واصل مهرجان الشيخ صالح العلي بمنطقة الشيخ بدر في طرطوس فعالياته لليوم الثاني حيث كرمت محافظة طرطوس وفرع حزب البعث العربي الاشتراكي 14أسرة من ذوي الشهداء من أبناء المنطقة ممن فقدوا أكثر من شهيد تقديرا لتضحياتهم في سبيل عزة سورية وإعادة الأمن والاستقرار إلى ربوعها.
وقال سماحة المفتي العام للجمهورية الدكتور أحمد بدر الدين حسون خلال حوار مفتوح مع أبناء المحافظة "إن ذكرى الجلاء والحكايات المستعادة لصانعي الاستقلال تؤكد أن سورية عصية على التقسيم والفتنة بين أبنائها وأن الوطن مقبل على بداية جديدة مبنية على المصارحة والمسامحة".
وأضاف سماحة المفتي أن سورية التي قاومت العثمانيين والفرنسيين أنجبت رجالا كالشيخ صالح العلي وابراهيم هنانو وسلطان باشا الأطرش ممن رفضوا إغراءات السلطة وتقسيم بلدهم وأكدوا أن وطنهم عرضهم وعقيدتهم وروحهم الواحدة التي يعجز أي كان عن تفتيتها لافتا إلى "أن بلدا أخرج للإنسانية الحضارة والرسالات السماوية سيبقى ثابت الجذور وكل مواطن فيه هو أمة بأسرها فلا أقلية فيه ولا أكثرية".
وأشار سماحة المفتي إلى أن من يعادون سورية اليوم ويتآمرون عليها ويروجون لاحتلالها وسقوطها يثيرون اشمئزاز الصادقين في كل أنحاء العالم مضيفا إن تجربة الشيخ المجاهد صالح العلي تتضمن أسمى رسالة يمكن أن يوجهها كل سوري شريف للعالم كله ومفادها "إننا نحن عالميون في انسانيتنا مسلمو العقيدة وسلفيون في وفائنا لتربية آبائنا وأجدادنا على حب الوطن وصوفيون في حبنا ونقائنا وسوريون في جنسيتنا".
وبين أن الشعب السوري منذ انتصاره في حرب تشرين التحريرية تألق في علمه وتطوره واكتفائه الذاتي وأن السنوات الثلاث الأخيرة لا بد من مواجهة آثارها بإعادة البناء وتمثل القيم بالممارسة والأفعال وتربية الأبناء على عدم التفريط بالأرض وعلى مصارحة بعضهم بعضا بالأخطاء.
وأثنى سماحة المفتي خلال جولته في مشفى الشيخ بدر على حسن سير العمل فيه ومستوى خدماته مؤكدا أن هذا المشفى الجديد الذي بدئ العمل به قبل عام واحد يجب أن يكون نموذجا للمشافي قيد الإعمار أو لتلك التي تعرضت للتخريب والنهب من قبل المجموعات الإرهابية المسلحة.
من جهته استعرض مدير المشفى الدكتور أحمد عمار الخدمات المقدمة مبينا أن المشفى الذي يقدم الخدمات لآلاف المواطنين في المنطقة وجوارها أجرى 1500عملية منذ افتتاحه.
وكرمت المحافظة وفرع الحزب باسم أبناء وأحفاد المجاهد الشيخ صالح العلي سماحة المفتي حسون حيث قدموا له صورة فسيفسائية للمجاهد "العلي" مصنوعة من مادة القمح للفنانة جمانة ابراهيم إضافة إلى منحوتة للجندي العربي السوري للنحات علي معلا ودرع مهرجان المجاهد الشيخ صالح العلي.
وكان سماحة المفتي التقى اليوم 15 شخصا ممن سلموا أنفسهم و14 شخصا تم إخلاء سبيلهم في منطقة بانياس حيث دعا سماحته كل من أخطؤوا وعادوا إلى جادة الصواب أن يحثوا المستمرين في الخطأ داخل سورية وخارجها للعودة إلى حضن الوطن الذي يستوعب كل أبنائه في المصالحة التي هي السبيل الوحيد لخلاص الوطن.
شارك في فعاليات اليوم الثاني للمهرجان والتكريم وزيارة المشفى محافظ طرطوس نزار موسى وأمين فرع طرطوس لحزب البعث العربي الاشتراكي غسان أسعد وأعضاء قيادة فرع الحزب.