أعلن المتحدث باسم الرئاسة الروسية ديميتري بيسكوف أن الرئيس فلاديمير بوتين يتابع بقلق شديد تطور الأحداث في شرق أوكرانيا.
وقال بيسكوف في حديث صحفي "إن عددا كبيرا جدا من المواطنين المحليين يتوجهون إلى الرئيس الروسي طالبين المساعدة والتدخل في هذه الأحداث بهذا الشكل أو ذاك".
وأشار بيسكوف وفق ما نقل عنه موقع روسيا اليوم إلى أن موسكو لم تتلق بعد ردا على رسالة وجهها الرئيس بوتين إلى زعماء الدول الأوروبية حول قضايا متعلقة بإمداد الغاز الروسي إلى أوروبا عبر أراضي أوكرانيا وقال "إن روسيا ما زالت في انتظار هذا الرد على الرغم من ورود تصريح مفاده بأن هناك فكرة لرد موحد ما".
لافروف ينتقد النفاق الغربي.. أي استخدام للقوة ضد المتظاهرين شرق أوكرانيا سيؤدي إلى تقويض أي فرص للتعاون فيما يتعلق بتسوية الأزمة
من جانبه حذر وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف السلطات في كييف الأمريكيين والأوروبيين من أن أي استخدام للقوة ضد المتظاهرين شرق أوكرانيا سيؤدي إلى تقويض أي فرص للتعاون فيما يتعلق بتسوية الأزمة في أوكرانيا مطالبا الشركاء الغربيين بالتعبير عن موقفهم من قرار استخدام القوة لفض المظاهرات.
وأكد لافروف في مؤتمر صحفي مع نظيره السوداني علي كرتي اليوم أن الغرب مطالب بردة فعل واضحة مذكراً بأن روسيا توجهت إلى شركائها الأوروبيين والغربيين منذ بداية أحداث الشغب في ميدان الاستقلال في كييف ليعبروا عن موقفهم من الاستيلاء على المدن والشوارع والمقرات الإدارية بشكل غير قانوني ومن الانقلاب الحكومي الحاصل في 22 شباط فورا بعد التوقيع على اتفاقية الهدنة وحل المحكمة الدستورية والجرائم التي يرتكبها المسلحون.
وانتقد لافروف النفاق الغربي في التعامل مع الأزمة في أوكرانيا حيث وصف المظاهرات ضد الرئيس الأوكراني فيكتور يانوكوفيتش بالاحتجاجات السلمية بينما يصف الآن المظاهرات شرق البلاد والمطالبة بالحقوق إرهابا ويحث السلطات في كييف على استخدام الجيش لإجراء ما يسمونه بعملية مكافحة الإرهاب مطالبا الغرب بتحمل كامل المسؤولية عن ذلك.
وقال لافروف إن هذه "أعلى درجات النفاق وذروته ونعول على أننا سنسمع من شركائنا ردة فعل واضحة بعيدة عن اتخاذ أي معايير مزدوجة ودون أي محاولات لتوجيه اللوم والانتقاد لروسيا عبر إغماض أعينهم عن أن الاحتجاجات الحاصلة جنوب وشرق البلاد ناتجة عن الخيانة التي يشعر بها المواطنون الأوكرانيون والذين يرون حاليا أن السلطات الحالية في كييف ترفض أي محاولات للحوار معهم".
وأكد لافروف أن "لا مصلحة لروسيا في زعزعة استقرار أوكرانيا" وهي طالبت الشركاء الغربيين ولاسيما الأمريكيين منذ الأيام الأولى لتهديد المسؤولين الأوكرانيين المعينين من قبل مجلس البرلمان الأوكراني الأعلى الرادا باستخدام القوة بأن يضعوا حدا لتصرفاتهم للحيلولة دون حدوث تطورات وخيمة.
وأشار لافروف إلى أن روسيا وخلال الاجتماع الطارئء لمجلس الأمن أمس رفضت رفضا قاطعا أي محاولات للتهديد باستخدام القوة واليوم ستجري جلسة خاصة في منظمة الأمن والتعاون في أوروبا وبالتوازي مع ذلك هي تريد أن تفهم إجراءات شركائها الغربيين وماذا تعني الأخبار الواردة حول الزيارة العاجلة التي قام بها مدير الاستخبارات الأمريكية إلى كييف حيث ان روسيا لم تتلق حتى الآن أي إيضاحات تفسر هذه الخطوة.
وأوضح لافروف "فيما يتعلق بتكهناتكم بخصوص ماذا يجب أن يحصل من أجل التدخل العسكري الروسي لا أريد أن أتكهن حيث اننا لا نتدخل في الشؤون الداخلية لأوكرانيا لان التدخل يتعارض مع مصالحنا القومية وليس هناك عناصر للاستخبارات الروسية لا العسكرية ولا من هيئة أمن الدولة فيها".
وطالب لافروف من يدعي اعتقال عناصر عسكرية روسية في أوكرانيا بتقديمهم قائلا "تحدث وزير الخارجية الأمريكي والقائم بأعمال وزير الخارجية الأوكراني أنهم اعتقلوا عدة أشخاص أعلنوا عن تبعيتهم للاستخبارات الروسية وطلبنا منهم تقديم هؤلاء الأشخاص وحتى الآن لم يقدموا أحدا ويبدو كأن فضيحة تتضح هنا فإن كانت عندهم حقائق فليعرضوها وإن لم يفعلوا فهذا يعني أنه ليس لديهم أي أدلة أو حقائق وهذا الأمر واضح وجلي".
وجدد لافروف التأكيد أن من مصلحة روسيا أن تكون أوكرانيا دولة موحدة وأن تشعر كل المجموعات العرقية والطائفية فيها وكل أقاليمها أنها في إطار بلد واحد وأنهم مواطنون متساوو الحقوق ويتمتعون بإمكانية التواصل مع جيرانهم وراء الحدود وليسوا أناسا من الدرجة الثانية مضطرين للاستماع إلى اللوم من قبل النازيين الذين استولوا على السلطة في البلاد.
وبين لافروف أنه لا يمكن التوصل إلى ذلك إلا عبر الإصلاح الدستوري بمشاركة جميع القوى السياسية والأقاليم الأوكرانية بشكل متكافئ وأن روسيا وشركاءها في جنوب وشرق أوكرانيا لا يعرفون حتى الآن تفاصيل الاستفتاء المعلن عنه في 25 أيار المقبل حول وضع الدولة مشيراً إلى أنه من المهم معرفة صيغة المسألة المطروحة للمناقشة وإن كان الحديث يدور عن وضع الصيغة بسرعة لنص ما ومناقشته في إطار مجلس البرلمان الأوكراني الأعلى فهذا لا يتناسب مع المعايير التي نتحدث عنها ويدعمها سكان جنوب وشرق البلاد والتي تنص على ضرورة مشاركة مواطني جنوب وشرق أوكرانيا في وضع صيغة الدستور وليس الترحيب بما تم وضعه من وراء ظهرهم.
ولفت لافروف إلى أن إعلان السلطات الأوكرانية عن بداية العملية الدستورية بعد توجيه الدعوة إلى جميع القوى السياسية وجميع الأقاليم ليعبروا عن مصالحهم سوف يدفع إلى البحث عن نقاط تلاق لوضع صيغة مشتركة للدستور وسيفرض واقعا جديدا ولكن "لدي شبهات حول أن من قام بالاستيلاء على السلطة في كييف لا يفكر بهذا المجرى ويجب إيصال هذه الفكرة إليهم لأننا مصرون على أنه لا بديل لهذا النهج ولذا نؤمن بعدالة الاحتجاجات التي يشهدها شرق وجنوب أوكرانيا".
وتحذر روسيا من محاولات تقويض فرص عقد اللقاء الرباعي لحل الأزمة الأوكرانية المقرر فى السابع عشر من الشهر الجاري في حال استخدام القوة في جنوب شرق البلاد مطالبة الدول الغربية والولايات المتحدة الأمريكية بشكل أساسي بممارسة الضغط على السلطات في كييف كي تتوقف عن استعمال القوة ضد الشعب الأوكراني والبدء بحوار حقيقي.
يشار إلى أن السلطات الأوكرانية الجديدة بدأت عملية واسعة لقمع الاحتجاجات في مدينة سلافيانسك بمقاطعة دونيتسك شرق البلاد حيث يواصل المعارضون للسلطات الجديدة ووحدات دانباس للدفاع الشعبي احتجاجاتهم للمطالبة بحقوقهم.
في سياق متصل رفض لافروف جميع المحاولات المعروفة من قبل الولايات المتحدة وبعض الدول الأوروبية لتحميل روسيا المسؤولية عن تطور الأحداث شرق أوكرانيا ودعاها إلى منع سلطات كييف الجديدة من استخدام القوة العسكرية ضد المحتجين.
ونقل موقع روسيا اليوم عن وزارة الخارجية الروسية قولها في بيان لها إن "الوزير لافروف أكد في اتصال هاتفي مع نظيره الفرنسي لوران فابيوس اليوم ضرورة وضع حد سريع للسياسة التي تمارسها كييف لتصعيد حدة التوتر الاستفزازى للوضع المتدهور أصلا في المناطق الأوكرانية الجنوبية والشرقية".
ودعا لافروف فرنسا كأحد الضامنين لاتفاقية 21 شباط إلى منع سلطات كييف من استخدام القوة والجيش ضد المحتجين في سلافيانسك والمدن الأوكرانية الأخرى.
وخلال مشاركته في اجتماع المجلس التنسيقي لأبناء الوطن الروسي أكد لافروف أن الولايات المتحدة الأمريكية التي تحاول إثبات طابعها المميز تتخذ عادة خطوات تمس المصالح الوطنية لروسيا بشكل مباشر.
وقال لافروف إن "الوضع في العالم مازال غير قابل للتنبوء وللأسف لا تتوقف المحاولات من قبل شركائنا الأمريكيين وعدد من الدول الغربية الأخرى لإثبات طابعهم المميز وللاسترشاد في الشؤون الدولية ليس بالقانون الدولي بل بقانون القوة ولتحقيق هذا الهدف تستخدم اساليب مختلفة بما فيها أساليب غير نزيهة وتتخذ خطوات تمس عادة بشكل مباشر المصالح الوطنية المشروعة لروسيا".
وأشار لافروف إلى أن مثل هذه المواقف برزت مؤخرا خلال الأحداث في أوكرانيا محذرا من أن الوضع في أوكرانيا يواصل التدهور أما السلطات الحالية في كييف فبات من الواضح أنها غير قادرة على وضع حد لانفلات الجماعات القومية المتطرفة التى تساهم في زعزعة الاستقرار.
وأضاف لافروف "إذا أقدمت السلطات الحالية في كييف على استخدام القوة ضد المتظاهرين جنوب شرق البلاد وقد صدرت أوامر بهذا الشأن بما فيها أمر إجرامي لاستخدام الجيش ضد الشعب فسيؤدي ذلك إلى نسف مجمل تعاوننا حول المسألة الأوكرانية وتسوية الأزمة".
كما أعلنت الخارجية الروسية فى بيان لها "استعداد موسكو للتعاون مع المجتمع الدولي لتسوية الأوضاع في أوكرانيا بما في ذلك في إطار اللقاء الرباعي الذي ستشارك فيه روسيا وأوكرانيا والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة".
وقالت الخارجية الروسية "إن روسيا جاهزة للتعاون الدولي لتسوية الأوضاع في أوكرانيا بما في ذلك في إطار اللقاء الرباعي المحتمل في جنيف لكن عقده يتوقف بشكل مباشر على القرارات التي تتخذها كييف حاليا تحت رعاية واشنطن قبل كل شيء".
تشوركين: على الغرب تجنب اندلاع حرب أهلية في أوكرانيا
من جهته شدد مندوب روسيا الدائم لدى الأمم المتحدة فيتالي تشوركين على مسؤولية الغرب بتجنب اندلاع حرب أهلية في أوكرانيا محذرا من محاولات تقويض فرص عقد اللقاء الرباعي لحل الأزمة الأوكرانية المقرر فى السابع عشر من الشهر الجاري في حال استخدام القوة في جنوب شرق البلاد.
وذكرت قناة روسيا اليوم أن تشوركين أعرب عقب جلسة مشاورات طارئة عقدت في مجلس الأمن الدولي الليلة الماضية بناء على طلب روسيا لبحث القضية الأوكرانية عن القلق حيال قرار القائم بأعمال الرئيس الأوكراني الكسندر تورتشينوف استخدام القوة لقمع الاحتجاجات في شرق أوكرانيا.
وكان تورتشينوف أعلن في وقت سابق عن بدء عملية أمنية في شرق أوكرانيا لإنهاء الاحتجاجات.
وقال المندوب الروسي "إن على الممولين الغربيين لمتظاهري ميدان الاستقلال فى كييف كبح هؤلاء الذين خرجوا عن السيطرة واجبارهم على الانفصال عن النازيين الجدد والمتطرفين الآخرين ووقف استخدام القوات المسلحة ضد الشعب الأوكراني والبدء بحوار حقيقي وطنى بمشاركة جميع المناطق على أساس المساواة من أجل إجراء سريع لإصلاحات دستورية راديكالية".
وأشار المندوب الروسي إلى موافقة روسيا على عقد لقاء رباعي بمشاركة وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف ونظيره الأمريكي جون كيري ومفوضة السياسة الخارجية والأمن في الاتحاد الأوروبي كاثرين اشتون والقائم بأعمال وزير الخارجية الأوكراني أندريه ديشيتسا معربا عن الأمل بأن يسهم مثل هذا اللقاء فى حوار سياسي واسع في أوكرانيا يفتح طريقا للحل السياسي للأزمة فيها.
وطالب تشوركين الدول الغربية والولايات المتحدة الأمريكية بشكل أساسي بممارسة الضغط على السلطات في كييف كي تتوقف عن استعمال القوة ضد الشعب الأوكراني والبدء بحوار حقيقي.
وقال تشوركين إن "الدم قد سال ويجب تحاشى تصعيد جديد بشكل عاجل".
ودعا تشوركين نائب الرئيس الأمريكي جو بايدن خلال كلمته أثناء الجلسة الطارئة إلى الاتصال فورا بـ تورتشينوف لإقناعه بالإمتناع عن العملية الخاصة باستخدام القوات المسلحة في شرق أوكرانيا.
وطلب المندوب الروسي من نظيرته الأمريكية سامنتا باور: "ان يقوم بايدن بالاتصال الآن مع تورتشينوف لأنه في غضون ساعات قد تتطور الأمور بشكل لا رجعة عنه".
وأشار تشوركين إلى أن بايدن كان يتصل بالرئيس الأوكراني فيكتور يانوكوفيتش أكثر من مرة قبل 21 شباط الماضي ليطلب منه عدم استخدام القوة وسط كييف.
وأكد تشوركين أن الولايات المتحدة ستتحمل مسؤولية تنفيذ "الأمر الإجرامي" حول استخدام القوة في شرق أوكرانيا في حال رفضها مطالبة كييف بالامتناع عن استخدام القوة.
من جانبه أعرب مندوب الصين الدائم لدى الأمم المتحدة ليو جيه يي عن قلق بلاده الشديد حيال تصعيد الوضع في أوكرانيا داعيا إلى إيجاد حل سياسي متوازن للأزمة يرضي كافة الأطراف.
من جهتها واصلت باور وسفيرا بريطانيا وفرنسا شن الحملة الدعائية الغربية على روسيا ومحاولة تحميلها المسؤولية عن الأزمة التي بدأت بانقلاب المحتجين في أوكرانيا المدعومين من الغرب على اتفاق تم التوصل إليه في شباط الماضي مع الرئيس الأوكراني في حينه يانوكوفيتش.
وأشارت باور بعد إطلاق اتهاماتها إلى استعداد واشنطن للحوار حول سبل نزع فتيل الأزمة الأوكرانية.
ومن المقرر أن يعقد وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي اجتماعا في وقت لاحق اليوم لبحث الأزمة في أوكرانيا وإمكان قيام روسيا بوقف تسليم الغاز إلى أوروبا.
يشار إلى أن السلطات الأوكرانية الجديدة بدأت عملية واسعة لقمع الاحتجاجات في مدينة سلافيانسك بمقاطعة دونيتسك شرق البلاد حيث يواصل المعارضون للسلطات الجديدة ووحدات دانباس للدفاع الشعبي احتجاجاتهم للمطالبة بحقوقهم.