وصف نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي ريابكوف العقوبات الجديدة ضد روسيا بأنها " تطور جدي مثير للقلق ومحاولة لإحياء الحرب الباردة والستار الحديدي" مشيرا الى أن روسيا لا تريد قطع علاقاتها مع الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة.
وقال ريابكوف في تصريح للموقع الالكتروني الروسي /غازيتا رو/ نشر اليوم "إننا لا نرغب فى قطع أى شيء لا مع الاتحاد الأوروبي ولا مع الولايات المتحدة إذ إن لدينا الكثير من الخيوط معهم بما فيها الصلات الانسانية كما ان الاقتصاد مترابط أيضا".
وتابع ريابكوف في تصريحات نشرها موقع روسيا اليوم تعليقا على العقوبات الأمريكية ضد روسيا التي أعلنت واشنطن أمس عن توسيعها: "إن جدية هذه الإجراءات واضحة لنا تماما ولاسيما فيما يخص تقييد التعاون في مجال التقنيات العالية وتوريدات المنتجات ذات الاستخدام المزدوج من الولايات المتحدة الى روسيا والمسائل المتعلقة بإطلاق المركبات الفضائية بما فيها المركبات الأمريكية الصنع أو المركبات التي تتضمن عددا من القطع الأمريكية الصنع وهذا كله يمثل ضربة لمؤسساتنا والقطاعات العاملة في مجال التقنيات العالية".
وأوضح ريابكوف أن هذا التوجه يشكل عودة إلى النظام الذي أنشأته الدول الغربية عام1949 عندما شكلت لجنة للرقابة على الصادرات الى الاتحاد السوفييتي وقامت بذلك بفرض "الستار الحديدي" على توريدات منتجات التكنولوجيا العالية الى الاتحاد السوفييتي وقال: "لا داعي في الوقت الراهن للتسرع في فرض عقوبات ضد الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي للرد على الإجراءات الغربية وان الجانب الروسي يتحلى بضبط النفس الى درجة كبيرة وينظر الى تطورات الأزمة بهدوء".
يشار الى أن الولايات المتحدة وفي سياق سياسة الإملاء وعرقلة الحلول السياسية للأزمات التي تتبعها فرضت أمس عقوبات جديدة على سبعة مسؤولين روس و17 شركة في إطار ما سمته معاقبة موسكو على "أنشطتها الاستفزازية" في أوكرانيا كما سار الاتحاد الأوروبي وفق النهج الأمريكي وفرض عقوبات على 15 شخصية من روسيا وأوكرانيا.
إلى ذلك أوضح ريابكوف ان موسكو تعتزم تطوير مناطق الشرق الأقصى وخصوصا ان لروسيا علاقات متميزة مع الصين ودول جنوب شرق آسيا كما ان العلاقات تتطور مع اليابان ويجري كل ذلك بصورة متزامنة مؤكدا وجوب ان تكون السياسة الخارجية متعددة الأطياف وعدم اقتصار علاقات روسيا على الشرق أو الغرب بصورة أحادية الجانب.
وتأتي هذه التصريحات لريابكوف بعد ان أكد فى تعليق له أمس على إعلان البيت الأبيض فرض عقوبات جديدة ضد روسيا أن بلاده "سترد بشكل مؤلم بالنسبة للولايات المتحدة".
وفي سياق متصل حذرت الخارجية الروسية في بيان لها اليوم من أن فرض اليابان عقوبات على مواطنين روس "لن يبقى دون رد".
وقال المتحدث باسم الخارجية الروسية ألكسندر لوكاشيفيتش "إنه من الواضح أن هذه الخطوة الخاطئة اتخذت تحت ضغوط خارجية وتتناقض مع تصريحات طوكيو بشأن أهمية تطوير العلاقات مع روسيا "موضحا أن استخدام العقوبات ضد روسيا غير مثمر وأن مشاركة اليابان في محاولات الضغط على روسيا لا تساعد على الإطلاق على تخفيف حدة التوتر في أوكرانيا".
وكانت وزارة الخارجية الروسية أكدت في بيان اليوم أن فرض الاتحاد الأوروبي عقوبات جديدة على روسيا اعتقادا منه أنها ستساهم في استعادة الاستقرار بأوكرانيا يدل على أن الأوروبيين "يجهلون تماما الوضع في هذا البلد" وقالت: "إن الحزمة الجديدة من العقوبات مرفوضة وان الشركاء الأوروبيين ينقادون لواشنطن ويقومون بحركات غير ودية جديدة تجاه روسيا بدلا من أن يحملوا الزمرة الحاكمة بكييف على الجلوس الى طاولة المفاوضات مع سكان جنوب شرق أوكرانيا لتقرير شكل نظام الحكم فى البلاد".