728x90 AdSpace

1 سبتمبر 2014

أمراض الجذور وفي انفسكم.. متى يعود للعقل دوره الغائب.؟.

 بقلم زيد الوزير:
أمراض الجذور وفي انفسكم أفلا تبصرون أية كريمة ما نشاهده على الساحة الإسلامية من المذابح المروعة من قبل مسلمين متمذهبين، تشمئز من رؤيتها العيون والقلوب وترتعد منها الخيال. هل ثقافة العنف القاتل هذه هي وليدة اليوم فنعالجها بأدواتها؟
أم ان ما يجري من اجرام ليس جديدا على تاريخنا وإنما هو نتائج ثقافة العنف الذي بدأت مبكرة على يدي خلفاء الله: "الأمويين" و "العباسيين" و "الفاطميين" وسلاطين الله": "البويهيين" و "الغزنويين" و "السلجوقين" و "الخوارزميين" والعثمانيين؟. لا أطرح هذا السؤال تبريرا لما يرتكب اليوم باسم الإسلام من جرائم بشعة، وانما أقصد إلى توضيح منابع ثقافة العنف القاتل، بغية إقفالها، وتجفيف ينابيعها، حتى لا تبقى تضخ هذا النوع من الثقافة القاتلة، التي تأصلت -بفعل تكرارها وتصاعدها- حتى بلغت من العنف ما نشاهده اليوم. وإذا كان الأمر كذلك-وهو في رأيي كذلك- فلنفتح الجرح الكامن بغية تنظيفه، علينا ان تتعرف عليه ليسهل اقتلاع شركة الشوك الدامية من أعماق النفوس، ومتى أمكن ذلك أمكن العودة إلى الزهور النضرات أيام الخلافة الراشدة وعهد "عمر بن عبد العزيز"، حيث يتجلى تاريخ الإسلام بكل قسماته المنيرة، أما ما لحقها من تاريخ المسلمين فتشوبه الشوائب. أيضا أؤكد أنه بدون اقتلاع جذور ثقافة العنف القاتلة، فليس في الإمكان الاكتفاء بتعليل ما يجري بأنه نبتُ تآمر حديث، نتمركز حول تحليله، كما لا يجب في الوقت نفسه أن نغفل دور هذا التآمر وفعاليته، ولكن لابد من الاعتراف بأنه لو لم يكن هناك قابلية له، لما نجح التآمر هذه النجاح البشع، فيجب إذن أن نتلمس- وقد انكشف دور التآمر- أن نتلمس ما جاء من غير "واشنطن" و "لندن" و "باريس حتى نقطع على هذا التآمر فعاليته. وعليه فإننا ملزمون عن البحث عن مرض الجذور لا عن إفرازاته حتى نقتلع المرض من جذوره . خاصة إذا أدركنا إن الكراهية القاتلة تستمد تعميق جدورها من تفسير آثم لآيات مجيدة، أو من حديث كريم، فما من تناحر وقع بين الآمة المسلمة الا واستمد كل فريق آية كريمة أو حديث نبوي؛ صحيح او مختلق فترفد به مواقعها الآثمة ومن المؤكد –فيما آراه- أنه ما لم يتم اغلاق هذه الينابيع المسمومة فسنظل تتدفق بأمراضها، وسيظل جذر الشوك ينتج آفاته. والتعامل مع ثمره لا يجدي نفعا، بل سيكون كتعامل مرض جذر الشعر بحلقه، إذ يظل المرض كامنا يطلع شعرا مريضا باستمرار حتى ينتهي الشعر ويبقى الجذر. علينا اذن تنظيف ينابيع الكراهية لا مصباتها فقط، لأن الإكفاء بتنظيف المصبات لا يغني شيئا مادام النهر يتدفق بسمومه، فإذا ما امكن اغلاق ينابيع الكراهية القاتلة، فإن الكراهية والبغضاء ستتجفف تلقائيا، وينفتح الطريق الى الأخوة والمحبة، و تعود اليقظة الحضارية الإسلامية العالمية -بعد تحطيم الحواجز - إلى ظلالها الوارفة، ومن المؤكد عندي أن فقه السلطة- لأسباب سياسية- كان وراء تغذية فقه الكراهية، بدءا بتكفير من يقول بحرية الإرادة، وانتصارا لمن يقول بالجبرية السياسية. و قد شهد العهد الأموي قتل المفكرين "معبد" و "غيلان" و "الجعدي" صبرا لهذا السبب، والتاريخ العربي مليء بأمثلة العنف، وشق البطون، وأكل القلوب، ممل شكل سوابق مروية: منذ أن شقت "هند"-زوج أبي سفيان" -قبل اسلامها- بطن "حمزة"، واقتلعت كبده وأكلتها أو أكلت منها. وروى "ابن خلدون" أن "يزيد بن المهلب" -القائد الأموي الشهير- لما انتصر على جرجـان (عاهـد اللـه إن ظفـر بهم ليطحنن القمح على سائل دمائهم ويأكل منه) ولما ظفر بهم (قتـل المقاتل وسبى الذرية، وقاد منهم اثني عشر ألفاً إلى وادي جرجان، ومكن أهل الثأر منهم حتى استلحموهم. وجرى الماء على الدم وعليه الأرحاء [جمع رحا: آلة الطحن] فطحن وخبز وأكل وقتل منهم أربعين ألفاً. .. ولما قتل مقاتلهم صلبهم فرسخين عن يمين الطريق ويساره.) . ولما انتصر "العباسيون" نبشوا قبور موت خلفاء "بني أمية"، وصلبوا عظامهم، واحرقوا رفاتهم، وتغدى "السفاح" فوق جثث الأبرياء من "بني أمية" وتتبعوهم في كل ناحية ومن وجدوه قتلوه حيثما ثقفوه، وقد اعتقل ابو جعفر المنصور معظم "بني الحسن" وأودعهم في المطبق بدون نوتفذ ولا محل لقضاء الحاجة فكانوا يتغوطون ويصلون وينامون ويأكلون في مكان واحد مظلم لاتنفذ إليه ومضة ضوء، حتى اكلتهم الأوساخ ولم ينج منهم إلا القليل وبنة علة بعضهم بناء مقفلا ودغنه فيه حيا. روى هذه الأفاعيل كل المؤرخين من الطبري إلى ابن الأثير ومع ذلك يوصف هذه الخليفة الداعشي عند الكثيرين من المؤرحين الأقدمين والمحدثين:بالعظيم؛ واي تمجيد للعنف أبلغ من هذا الوصف, ولو رحنا نتتبع هذه الفضائع الرهيبة، في تاريخ الدول الكبرى (المذكورة آنفا) لوجدنا ما يشعل الرأس شيبا. قد يتشكك متشكك في صحة بعضها، لكن الشيء المؤكد أن تلك الروايات أصبحت ثقافة تُقرأ وتدرس، ويُبنى عليها سلوك غير مستنكر، وسواء صح بعصها أم لم يصح إلا اننا نتلقفها سلوكا ممجدا. آمل بانني قد اوضحت المراد وإذا كان كذلك فالمطلوب من أهل الفكر الحر، والمؤسسات العلمية الموضوعية وأهل الفقه الحر التعاضد في قلع شجرة الزقوم ليستعاد الزهر الناضر، والمروج الخضر. إن الطريق إلى تلك الربوع الخضراء نجدها في الآية الكريمة {وفي انفسكم أقلا تبصرون} فلنحقق ما اراد الله منا لتعيش الإنسانية في ظلال المحبة. متى متى يعود للعقل دوره الغائب؟.
  • تعليقات الموقع
  • تعليقات الفيس بوك
عذراً خاصية التعليقات مغلقة حالياً
Item Reviewed: أمراض الجذور وفي انفسكم.. متى يعود للعقل دوره الغائب.؟. Rating: 5 Reviewed By: وكالة السبئي للانباء-سـام
عذراً خاصية التعليقات مغلقة حالياً