أكد المشاركون في الندوة السياسية بعنوان "الفكر القومي العربي في مواجهة التطرف" أن تعزيز القيم القومية العربية يتطلب مشروعا فكريا اجتماعيا ثقافيا متكاملا يعيد الاعتبار لمقومات الفكر الحضاري الانساني العربي ويحارب الفكر المتطرف معتبرين أن ما يسمى الربيع العربي في مجمل نتائجه "يصب في مصلحة تقسيم الأمة العربية واضعاف دورها وجيوشها في مقابل تمرد العدو الصهيوني و تسيده المنطقة".
وطالب المشاركون في الندوة التي اقامها ملتقى الحوار القومي العربي في مكتبة الأسد بدمشق اليوم بتبني خطاب اسلامي متوازن وتوحيد البنادق باتجاه العدو الحقيقي الذي يهدد الأمة في وجودها ويستثمر أجواء الفوضى في المنطقة ليصفي القضية الفلسطينية ويدنس المقدسات الاسلامية والمسيحية.
وقال رئيس اتحاد الكتاب العرب الدكتور حسين جمعة إن الشعب السوري كشف المؤامرة وارتباطات الاسلام السياسي بالعدوان على الدول والجيوش العربية ومحاولة هدم المجتمعات ورصيدها الثقافي الفكري التنويري لافتا إلى ضرورة التلاحم بين الثقافي والسياسي في التعريف بتحديات المرحلة و دور الجميع في مواجهتها وتجاوز اثارها على الفرد والمجتمع.
بدوره رأى المفكر المغربي الهاني إدريس عضو الأمانة العامة للمؤتمر القومي العربي أن الإرهابيين المغاربة المنخرطين اليوم في صفوف المجموعات الإرهابية في سورية لا يمثلون الشعب المغربي الذي يؤمن بأن "سورية ليست فقط قلب العروبة بل قلب العالم النابض".
وأكد إدريس أن سورية تواصل اليوم معركتها لتعيد للفكر القومي العربي مجده وأصالته في مواجهة التطرف الذي يجتاح المنطقة مشددا على دعم الشعب المغربي للجيش العربي السوري في معركته ضد الإرهاب.
واعتبر الكاتب والمحلل السياسي اللبناني وسيم بزي أن "الأمة العربية لا يمكن أن تكون بخير إلا إذا كانت سورية بخير لأنها أخذت على عاتقها حمل راية مكافحة التطرف والإرهاب" منوها بدور الجيش العربي السوري الذي "يخط اليوم تاريخا ناصعا ليس فقط في التصدي للهجمة الشرسة التي تستهدف سورية بل في إسقاط الفتن التي تتربص بالأمة العربية من أجل إضعافها والسيطرة عليها".
وقال بزي "إن السوريين يمثلون اليوم إرادة العرب في مواجهة الإرهابيين الذين يمثلون إرادة الصهيونية والغرب والرجعية العربية" مشيرا إلى "الترابط العضوي" بين سياسات الولايات المتحدة والإخوان المسلمين وكل من يمثل الفكر المتطرف الهادف إلى تفتيت المنطقة.
بدوره أشار نائب رئيس حزب الكرامة المصري مجدي المعصراوي إلى أن سورية تمثل في المرحلة الحالية حالة فريدة في مقاومة جيوش الظلام والإرهاب وخط دفاع أول عن كل الأمة العربية ضد المشروع الصهيوني الإرهابي مؤكدا أن كل من يحمل سلاحا ضد الدولة مجرم و ليس له علاقة بالثورة لأن الثورة أفكار ومفاهيم وقيم ومشروع فكري اصلاحي.
ولفت المعصراوي إلى أن القوميين العرب والشرفاء في العالم مطالبون بالقتال في خندق مواجهة الإرهاب والتطرف والتخلف بالكلمة والقلم والموقف مجددا ثقته في قدرة الجيش العربي السوري في صون كرامة الأمة وهزيمة الظلاميين المرتبطين بالكيان الصهوني ودوائر الهيمنة الغربية.
وأوضح رئيس اتحاد الصحفيين الياس مراد تلازم مسارات الحرب على سورية في وجوه عدة مثل الاعتداء على المراكز الثقافية والإعلامية والتراث السوري ومحاربة الفكر القومي والحضاري العربي مؤكدا أن الكل مدعو لاعادة بناء الوعي في مواجهة التطرف بكل أشكاله الذي يستهدف تمزيق الأمة العربية عبر استنساخ سايكس بيكو جديد.
ورأى المحلل السياسي الدكتور عماد شعيبي أنه من الضروري اليوم "توجيه النقد للأنماط الفكرية السائدة في مواجهة تطرف الآخر" بما يؤسس إيديولوجيا حقيقية واقعية تواجه الإرهاب الفكري وتتصدى له بآليات فاعلية وليس بنظريات وأفكار لا تجد لها تطبيقا على أرض الواقع فيما أكد المحلل السياسي الدكتور بسام أبو عبد الله الحاجة إلى "مشروع نهضوي عربي تتوافر له قوائمه الأساسية المتمثلة في المحاور الفكرية والاجتماعية والاقتصادية" لافتا إلى ضرورة دمج المثقفين بالمجتمع ليمارسوا دورهم التنويري.
وبينت مجموعة من المداخلات للمثقفين والمفكرين الآليات التي يحتاجها المشروع النهضوي الذي من شأنه وضع أطر صحيحة للفكر القومي العربي مشيرة إلى أن التنوير الفكري حاجة موضوعية لكل مواطن عربي يحتاج أن يبني ذاته ومن ثم يدافع عنها.
ولفتت بعض المداخلات إلى دور حزب البعث العربي الاشتراكي في تفعيل الفكر القومي العربي المقاوم للاستعمار والرجعية مؤكدة على دور الفكر القومي اليوم في مواجهة عودة الرجعية بوجه جديد يسمى الربيع العربي الذي جعل من التطرف أداته.
حضر الندوة الأمين القطري المساعد لحزب البعث العربي الاشتراكي هلال الهلال وعدد من أعضاء القيادة القطرية للحزب وعدد من أمناء أحزاب الجبهة الوطنية التقدمية والأحزاب الجديدة وفعاليات فكرية وحزبية وثقافية ودينية.