أكد مدير وكالة الأمن الفيدرالي في روسيا ألكسندر بورتنيكوف الطابع الدولي للتهديدات الإرهابية في العالم مشيرا إلى أن الوضع الذي تشهده سورية ساهم في تنشيط القوى الهدامة في جميع أنحاء الشرق الأوسط.
وقال بورتنيكوف في افتتاح الدورة الثالثة عشرة لاجتماعات رؤوساء وكالات استخبارات الدول الأجنبية الشريكة لوكالة الاستخبارت الروسية اليوم في سوتشي "إن التهديدات الإرهابية اتسمت منذ زمن بعيد بطبيعة عالمية بغض النظر عن تقلص نشاط تنظيم القاعدة وإن العصابات المرتبطة بها تستعرض اليوم قدراتها على العمل بشكل ذاتي وعدواني" مشيرا إلى أن "النزاع المسلح في سورية ساهم في تنشيط القوى الهدامة في جميع أنحاء الشرق الأوسط".
وبين بورتنيكوف.. أن "المتطرفين الإسلاميين من بلدان أوروبا وآسيا الصغرى ومناطق القوقاز وروسيا يتدفقون إلى صفوف العصابات السرية المحلية ليسدوا النقص فيها" موضحا أن "المسلحين الإرهابيين يتسللون إلى سورية بعد الانتهاء من تدريبات في معسكرات خاصة ليشاركوا في العمليات القتالية بنشاط وأن بعضا منهم بعد عودتهم إلى بلدانهم وقد اكتسبوا الخبرات في عمليات التخريب والمهارات في إنشاء شبكات سرية يعملون على تسريب وتنشيط التهديدات الإرهابية فيها".
ونبه رئيس الاستخبارات الروسية إلى أن "الأخطار تتركز في المنطقة الحدودية بين أفغانستان وباكستان حيث عززت في الآونة الأخيرة مجموعات إرهابية مثل حركة طالبان والحزب الإسلامي في تركمانستان وحركة طالبان باكستان مواقعها وقدراتها القتالية" محذرا من أنه "ومع انسحاب قوات الائتلاف الغربي المنتظر في هذا العام من أفغانستان ستزداد مخاطر زعزعة الاستقرار في البلدان المجاورة لروسيا".
وقال بورتنيكوف إن "ازدياد نشاط المجموعات المتطرفة الدولية يلاحظ الآن في بعض من هذه الدول وخصوصا الواقعة منها في منطقة آسيا الصغرى".
ولاتزال سورية تعاني من تدفق المتطرفين الإرهابيين عبر الحدود إليها بعدما تم تجنيدهم في دول عربية وأوروبية واقليمية للقتال إلى جانب المجموعات الإرهابية المسلحة وتكشف التقارير الإعلامية والاستخباراتية والتطورات الأخيرة حجم التدخل الإقليمي ولاسيما حكومة رجب طيب أردوغان ونظام آل سعود والأردن والتسهيلات الإسرائيلية لهذه المجموعات التي تعيث قتلا وتدميرا في سورية.
المدعي العام الاسترالي يقر بأن بلاده من أكبر مصادر توريد الإرهابيين الأجانب لسورية من خارج الشرق الأوسط
من جهة أخرى أقر المدعي العام الفيدرالي في استراليا جورج برانديس أن استراليا باتت تشكل أحد أكبر المصادر من خارج منطقة الشرق الأوسط لتدفق الإرهابيين الأجانب إلى سورية للانضمام إلى صفوف المجموعات الإرهابية المسلحة فيها.
وذكرت صحيفة الغارديان البريطانية في تقرير لها اليوم أنه في الوقت الذي كان فيه رئيس الوزراء الاسترالي توني ابوت يقوم بجولة آسيوية للاشادة بانجازات بلاده في تصدير مختلف البضائع للدول الاخرى اضطر برانديس خلال زيارة إلى الولايات المتحدة إلى اعطاء صورة قاتمة عن نوع اخر من الصادرات وهم "المقاتلون الأجانب".
وقال برانديس في كلمة أمام مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية في واشنطن.. "يؤسفني أن اضطر للقول إن أستراليا تعد واحدة من أكبر مصادر تدفق المقاتلين إلى سورية من خارج المنطقة".
وأضاف برانديس "أن مشاركة الاستراليين في مناطق الصراعات في العالم ليست ظاهرة جديدة فبين عامي 1990 و2010 كان هناك 30 شخصا على الأقل من الاستراليين قاتلوا أو تلقوا تدريبات مع الجماعات المتطرفة في مناطق الصراع النائية مثل باكستان والصومال".
وأشار إلى أن عدد الاستراليين الذين انضموا إلى صفوف المجموعات الإرهابية المسلحة كان أعلى مما كان عليه في المناطق الأخرى حيث تشير التقديرات إلى أن ما بين 120 و150 استراليا سافروا إلى سورية للانضمام إلى صفوف الإرهابيين موضحا انه حصل على معلومات تفيد بان هؤلاء الاستراليين يتزعمون مجموعات مسلحة في سورية".
وقالت الصحيفة إن "المعلومات التي اطلقها برانديس مذهلة نظرا لعلاقته الوطيدة بالأجهزة الأمنية العليا في استراليا وقدرته على الحصول على المعلومات الاستخباراتية التي جمعتها وكالات الاستخبارات والامن الاميركية والأوروبية فضلا عن شبكة خاصة بهم من مصادر على الأرض في سورية".
وأشارت الصحيفة إلى أن اندرو زاميت الباحث في مركز بحوث الإرهاب العالمي في جامعة موناش حصل على معلومات بشأن الأعداد من سلسلة تقارير أعدها باحثون اخرون من المركز الدولي لدراسة التطرف في معهد كينغز كوليدج في لندن وتم كشف أحدثها في كانون الأول الماضي بالاعتماد على عدد من المصادر بما في ذلك تقارير وسائل الإعلام العربية وتقديرات الحكومة السورية ومن خلال أخبار القتلى التي تظهر بشكل روتيني على المواقع الالكترونية التي تستخدمها المجموعات المتطرفة.
وأضافت الصحيفة أنه ووفقا لهذه التقديرات فان أستراليا تعد واحدة من أكبر المصادر لتدفق المسلحين الأجانب إلى سورية إلى جانب دول مثل بلجيكا والنرويج والبوسنة والدنمارك.
وكان وزير الهجرة الاسترالي سكوت موريسون كشف في شهر كانون الثاني الماضي أن بلاده تفكر في منع الاستراليين الذين يتمتعون بجنسية مزدوجة وانضموا إلى المجموعات الإرهابية المسلحة في سورية من العودة إلى استراليا ثانية وذلك من خلال سحب الجنسية منهم على غرار ما فعلت بريطانيا من قبل.
وأضاف إن الحكومة الاسترالية تمتلك السلطة لوقف المقاتلين المحتملين من مغادرة استراليا من خلال الغاء وثائق سفرهم إلا انها تفتقد إلى الصلاحيات الأكثر اتساعا التي تتمتع بها نظيرتها البريطانية بموجب قانون المواطنة ففي بريطانيا يحق لوزيرة الداخلية نزع الجنسية البريطانية عن الشخص الحامل لجنسية مزدوجة في حال اعتبرت أن حمله للجنسية ليس في المصلحة العامة او جاء عن طريق الاحتيال.
وكانت منظمة الاستخبارات والأمن الاسترالية اسيو قد استخدمت تقريرها السنوي إلى البرلمان الاسترالي في تشرين الثاني الماضي للتحذير من وجود خطر متنام بشأن عودة الاستراليين المنخرطين في أعمال إرهابية في سورية إلى استراليا وإثارة أعمال عنف هناك.
صحيفة واشنطن تايمز: صور الفيديو التي تظهر /مسلحين/ بسورية يستخدمون أنظمة أسلحة أمريكية مضادة للدبابات تشكل مؤشرا على أن إدارة أوباما قد تكون تزود المسلحين بهذه الأسلحة
إلى ذلك أكدت صحيفة واشنطن تايمز الأمريكية أن أشرطة الفيديو التي نشرت على شبكة الإنترنت وتظهر أنظمة أسلحة أمريكية مضادة للدبابات في أيدي /مسلحين/ في سورية تشكل مؤشرا على أن إدارة باراك أوباما قد تكون وعن علم تقدم هذه الأسلحة الثقيلة للمجموعات الإرهابية المسلحة في سورية.
ونقلت الصحيفة عن شركة المعلومات العالمية اي اتش اس جينز قولها في تقرير "إن العديد من اشرطة الفيديو أظهرت نظام أسلحة ثقيلة مضادة للدبابات ام 220 تي او دبليو في أيدي عناصر مجموعة مسلحة في سورية تطلق على نفسها حركة حزم.
وأشارت الشركة إلى أن هذا النظام من الأسلحة تم تصديره إلى السعودية وتركيا ما يعقد قدرة المحللين على تحديد كيفية حصول تلك المجموعات عليها لاسيما أن كلا من نظام ال سعود وحكومة رجب طيب أردوغان يدعمان تلك المجموعات فمن منهما قد يكون قدمه اليهم.
وكان موقع تيك ديبكا الإسرائيلي كشف أمس الأول عن اتفاق ثلاثي أمريكي سعودي إسرائيلي يسمح للطائرات السعودية بالتحليق فوق /إسرائيل/ إذا لزم الأمر لمساندة الطائرات الأمريكية التي تنقل السلاح للمجموعات الإرهابية المسلحة في سورية مشيرا إلى أن الطائرات السعودية يبدو بأنها ستحلق في أجواء فلسطين المحتلة لأول مرة في تاريخ الصراع العربي الإسرائيلي لكن ليس بغرض تحرير فلسطين ولكن لمساندة المشروع الإسرائيلي الأمريكي في المنطقة واستهداف سورية.
ونقل الموقع عن مصادر عسكرية قولها إن "رئيس هيئة الأركان الأمريكية المشتركة الجنرال مارتن ديمبسي زار إسرائيل الأسبوع الماضي وأبلغ قادة الأجهزة الأمنية فيها بأن الولايات المتحدة باتت تزود /المسلحين/ في سورية بصواريخ مضادة للدروع من نوع تاو بي جي ام 71 وطلب منها الموافقة على تمركز طائرات مقاتلة سعودية من نوع إف-15 في قاعدة تبوك لتكون قادرة على حماية الطائرات الأمريكية التي تهبط في هذه القاعدة وهي تحمل الأسلحة الأمريكية للمسلحين إضافة إلى حماية قوافل السيارات التي تنقل الأسلحة من هذه القاعدة لهم".
وتأتي محاولة نظام آل سعود لانقاذ مرتزقتهم الإرهابيين بعد عدة محاولات سابقة فاشلة إذ أن نظام آل سعود اشترى كميات كبيرة من الأسلحة من صربيا وفق صحيفة نيويورك تايمز وأرسلها للإرهابيين في سورية والنتيجة كانت سحق هؤلاء الإرهابيين وأسلحتهم وإجبار سلطات آل سعود على تجريم من يحارب في سورية بعد أن كانت تتباهى بدعم هؤلاء.