أكد رئيس مجلس الشورى الإيراني "علي لاريجاني" أن المجموعات الإرهابية التكفيرية هي سهام من الشيطان ترتكب أفظع الجرائم وتسعى لإثارة التفرقة بحق الشعوب في سورية والعراق وباكستان وأفغانستان وبعض الدول الإسلامية الأخرى وتشكل أعمالها أكبر خدمة لساسة الدول الغربية المخادعين.
وقال لاريجاني في الكلمة الافتتاحية للجلسة العلنية لمجلس الشورى الإيراني اليوم "إن على القوى الغربية أن تعلم بأنه لا مكان للتساهل في المفاوضات النووية النهائية بشأن الملف النووي الإيراني السلمي" مشددا على ان الفريق المفاوض في الملف النووي الإيراني سيتفاوض بشأن الموضوع النووي فقط لا غير وهو لن يتخلى عن أي حق نووي بما فيه حق تخصيب اليورانيوم على المستوى الصناعي والقيام بالأبحاث والدراسات والتنمية دون أي قيود.
ووصف لاريجاني المباحثات القادمة بشان ملف إيران النووي بأنها في غاية الجدية والأهمية وقال أن "الشعب الإيراني لا يبالي لما يروج له ويدعيه الغرب خاصة أميركا بشأن إيران فهو شعب استطاع بفضل المقاومة والجهود الحثيثة أن يحقق إنجازات وطنية كبيرة وان الفريق الإيراني المفاوض سيدافع عن جميع الحقوق النووية للشعب الإيراني".
وأوضح لاريجاني ان إيران ترغب بان تبين حقوقها كاملة من خلال المفاوضات النووية لافتا إلى انه خلال الأيام الأخيرة أدلى المسؤولون الأميركيون بتصريحات لا تتسم بالنضوج ومنها حديثهم حول وضع قيود على عدد أجهزة الطرد المركزي أو منشأة آراك النووية للمياه الثقيلة أو الأبحاث والدراسات وغيرها مشددا على ان الشعب الإيراني لا يقيم وزنا لمثل هذه الأكاذيب والألاعيب لانه بذل جهودا مضنية وصمد من أجل تحقيق إنجازاته النووية في ظروف مواجهة غير متكافئة.
وانتقد لاريجاني الألاعيب السياسية والاقتصادية التي تلجأ إليها القوى الاستكبارية ضد الثورة الإسلامية الإيرانية لافتا إلى انهم يضعون أنواع القيود والعقبات ليحولوا بذلك دون تقدم الشعب الإيراني وتطوره حيث استخدموا سلاح النفط والبنوك بصورة غير قانونية لاستهداف مقاومته وصموده.
واستهجن لاريجاني سياسة الكيل بمكيالين التي تعتمدها أميركا حيال القضايا السياسية ووفق مصالحها لافتا إلى أنه من المخجل أن تنصح أميركا روسيا بعدم استخدام الطاقة كأداة فيما يتعلق بالتطورات التي تشهدها أوكرانيا فالوقت الذي استخدمت واشنطن الأداة ذاتها ولسنوات عديدة ضد الشعب الإيراني. يذكر أن الولايات المتحدة فرضت عقوبات وحظرا على إيران منذ الثورة الإسلامية تحت ذرائع وحجج واهية ومنها ملف إيران النووي السلمي.
جهانغيري: داعمي الإرهاب في سورية والعراق يجب أن يعلموا أن نشر الإرهاب والفوضى سيطولهم أيضا
بدوره أكد نائب الرئيس الإيراني اسحاق جهانغيري أن انتصار الشعب والحكومة السورية على المجموعات الإرهابية جعل الإرهابيين ينقلون الأزمة من سورية إلى الدول الأخرى مشددا على أن "داعمي الإرهاب في سورية والعراق يجب أن يعلموا أن نشر الإرهاب والفوضى سيطولهم أيضا".
وأشار جهانغيري خلال لقائه اليوم في طهران نائب رئيس الوزراء العراقي روز نوري شاويس إلى الأوضاع الحساسة في المنطقة وتصعيد أعمال المجموعات الإرهابية المتطرفة مؤكدا ضرورة سعي المجتمع الدولي لمنع دعم التطرف والإرهاب.
وقال جهانغيري إن "الإرهابيين حين يهزمون في منطقة ما يتجهون إلى المنطقة أخرى لتصعيد ونشر الأزمة والتوتر نظرا للارتباط الأمني بين دول المنطقة".
وبشأن الانتخابات البرلمانية العراقية أكد جهانغيري أن المشاركة الواسعة للشعب العراقي في الانتخابات البرلمانية تساهم في ترسيخ أسس الديمقراطية وسيادة الشعب ودعم وتعزيز الوحدة بين أبناء الشعب والتيارات السياسية إضافة إلى الإسراع بعملية البناء والإعمار وعزل المتطرفين مؤكدا حرص إيران على دعم اللحمة الوطنية ووحدة العراق واستخدام كل إمكانياتها وقدراتها في المنطقة لكي يتمكن العراق من معالجة مشاكله.
ووصف جهانغيري العلاقات الثنائية بين إيران والعراق بانها في تقدم مستمر في ظل إرادة كبار مسؤولي البلدين مشيرا إلى أن الطاقات والإمكانيات الاقتصادية في إيران والعراق تكمل إحداهما الأخرى معلنا استعداد بلاده لتقديم خبراتها للعراق في قطاع البناء والمجالات الفنية والهندسية والعلمية والتقنية.
وأوضح جهانغيري أن حجم التبادل التجاري بين إيران والعراق بلغ نحو 12 مليار دولار خلال العام الماضي وأن هذا الرقم قليل نظرا للطاقات الاقتصادية العظيمة للبلدين ومن الضروري أن يعمل البلدان على رفع حجم التبادل التجاري إلى أكثر من 20 مليار دولار.
بدوره أكد نوري شاويس أن مواجهة ظاهرة الإرهاب تبدأ من داخل الدول وهي بحاجة إلى الاستقرار السياسي والعراق استطاع أن يخطو خطوات إيجابية في هذا المجال مؤكدا ضرورة تعزيز العلاقات والتنسيق بين البلدين وقال "إن الوحدة والاتفاق في وجهات النظر تحظى بالدور الحيوي والبناء في مواجهة الإرهاب".
وأشار نوري شاويس إلى أن الانتخابات النيابية في العراق جرت بتأييد المنظمات الدولية ووفقا للمعايير القانونية وبارتياح من قبل كل التيارات والكيانات السياسية في العراق لافتا إلى أن إجراء الانتخابات في العراق مؤشر على الالتزام بالدستور العراقي ويساعد على دعم الوحدة والتضامن بين كل أبناء الشعب العراقي.
وبشأن زيارته الحالية لإيران قال نائب رئيس الوزراء العراقي "إن الهدف من هذه الزيارة بحث تطوير العلاقات الاقتصادية وتحقيق نتائج إيجابية ومثمرة في هذا الإطار" لافتا إلى أن ارتقاء حجم التبادل التجاري بين البلدين بحاجة إلى التنظيم والتخطيط الدقيق.
كما أكد نوري شاويس أن الشركات الفنية والهندسية والصناعية الإيرانية تتمتع بخبرات جيدة وأن العراق بحاجة لخبرات الشركات الإيرانية لإعادة الإعمار والبناء.
صفوي: استراتيجيات الغرب وإسرائيل فشلت في سورية والعراق ولبنان
من جهته أكد اللواء يحيى رحيم صفوي المستشار الأعلى لقائد الثورة الإسلامية الإيرانية للشؤون العسكرية فشل الاستراتيجيات الغربية والصهيونية في التطورات الراهنة في كل من سورية ولبنان والعراق ومنطقة غرب آسيا مشيرا إلى ما تفعله أمريكا والكيان الصهيوني على مستوى المنطقة للاستحواذ عليها.
وقال صفوي في كلمة له بملتقى "تبيين الأفكار الدفاعية للامام خامنئي" إن "قدرات إيران تضمن أمن منطقة الخليج وتدعم الأمن العالمي".
وشدد صفوي على أن إيران تسعى للسلام المبني على العدالة في العالم وقوتها وقدراتها الدفاعية هي في مسار وحدة العالم الإسلامي والدفاع عن البلاد الإسلامية وهي مبنية على عزيمة الشعب الإيراني والموقع الجيوسياسي للبلاد.
وأوضح صفوي أن من ثمار الأفكار الدفاعية لقائد الثورة الإسلامية الإيرانية ترسيخ الدفاع عن البلاد والثورة خارج الحدود وتعزيز القدرات الرادعة في مواجهة تهديدات الكيان الصهيوني وأمريكا لافتا إلى أن الدبلوماسية الدفاعية لإيران قائمة على رفض الهيمنة والخضوع ومواجهة الامبريالية العالمية واعتماد العلاقات الذكية في السياسة الخارجية.
وقال صفوي إن الاستمرار على نهج "لا شرقية لا غربية" هو مبدأ آخر يؤكد عليه قائد الثورة الإسلامية الإيرانية في مجال الدبلوماسية الدفاعية الإيرانية إضافة إلى الثقة بالنفس الوطنية والاعتماد على الذات والدفاع الواعي أمام التهديدات الجديدة.
حضر الملتقى وزير الدفاع الإيراني العميد حسين دهقان وعدد من كبار القادة العسكريين الإيرانيين.
