاد أي طرف عن هذا التحالف وإلا فإنه بالتأكيد سيفشل .  
ـ ماذا عن الوضع الأمني في سوريا ؟ 
الوضع الأمني في سوريا جيد في مناطق عدة , لكن الوضع في الشمال المفتوح على تركيا مقلق , وفي الشمال الشرقي ليس آمنًا بشكل كامل، أما الوضع الأمني في دمشق العاصمة جيد, وتحسن الوضع أكثر مع توالي انتصارات الجيش العربي السوري على اكثر من صعيد وفي أكثر المناطق , بالإضافة للمصالحات الوطنية التي تتم يومياً في العديد من المناطق والمدن السورية , وكثيراً منها عاد لحضن الوطن بالمصالحة ودون قتال، وقد سلم الكثير أنفسهم وأسلحتهم للجيش السوري, وتمت تسوية أوضاعهم وعادت الحياة طبيعية في هذه المناطق . 
ـ ما حجم الأضرار التي تكبدتها سورية ؟ 
هناك أضرار بشرية لا يمكن أن تقدر بثمن ، وإذا أردنا الحديث عن الأضرار الاقتصادية فهي كبيرة , وأكبر متضرر بها قطاعا النفط والسياحة, والبنى التحتية من طاقة كهربائية وموارد مائية, حيث تم استهدافها من قبل المجموعات المسلحة , وهي بتصوري بمليارات الدولارات، كذلك الأمر بالنسبة لقطاع الصناعة فسورية كما تعرفون من الدول الرائدة في العديد من الصناعات , فقد تم نهب ونقل العديد من المصانع السورية إلى تركيا، لكن رغم هذه الخسائر إلا أن الحكومة السورية أوجدت البدائل ونحن الآن نصدر العديد من المواد الصناعية وحتى الغذائية والألبسة إلى الخارج وحتى تاريخه هناك صناعات سورية لم يخل السوق اليمني منها حتى الآن . 
ـ ما سر تماسك سوريا رغم ما تواجهه من أخطار على كافة الأصعدة ؟ 
هناك عوامل كثيرة أدت لصمود سورية في وجه المؤامرة التي تتعرض لها من أكثر من 80 دولة , والعامل الأساسي في هذا الصمود هو وعي الشعب السوري لحجم المؤامرة , وإيمانه بجيشه وقيادته , ولولا هذا التلاحم والإيمان لما صمدنا أشهراً مع حجم هذه المؤامرة , والأموال التي رصدت لها , والمقاتلين الذين جاءوا إلى سورية من العديد من الدول , أضيف إلى ذلك أن الحكومة السورية استطاعت تأمين مستلزمات المعركة بما يمكن الجيش من القيام بمهامه ، والشعب على المصابرة والقوة والتحمل ، رغم هذه الصعوبات فإن الأسواق السورية لم تخل من أي مادة غذائية , أو مواد أساسية للعيش الكريم، الرواتب ما زالت تدفع لمستحقيها , والمشاريع مازالت تنجز ولو أنها توقفت في أماكن ساخنة , والحكومة أيضاً بدأت بحملتها في إعادة إعمار ما دمره الإرهابيون, وتدفع التعويضات للمتضررين , أستطيع أن أوجز بالقول : إن أي دولة يقدر لها أن تقع بهذه الأزمة فإنها لن تصمد كما صمدت سورية ، هذا كله يعود لوعي الشعب السوري لهذه المؤامرة , ولقوة جيشنا العربي السوري, الذي استطاع هزم ودحر قوى مدججة بالسلاح والمال, وأضيف أن وقوف أصدقائنا في العالم مع سورية في أزمتها ساهم أيضاً في قوة ومصابرة سورية في وجه هذه الهجمة الكونية على مقدراتها . 
ـ هل تراهن سوريا على التحالفات الدولية ؟ 
 إن التحالف الدولي لا يعنينا إن لم نكن طرفاً به, ونعتبره مؤامرة على سورية في حال استهدف سيادة الدولة السورية التي كفلها القانون الدولي والمواثيق الدولية , إذا كانوا فعلاً جادين من وراء هذا التحالف الدولي القضاء على الإرهاب فعليهم التعاون مع الدولة السورية لأنها أدرى بشعابها, التحالف الدولي هو سوريا, وإيران , وأمريكا , واليمن , روسيا , هذا هو التحالف الدولي , كيف تم حل موضوع غزة لا شك إن هناك مقاومة استطاعت أن تجبر إسرائيل على وقف عدوانها, لكن هناك تحالفات دولية دخلت فيها مصر و إيران , التحالف الدولي والاتفاق الدولي على قضايا المنطقة يحل الموضوع , يذلل العقبات , يساعد على الحل , لكن ليس هو الحل , الحل هو القضاء على الإرهاب ومنابعه ، وهذه المنابع قد تكون في أقصى الأرض, من هنا الجميع مطالب أن يكون جزءاً من هذا التحالف , نحن في سورية نشكك في هذا التحالف , ونعتبره يحقق مآرب دول استعمارية تريد إجراء تغييرات في المنطقة , راقبوا الهجرات التي تتم على أيدي الإرهابيين لعدد من الأقليات .. تهجير كامل لسكان مناطق في العراق وسورية إنه تغيير ديمغرافي لجغرافية المنطقة ، إنه إعادة توازنات قوة وفقاً لأجندة أمريكية غربية . 
ـ على المدى الطويل تم سن قانون بعدم أحقية أن يكون رئيس الدولة في سوريا من خارج أعضاء حزب البعث الحاكم كيف سيتم إشراك الشعب السوري بكل أطيافه في الحكم سواء بسواء ؟ 
 نعم كان الدستور السوري السابق وفي مادته الثامنة منح أحقية للحزب الواحد ، لكن الدستور الجديد ألغى هذه المادة, وخاصة مع صدور قانون الأحزاب الجديد , الذي نظم الحياة الدستورية في سورية , ومنح الأحزاب حرية في الانتساب , وتشكيل التكتلات , والأحزاب المختلفة , التي تمثل كافة القطاعات والشرائح الاجتماعية والعامة وفي سورية الأن أكثر من 25 حزباً مسجلون أصولاً ويمارسون عملهم الحزبي على الساحة السورية، والانتخابات الرئاسية السابقة دليلا على وجود أكثر من مرشح وبعضهم كان من خارج الأحزاب تقدموا للترشح لمنصب رئيس الجمهورية . 
ـ كيف تقيمون العلاقات الخارجية السورية – الإيرانية ؟ 
علاقاتنا مع الجمهورية الإسلامية الإيرانية في أحسن أحوالها, وهي ليست وليدة اليوم , أو وليدة أزمة , وليست وليدة نظام بل , تقوم على أسس احترام كل دولة لسيادة وقرار الآخر، تربطنا مع إيران علاقات استراتيجية وتاريخية، تشمل كافة القطاعات، وقد ازدادت وتيرة هذه العلاقات في ظل الأزمة الحالية في سورية , وهناك تبادل تجاري بين الدولتين , يصل إلى مليار دولار, ناهيك عن العلاقات الاجتماعية والثقافية وغيرها . 
ـ ما هي ماهية علاقتكم بحزب الله ؟ 
علاقتنا مع حزب الله كأي علاقة تربطنا بدولة أو حزب انتهج نهجاً مقاوماً لعدو يحتل أراضي عربية.. علاقاتنا جيدة مع أحزاب في كوبا, وفنزويلا, واليمن, وجيبوتي , وموريتانيا , وكل من ينتهج منهجاً يماثل منهج أحزابنا في سورية المقاوم لإسرائيل, ويناصر حركات التحرر من الاستعمار والهيمنة . 
ـ هل هناك فعلا يمنيون يقاتلون إلى جانب الجيش السوري ؟ 
لا ، لا بالتأكيد.. هناك عدد من اليمنيين ممن انخرطوا في أعمال قتالية ضد الدولة السورية، ولكن بالمقارنة مع دول أخرى فإن العدد ليس كبيراً , ولكن لا وجود ليمنيين يقاتلون مع الجيش العربي السوري، وأنفي نفياً قاطعًا هذه المعلومات. وأعتقد أن الجيش السوري ليس بحاجة لهذا النوع من المساعدة. وإذا احتجنا سنسأل . لكننا في الوقت الحاضر لسنا بحاجة , وبالنسبة للضباط اليمنيين الذين تم احتجازهم من قبل مجموعات إرهابية في سورية فهم كانوا في دورة تدريبية وفقاً لاتفاق التبادل بين البلدين، وتقوم السلطات السورية ببذل جهودها في سبيل إطلاق سراحهم شأنهم شأن مواطنين سوريين ما زالوا محتجزين لدى هذه المجموعات . 
ـ إلى أين تتجه سوريا ؟ 
 إلى الأمن والاستقرار كما عندكم في اليمن إن شاء الله, أنا أتوقع على المستوى الشخصي أن يكون بداية العام القادم بداية طيبة لسورية وشعبها ، نحن الآن بصدد إعداد خطط لإعمار ما دمره الإرهاب في سورية وهذا يتم عن طريق تضافر جهود جميع السوريين والمغتربين السوريين في الخارج والأصدقاء ممن دعموا سورية في أزمتها . 
ـ  ما أبرز مهام البعثة السورية لدى اليمن في الوقت الحالي ؟ 
 مهام البعثة السورية لا تختلف عن مهام كافة البعثات الموجودة في الدولة المضيفة، العمل على تعزيز العلاقات بين البلدين بما فيه مصلحة البلدين وتمتين روابط الأخوة والصداقة , وفي كافة المجالات يبقى مهامها المتعلقة بالسوريين المقيمين في اليمن فينصب جهد البعثة على الاهتمام بشؤون السوريين المقيمين في اليمن فيما يتعلق بإقامتهم وبوضعهم القانوني السليم ونحن حريصون أن يكون وضع السوريين مطابقاً للأنظمة المعمول بها في الجمهورية اليمنية وحريصون أيضاً على عدم الإساءة إلى القوانين اليمنية بما يحترم كرم الضيافة اليمنية . 
نحن كبعثة سورية وخاصة في خضم الأزمة في سورية نبذل مزيداً من الجهد في التواصل مع السوريين على مختلف أطيافهم وتوجهاتهم وآرائهم ، ونفتح أيدينا لهم في كل ما يخدم مصالح الوطن ومصالحهم الشخصية وتلبية متطلبات عيش السوري وعائلته في المغترب بكرامة ، ونحن من خلال صحفيتكم الرسمية والواسعة الانتشار نتوجه إلى كافة السوريين المقيمين في اليمن بضرورة مراجعة السفارة السورية في صنعاء لحل أي مشكلات أو عقبات تعترض عملهم أو إقامتهم أو عودتهم إلى الوطن، ونحن على استعداد لتسوية أوضاع ممن لديه مشاكل مع الجهات المختصة والرسمية في سورية.. هناك توجيهات حكومية سورية لنا بأن نبذل الجهود لكل الراغبين بالعودة من المهجرين في كل العالم في حال رغبوا في العودة إلى سورية ، والحكومة السورية على استعداد لتقديم المأوى وكافة التسهيلات بما يضمن عودة آمنة وسليمة لأي مهجر . 
ـ ما أوجه التشابه بين اليمن وسوريا نتيجة الأوضاع الراهنة, و ما النصيحة التي تقدمها لليمنيين من واقع التجربة السورية ؟ 
 بالنسبة للنصيحة فاليمن هو أقدر على النصح وعبر التاريخ عُرف اليمن بالحكمة والتعقل , فإنكم لستم بحاجة للنصح فأنتم أصحابها , وبالنسبة للمقارنة في الوضع بين سورية واليمن فلا يمكن المقارنة لأن الوضع في سورية مختلف ، نحن نقاتل 80 دولة وإرهابيين من كافة أصقاع الأرض وقضيتنا ليست داخلية بالمعنى الحقيقي , فنحن في ظل مؤامرة كونية ضد بلد رفض إملاءات غربية.. يبقى وضعكم في اليمن أفضل ونتمنى أن لا ينزلق إلى صدام , والابتعاد عن السلاح حتى ولو ارتفع سقف الكلام، أنتم بحاجة للحوار، ووثيقتكم وثيقة الحوار الوطني من أعظم ما أنتجته اليمن والذي يمكن أن يكون نموذجاً يحتذى به في العديد من الدول التي تعاني من أزمات داخلية . 
وأنا من خلال متابعتي للأحداث الأخيرة في اليمن والعملية الانتقالية التي تمت مؤخراً بتضافر جميع الأطراف اليمنية وتوقيع اتفاق الشراكة الوطنية فإنني متفائل بالقادم من الأيام بشأن الوضع في اليمن وأرى أن بوصلة الأمن والاستقرار في اليمن قد حددت الاتجاه بشكله الصحيح وأن الأمور تسير على ما يرام ، الأهم هو عدم التدخل في الشؤون الداخلية لليمن واحترام قرار شعبها وحرية قرارها السيادي . 
ـ استشرافكم المستقبلي ؟ 
 على الصعيد اليمني أرى الحل قادم والذي سيؤدي إلى خروج اليمن مما يرسم له أعداؤه، اليمن كموقع استراتيجي وتاريخي وشعبي مهم للغاية في ثرواته في مخزونه الفكري ولن ينعم جيرانه والعالم بالخير إذا لم يكن اليمن بخير, نتمنى الخير لليمن الشقيق ولشعبها الطيب الكريم ونحن سنعمل بكل ما يساهم في تطوير علاقاتنا, وعلى كافة الأصعدة , وبما يحقق الخير والاستقرار لبلدينا الشقيقين.. نفرح لفرحكم ونحزن لحزنكم. 
ـ نشكر لكم هذا اللقاء الأخوي تاركين مساحة تعبرون فيها عما غاب في أسئلتنا السابقة ؟ 
 أشكر لكم إتاحة الفرصة لي في بداية مهمتي هنا وهي الإطلالة الأولى لي على السوريين المقيمين هنا وعلى الوسط الإعلامي والسياسي اليمني طبعاً عبر صحيفتكم المحترمة ، وأعود للتأكيد إنني هنا بتوجيهات من حكومتي للعمل على تمتين وتطوير العلاقات بين بلدينا, بدأت في لم شمل السوريين, واجتمعت مع كثير منهم , وكان لي لقاءات أخرى مع الكثير من الشخصيات الرسمية والعامة والمؤثرة في اليمن وخلال فترة قصيرة استعطت أن أكون فكرة كاملة عما يدور في اليمن .. أتمنى الخير والأمن والاستقرار لشعب اليمن الشقيق
منشور في صحيفة الجمهورية يوم الأحد 19 أكتوبر-تشرين الأول 2014 الساعة 01 صباحاً /  
  • تعليقات الموقع
  • تعليقات الفيس بوك
عذراً خاصية التعليقات مغلقة حالياً
Item Reviewed: رئيس البعثة السورية لدى اليمن المستشار بشار صافية: الوضع الأمني في سوريا جيد...لن تنعم المنطقة والعالم بالخير إذا لم يكن اليمن بخير Rating: 5 Reviewed By: وكالة السبئي للانباء-سـام
عذراً خاصية التعليقات مغلقة حالياً