728x90 AdSpace

7 أغسطس 2014

أسرار وخلفيات الخطاب الأخير لسماحة السيد عبد الملك الحوثي...

 بقلم الدكتورة / نجيبة مطهر:
سماحة السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي يطل علينا كما هي عادته وفي جعبته الكثير من القضايا والأمور.. لكن اللافت بالنسبة لهذا الخطاب الاخير أنه لا يحتاج لشرح و لا يحتاج لتفصيل،
لان الخطاب فيه بيان للقرارات والخيارات ولا غموض فيه وفيه مستوى الوعي العميق الذي يتمتع به السيد عبد الملك الحوثي و لم تكن كلمة السيد عبد الملك الحوثي في هذا الوقت هي وحدها من تستحق القراءة والتحليل فظهوره المباشر بطمأنينة عالية ورباطة جأش واضحة وملامح وجهه تدلل على ذلك وحركات يديه وومضات عينية ، وطبقات صوته ، تدل بوضوح أنه قائد لمسيرة حزب أنصار الله الذي تنبئ عن المصلحة الوطنية وعلى إخراج البلد مما هو فيه مطمئناً ومحذرا في نفس الوقت وكما تدل إشارة أصبعه الذي ورائها الويل والثبور لمن يريد أن يعبث بأمن واستقرار الوطن
وحديثه يختلف عن كافة السياسيين الذين يعرفون هذا الرجل أنه لا يتكلم عادة إلا بعد الفعل والعمل في الميدان، فلغة الرجل تختلف قاموسا ومفردات عن غيره،من السياسيين فضلا عن التوجه الذي يتوجه به في كل خطاباته السامية فالسيد عبدالملك رجل لا يتكلم من فراغ، فهوشخصيا بالنسبة لليمن رصاصة لا يقبل أن تطلق في الهواء، بل تصيب الهدف في مقتله مباشرة ولذلك جاءت كلماته رصاص لمن يتجاهل ويخون الوطن والشعب العظيم لتصيبة في مقتله
أقول هذا الكلام لسببين، الأول قناعتي ومعرفتي برجال انصار الله أنهم من الحكمة والصبر الى درجة لا يمكن أبدا ان اتصور انهم سيرتكبون حماقات ضد الوطن ثانيا جاءت كلمة السيد عبدالملك من رجل الى الرجال ضد منهم أشباه الرجال الذين يبيعون الوطن لان زمن بيع وشراء الأوطان قد ولى .. وان هذا هو زمن الشعوب.
أفرد في الخطاب مواضيع عدة وبكل صراحة ووضوح دون تحرجا أو ريب ليضع النقاط على الحروف ويطرق كل الجوانب والمشاكل والحلول ويتناول قضايا أساسية ومحورية .. ليصبح الخطاب خارطة طريق هامة , يشمل القضايا الوطنية والقومية جاء الخطاب برسائل وطنية وتحديا، واختبارا حقيقيا، أمام "أنصار الله" وأمام القوى السياسية وامام الشعب اليمني كلة فمدلولات الخطاب توحي بان السيد عبدالملك الحوثي أراد أن يوصل رسائل مباشرة وغير مباشرة..
الرسالة الاولى اشار الى ان الحكومة القوية هي التي تقوم بحماية المواطنين لذلك المواطن لن يضطر لحمل السلاح، ولكن عندما تكون الحكومة عاجزة أو مرتهنة للبعض ممن يريدون استهدافنا فلن نتردد في دفع الشر والضر عن أنفسنا هذه الرسالة ايضا يوجهها السيد عبدالملك من منطلقات دينية واخلاقية ووطنية والحرص على الوطن
الرسالة الثانية المطالبة بدولة "الشراكة الوطنية والمسارعة إلى تشكيل حكومة جديدة وتنفيذ مخرجات الحوار الوطني وتشكيل الهيئة الوطنية للبدء في تنفيذ تلك المخرجات وإعلان المصالحة الوطنية .. والتي باتت ضرورة ة في هذه المرحلة حتى تسد منافذ الشر على مثيري الفتن
الرسالة الثالثة : إن يدنا ممدودة بالإخاء والتعاون والمحبة إلى كل مكونات شعبنا بلا استثناء بما فيه مصلحة شعبنا وصالح بلدنا واستقراره حيث يسعى إلى الحفاظ على اللحمة الوطنية ويمد بإخلاص يديه إلى الكل ومن يعض هذه اليد فان أسنانه ستتكسر . نمد يد السلام ولا نمد روؤسنا لتهدر دمائنا ولن قبل ذلك وسنواجه العدوان أينما كان وفي وقت كان ومن يتفاهم معنا سنكون معه أكثر تفاهما وإنصافا .. وهذه فرصة لمن يريد أن يفهم بان الوضع قد تغير وان تغليب المصالح الوطنية بات وقتها ومن المفترض ان تسارع كل القوى والأحزاب إلى مد يد الإخوة والمحبة لتتلاقى مع يد أنصار الله الممدودة ليكونوا صفا واحد ضد اي خطر محدق بالبلد وان ينطلق الجميع فيما هو خدمة لهذا الوطن وما يحفظ أمنه واستقراره وسيادته
الرسالة الرابعة اكدت على ضرورة أن يخرج الحوار الوطني بمقررات لصالح الشعب اليمني، وليس بمخرجات مجيرة لصالح حزب أو جماعة لان من مصلحة الشعب اليمني بكل مكوناته أن يساعد في إنجاز الترتيبات العادلة لبناءدولة محررة من أسر القوى التقليدية ودولة لكل اليمنيين ودولة اتحادية تحل بها القضية الجنوبية حلا عادلا..ودولة قائمة على الشراكة الوطنية تصبح مؤسساتها وأجهزتها وجيشها للشعب وتحقق طموحاته وآماله التي ثار لتحقيقها"
الرسالة الخامسة قال أن هناك قوى تسلطية وأصحاب مشاريع ضيقة ومصالح شخصية يسارعون في الارتماء إلى أحضان الخارج ليتقووا على الداخل
فناشد القوى السياسية التي تستقوي بالخارج أن تجعل مصلحة الشعب اليمني فوق مصالحها الضيقة سواء الحزبية أو المناطقية أو الطائفية".والتوقف عن المؤامرة حيث طالب السيد عبدالملك الحوثي الجميع بان يتحملوا المسؤولية أمام الله لان الخطر سيطال الجميع .. ودعاء القوى السياسية والأحزاب وأطياف المجتمع اليمني إلى تحمل المسؤولية ونبذ الخلافات والمكايدات السياسية والابتعاد عن النزعة الاقصائية والاستئثارية خاصة ونحن أمام تحديات كبيرة وعلينا الحفاظ على سيادة بلدنا لا تهمنا قرارات مجلس الأمن الدولي الأخير .او غيرة لاننا امام تكالب عالمي منقطع النظير واستهداف مستمر وافتعال حروب هنا وهناك .. فتحالف الأمريكان مع مراكز النفوذ مصدر شر وضرر على اليمنيين وقد تجلت مظاهر هذه الضرر من خلال التدهور الأمني والاقتصادي وتصاعد التدخل الأمريكي وارتفاع وتيرة الاغتيالات.. مؤكدا ان العائق امام نجاح الثورة اليمنية هو العامل الخارجي المتحالف مع مراكز النفوذ التي تحتمي بالأمريكان وتعقد معهم الصفقات لبيع سيادة البلاد واستقلالها من اجل تعزيز تواجدهم في السلطة من جديد

الرسالة السادسة شدد السيد على ضرورة أن يغادر اليمنيون بكافة أطيافهم الموقف السلبي لافتا إلى أهمية توحدهم للضغط على ما يسمى بحكومة الوفاق و تشكيل حكومة إنقاذ تمثل جميع اليمنيين، تحمي الثورة وتحفظ السيادة والاستقلال وتزيح مراكز الفساد، وتهيئ لحوار حقيقي بأجندة وطنية ، فالمصالحة ليست بديلا عن الثورة مؤكدا ان بعض القوى تحاول خداع الشعب وتحاول تمرير أهدافها الخاصة من خلال ضرب الثورة ويعطل أهدافها وحذر من استهداف الساحات ليوصل رسالة واضحة ومباشرة إلى من تضيق صدورهم من الحراك الشعبي وبقاء الثوار في الساحات وفي الوقت الذي تضيق السلطة ذرعا من الساحات والحراك الثوري
الرسالة السابعة انتشار القاعدة بطريقة مدروسة وتسهيل واضح في المحافظات وصولا إلى العاصمة في تحرك خطير يستهدف البلد ومؤامرة واضحة تشترك فيها الحكومة والأمريكان لتبقى مبرر للتدخلات الأمريكية والاستعمارية
الرسالة الاخيرة عن الدروس المستقاه من حرب غزة
اليوم نشهد في الواقع الفلسطيني مشهداً عظيماً متميزاً ، في الموقف والفعل ، في الأداء والصبر لكنه يزداد تقدماً إلى الأمام ، وتزداد المقاومة تقدماً إلى الأمام ، وتلقِّن العدو الاسرائيلي المجرم أبلغ الدروس في العزة ، والإباء ، والثبات ، تجسد قيم الإسلام ، ومبادئ الإسلام العظيمة وقد بات الآن من الواضح والجلي فشل العدو الاسرائيلي وهزيمته الآن يبحث عن مخرج يحفظ له ماء الوجه ، ويسعى بالإلتجاء إلى أمريكا إلى أن تحقق له هذا الهدف من خلال أنظمة عربيةبهدف تصفية القضية الفلسطينية .
الرسالة الثامنة عن اسباب الجرعة وان هذه الجرعة تأتي في هذا في هذا التوقيت لانه عامل من عوامل الإستهداف والمخادعة ينخدع بها الغافلون والساذجون وقاصروا الوعي ، وليست كما يعلنون في الوسائل الاعلامية الرسمية بانها إصلاحات إقتصادية لو كانت ضمن إصلاحات إقتصادية لنزلت ضمن منظومة متكاملة من الإصلاحات الإقتصادية ، على مستويات متعددة نخرج من خلالها إلى واقع إقتصادي بنَّاء وبالتالي هي إستهداف ورغبة خارجية وهذا يمثّل حالة من حالات الإخفاق السياسية والفشل السياسي ، ولكنها هدية في توقيت أيام العيد ، هدايا من هذا النوع تقدمها هذه السلطة الظالمة ،.نحن أمام واقع سياسي معروف منذ أن انتهت عملية الحوار الوطني كان أمامنا مصفوفة كاملة ، مخرجات تتضمن معالجات وحلول كثيرة في كثيرٍ منها هي حلول بنَّاءة ومفيدة ، وكان بالإمكان أن تساهم إيجابياً بل بالتأكيد في إصلاح المنظومة السياسية ومنظومة الحكم ، وبالتالي: كان ذلك سينعكس إيجابياً على كل المستويات ، على المستوى الإقتصادي ، وعلى المستوى الأمني ، وعلى بقية المستويات ، لكن الحالة السياسية القائمة هي حالة سلبية جداً ، هي حالة تخضع لفئة محددة تستأثر بالقرار السياسي وتستأثر أيضاً بمصالح الشعب
الرسالة التاسعة الحالة السياسية كيف هي الآن؟ واشار انها مجموعة من النافذين - حزب الاصلاح أيضاً في تأثيره واستحواذه الأكبر على منظومة الحكم ، وسيطرته على مؤسسات الدولة ، وتأثيره الأكبر في القرار في ظل حرصه هو على مسألتين :-
الاولى : أن يعزز وضعه على المستوى الخارجي من خلال الدخول في صفقات مع الخارج مهما كانت مضرةً بالشعب ، وفي أي جانب والثانية صفقات تمس بأمن الشعب وباقتصاد الشعب وتؤثر عليه حتى في معيشته و الحرص على المزيد من الإستحواذ على السلطة والإستئثار بها والهيمنة الكاملة عليها لا يهمهم بأي حال من الأحوال أكثر من عشرين مليون يمني! جاعوا ، عانوا ، تعبوا ، عاشوا الظروف الصعبة ، مرضوا ، في أي حال ، في أي واقع ، لا يهمهم أبداً ، المهم عندهم هو أنفسهم وحزبهم ومصالحهم الشخصية! هذه هي الحالة وبالتالي: في ظل واقعٍ كهذا يمكن أن نتوقع الأسوأ إن لم نتحرك كشعب ، وتسائل السيد
أين هي تلك المعالجات؟ وأين نتائجها وثمرتها؟ وهل هناك من واقع سياسي يمكن فعلاً أن يؤتمن على ذلك في ظل الحالة القائمة وانعدام الشراكة وتمييع مخرجات الحوار الوطني؟ " لا " تجاهلوا المعالجات الضرورية المتعلقة بمشكلة الفساد الذي تَغوَّل وأصبح مؤثِّراً إلى حدٍ كبير ، ومستهلكاً ومستنفداً لخيرات شعبنا ولخزينة الدولة، الحالة القائمة هي حالة محزنة ومؤسفة جداً! لأنه فئة محدودة تَصُب إليها معظم ما بقي من الفتات بعد ما يسيطر عليه الخارج ، بينما يبقى معظم أبناء شعبنا يعيشون حالة الحرمان الى جانب ، التجنيد بعشرات الآلاف من جندوهم لصالح حزب الإصلاح ، هذا حمَّل الميزانية حملاً كبيراً وثقيلاً وفادحاً بهدف أن يكون له حصة كبيرة لماذا؟ حتى يصفِّي حساباته لاعتبارات عدائية ، إجرامية ، لدوافع بعضها سياسية ، بعضها طائفية ، بعضها مناطقية و بدلاً من أن تنتقص ترف المترفين ، وفساد الفاسدين إتجهت إلى الضغط على الشعب اليمني على حساب الإنفاق الهائل غير المشروع وغير القانوني
هناك الفاسدون المتخمون الذين تصب إليهم المليارات الهائلة! أولئك كان يمكن أن تنتقصوا عليهم القليل وَلَو القليل ، لا أن تستهدفوا الفقراء الذي يعاني من البؤس والحرمان ، والظروف المعيشية الصعبة ، وتركتم أولئك الفاسدين و قد استأثروا ، وبما لهم من حصص نفطية ، ومن أموال تحت عناوين كثيرة يقتطعونها من الخزينة العامة للدولة.. من الميزانية! عناوين كثيرة وأبواب ، ومسمّيات يقتطعون من خلالها الأموال ، إضافة إلى الجانب الإقتصادي على مستوى الضرائب ، على مستوى الجمارك ، على بقية المستويات ، ما يحضون به من إمتيازات خاصة ، إعفاءات ضريبية كبيرة ، إعفاءات على كل المستويات!
نحن أمام سلطة فاسدة ، هي تعترف بأنها فاسدة ، وثابتٌ عليها أنها سلطة فاسدة لديهم أزمة إنسانية وأزمة أخلاقية، وطالب سماحة السيد الى
• السعي المستمر إلى تغيير هذا الواقع ،
• يجب أن تتعاضد وتتكاثف الجهود ، ويتعاون الجميع إلى إصلاح وتغيير هذا الواقع لأن السكوت عنه يعني: مزيد من المظالم ، والمعانآة ، والنكبات
السعى الى تغيير هذه الحكومة لأنها حكومة فاسدة ، وحكومة متسلطة ،
o تفعيل مبدأ الشراكة ، وكذلك تفعيل مخرجات الحوار الوطني
• ودعا السلطة الى ان تحترم شعبها وتُصغي إليه لا أن تتجاهل صوت شعبها لا أن تكون في وادٍ وشعبها في واد ،
أن تجسد إرادة وخيارات وتوجهات الشعب ، لا أن تكون هي في موقع المتسلط والظالم والمخاصم للشعب والمختلف في سياسة الشعب هذا لا يليق .
الشعب يجب ان يتحرك بشكلٍ حضاريٍ وسلميٍ ولاتفرضوا عليه اللجوء إلى خيارات أخرى واصغوا لنداءاته لأن المعانآة كلما زادت كلما ترتب عليها تداعيات
• نحن ننشد العدل ،هو مطلبنا الاساسي وليس شكل الحكم ، نحن أقررنا هذا الشكل من الحكم ومن النظام جمهورية و أن يكون للشعب نفسه إرادة كلمة موقف ، وأن يكون هو معنياً بشأن نفسه وأمر نفسه وفق مبادئه وأخلاقه وقيمه الدينية والوطنية ولذلك نريد دولة للوطن وللشعب كله ولمصلحة الجميع
  • تعليقات الموقع
  • تعليقات الفيس بوك
عذراً خاصية التعليقات مغلقة حالياً
Item Reviewed: أسرار وخلفيات الخطاب الأخير لسماحة السيد عبد الملك الحوثي... Rating: 5 Reviewed By: وكالة السبئي للانباء-سـام
عذراً خاصية التعليقات مغلقة حالياً