ابتسام ابو دنيا
قامت الثورة اليمنية في الـ11 من فبراير 2011م وبدأت بنخبة المثقفين والادباء الوطينيين الشرفاء وبدأ اولئك المثقفون بتوعية الشعب الجاهل الذي لايكاد يفقه ما معنى وطن واقامة العديد من الندواة والامسيات الثقافية التوعوية والتف الناس والبسطاء حول تلك النخبة فاحتار السياسيون المتناحرون واالمتصارعون على السلطة والجلوس على الكراسي وتسالوا فيما بينهم ما الحل للخروج من هذا المازق؟!.
ان جلوس مثل هولاء على منصة الحكم لايخدم مصالحهم باي شكل من الاشكال فجلوس هولاء معناه رحيل الفساد والمحسوبيات والمشيخات وما الى ذلك جلوس هولاء معناه دولة مدينة حقيقة يسودها العدل والنظام والقانون .. فلم تجد النخب السياسة بدا من وضع خلافاتهم جانبا والالتفاف حول فكرة واحدة تضمن خروج الجميع من ذلك المأزق الذي وضعهم في المثقفون وتم الاتفاق فيما بينهم على مبدا الملصحة فوق كل الخلافات .. نحن شركاء ، نحن ابناء عمومة وقبيلة واحدة وبمدأ انا واخي على ابن عمي وانا وابن عمي على الغريب.
وهكذا اُفتعلت جمعة الكرامة 18 مارس 2011م على امل ان الناس سيخافون ويهربون من الساحات ويتركون اولئك المثقفون (الفاشلون) على حد تعابيرهم فالثقافة في نظرهم فشل .. ولكن ماحدث هو عكس المتوقع فانقلب السحر على الساحر فما كان مهنم الى اللجوء للخطة البديلة وهي تقسيم الجيش والقبائل وخلط الاوراق بالتراشقات الاعلامية وبافتعال حرب هنا وحرب هناك لحرف الثورة عن مسارها وتحويلها الى ازمة سياسة بين الفراقاء السياسيين وايهام الناس بان الحل السرحي للخروج من اتون حرب قائمة لامحالة هو المبادرة الخليجية والتوقيع جميعا على صك واحد من بعضهم لبعضهم هو الحصانه من الملاحقات القانونية لكل من عمل مع علي عبدالله صالح خلال فترة حكمة 33 عام في المؤسستين المدينة والعسكرية ،ولم يستثن القانون احدا.. نعم لم يستثن احدا فعلي محسن واولاد الشيخ الاحمر هم ايضاً ممن عملوا مع علي عبدالله صالح خلال فترة حكمه اذا فهم اعطوا حصانه لانفسهم.
كل وقع على صك حصانته وتمت التسوية ودارة طاولة الحكم لترسوا على عبدالربه منصور هادي وكل احتفظ بمصالحة وباسم الثورة الى ان اتت ساعة الحصاد وهي رفع اخر جزء من الدعم عن سعر المشتقات النفطية (الجرعة القاتله) التي هي مُقرة في برنامج علي عبدالله صالح الانتخابي لعام 2007م فهم يعلمون ان الامر لم يعد كما كان وان الناس لم يعودوا مثلما كانوا فاتوا باضحوكة جديدة اضحوكة الحوثي الشاب الثائر القادم من الادغال بعسيبه وصماطته التي هي في اصل صناعة سعودية يهوديه.
المنتمي الى الكادخين والبسطاء فبعد ماقدموا له ابناء القبائل وبعض قادة الجيش الذي شاركوا في حروب علي عبدالله صالح عليهم لقتلهم ليكون بطل الجماعة ، وسهلوا له مهمته في خمر وعمران اتى دوره لرد الجميل فصنع ثورة مفتعلة ضد الجرعة للخروج منها بـ500 ريال تخفيظ واطلاق صرخته في صنعاء ليثبت للناس انه اصبح موجود على منصة الحكم بجوار اقرانه واسلافه وكرت اصفر تكملة الكرت الاحمر في الجمعة التي تلة جمعة الكرامة والتي كان نتوقع الزحف فيها الى القصر الجمهوري، يبدوا ان ثوار اليمن او اثوارها لايجيدون اللعبة جيدا فيكفيهم من الثورات الاحتكاك وهاكذا.. هاكذا انتهى الثورة ثورة الادباء المثقفون الوطينيون الشرفاء .. اليمن الان تحيا حياة البرزخ الى ان تقوم الساعة.
