728x90 AdSpace

21 أبريل 2014

حواة زمن النفير

 بقلم/ أحمد ناصر الشريف 
بداية أؤكد إنني لا أدافع عن الرئيس عبد ربه منصور هادي.. ولكني عند ما رأيت كل ذلك التكالب وكل ذلك الاستنفار والتحشيد والتحريض ضد الرئيس هادي لأنه لم يوافق على الإتجار بدماء رجال القوات المسلحة ورفض أن تُدفع وحدات الجيش إلى صراع غير صراعها وإلى معركة ليست معركتها كشّر البعض عن أنيابه وأبرزوا مخالبهم وزمجروا في وجه الرئيس هادي وفي وجه وزير الدفاع من خلال حرب كلامية قاسية واستهداف نفسي حتى ظننت أن تلك القوى السياسية لا تحتكم إلى قيم ومبادئ تنظّم علاقتها مع نفسها أولاً.. ولا مع أنصارها ومريديها والمتعاطفين معها ثانياً.. فأصبت بالرعب.. وهنا يطرح السؤال الكبير نفسه: لو أن أحداً من منتقدي أو مناوئي أو من خصوم الرئيس عبد ربه منصور هادي كان مكان هذا الرجل وتولى قيادة اليمن في هذا الظرف المأساوي الصعب؟ أكيد سيعمل على ترتيب حقائبه ويرحل خلسة إلى أي بلد يشتري فيه راحته.. لكن الرئيس هادي هذا الرجل البسيط والعسكري العنيد غامر ويغامر وسوف يظل يغامر بالاستمرار في حكم ثعابين السياسة اليمنية وإدارة متناقضاتها حتى لو كلفه ذلك حياته كما قال. 

إن من يعترضون على سياسة هادي اليوم هم من يصنعون ويختلقون المشاكل ويضيّقون أمامه الطرق وفي ذات الوقت هم من يعلنون التباكي ويقفون موقف المتفرج موجهين لومهم إليه وأسئلتهم المحرقة والمحرجة متهمينه بالتقصير والتراخي والضعف.. مع أن هادي ليس بالرجل الضعيف ولكنه سياسي أتقن لعبة السياسة مع هؤلاء الثعابين والحواة أو(بتوع التلات ورقات) كما يحب أن يصفهم إخوتنا المصريون بلهجهتم الشعبية المحبّبة.. و (بتوع التلات ورقات) هؤلاء قد جعلوا مجلس الأمن الدولي بمهابته وجلالة قدره يفرغ جزءاً كبيراً من وقته لدراسة هذه الظاهرة اليمنية التي تفوقت على أساليب عباقرة الاحتيال العالميين.. وبإمكان أي واحد وفي مقدمتهم:(بتوع التلات ورقات) من معيقي طريق التسوية أن يتخيلوا حجم ما يعيثونه من عبث وحواجز وألاعيب طالت كل شيء ولم توفر شيئاً.. كيف يمكن أن يحكم بلد كهذا في حضور رموز الفساد والإفساد وأدعياء النزاهة المتأخرة؟. 

ولو إنهم وقعوا في هذه المصيدة لدفعوا نصف الدخل القومي للبلد الذي يحكمونه ليذهبوا من هذه المسؤولية ويتخلوا عن أية رغبة لحكم هذا البلد الذي عملوا على تشظيه وفكفكت مفاصله الاجتماعية والاقتصادية ودفعوا بعصابات التخريب والإرهاب ليجهزوا على ما تبقى منه.. لكن المقامرة ركبتهم واستهوتهم اللعبة السياسية التي ابتدعوها عندما وجدوا الرئيس هادي صامداً وصابراً ومصابراً على كل نكاية منهم ففضلوا أن يواصلوا طرائقهم الملتوية في اللعب غير المسؤول والضرب تحت الحزام. 

فماذا لو أن هذه القوى تمكنت من أن تمتلك زمام القرار في القوات المسلحة لربما كنت أسمع الآن وأنا أكتب هذا المقال أزيز الرصاص ودوي القذائف والقنابل في كل حي من أحياء مدننا اليمنية.. ولقد تأكد لي حقيقة ما قاله ويقوله الكاتب اليمني الساخر فكري قاسم: (إن مثل هؤلاء لم يتعلموا اللعب والاستقرار النفسي عندما كانوا أطفالاً ولكنهم اليوم يعوضون نقصهم في ذلك باللعب بجماجم الأبرياء وأشلاء الضحايا) ومن المفارقات إنه كلما تحقق عمل يمكن إفادة البلاد به يتحرك هؤلاء ليفجروا عبوة ناسفة هنا ويدفعون بصغار مغسولي الأدمغة والفكر تحت مسمى: (قاعدة) لينتحروا على أبواب المعسكرات وأسوار المناطق العسكرية أو يعملوا على دسائس قطع الطرقات وإثارة الاحتراب القبلي واختطاف نساء وأطفال وأجانب لكي لا يشعر الرئيس هادي ومعه الشعب اليمني بشيء من الاطمئنان.. وليقولوا للعالم أجمع إن استقرار اليمن بدونهم هو عين المستحيل.. ونعتقد أن المصدر المسؤول الصادر عن وزارة الدفاع قد رد عليهم وفنّد أقاويلهم ووضح الحقائق مؤكداً أن: (صكوك الوطنية لم تعد في جيب أحد حتى يمنحها لهذا ويسلبها من ذاك.. إلا من أصيبوا بالجنون السياسي.. داعياً الجميع إلى التحلي بالحصافة وعدم توجيه التهم للآخرين جزافاً. وأشار إلى أن القيادة السياسية وقيادة وزارة الدفاع ورئاسة هيئة الأركان العامة تحرص على ترسيخ لغة الحوار بين أطراف العملية السياسية ونبذ لغة العنف التي أدمن عليها البعض والتي لا تقود إلا إلى مزيد من العنف والدم والدمار ولا يمكن لأحد أن ينجو من كارثة الدفع بالأوضاع إلى مرحلة الانفجار) لكن يبدو أن هؤلاء الذين يسعون لتحقيق مصالحهم الآنية والضيقة عبر التهافت على التمسك بالسلطة بعد أن ذاقوا حلاوتها ومحاولة بقائهم فيها بأي ثمن مستخدمين في ذلك ممارسة الدجل والزيف والتضليل وبث الإشاعات.. ومنها الإشاعات والدعاية المسيئة والمغرضة ضد الرئيس عبدربه منصور هادي ومنتسبي القوات المسلحة بهدف النيل من سمعة ومكانة هذه المؤسسة الوطنية الكبرى التي تسمو بعطائها وتضحياتها وانتمائها الصادق للوطن فوق الأحزاب والتعصبات الضيقة حيث يكفيها تقسيماً وسيطرة عليها.. فقد جاء الوقت المناسب لتصبح المؤسسة العسكرية ملكاً للوطن كله.. وبلغ زيف تلك القوى المغرضة إلى الحد الذي تبث فيه الإشاعات المستهدفة للسيادة الوطنية والتشفي بما يدور من أحداث هنا وهناك تمس سيادة وكرامة الوطن والشعب اليمني بأكمله. 

إن أولئك المتطرفين الذين يملأون اليوم الدنيا ضجيجاً وصياحاً يدركون أنهم تعرّوا أمام الشعب بعد التفافهم على ثورته وعلى المبادئ التي قامت ثورة الشباب من أجلها بهدف إحداث التغيير المنشود وأن القوات المسلحة لم ولن تكون بعد قيام ثورة الشباب المدافعة عن الوطن وسيادته ولن تخضع للمزايدين المتاجرين بقضايا الوطن الذين أصبحوا يلعبون بكل أوراقهم المكشوفة للتمسك بالسلطة على أساس التقاسم والمحاصصة وقد أكد هذه الحقيقة الدكتور محمد عبدالملك المتوكل في حديثه الصريح الذي نشرته صحيفة:(الجمهورية) الثلاثاء الماضي.. مؤكداً أن أحزاب اللقاء المشترك يعتقدون إنهم كانوا مظلومين وتم إقصاؤهم من السلطة في الفترة السابقة فجاءوا منتقمين بالاستحواذ عليها على حساب الشعب والوطن.. وكأن ثورة الشباب ما قامت إلا من أجل الثأر لهم وإيصالهم إلى الحكم..! 

alsharifa68@yahoo.com 
  • تعليقات الموقع
  • تعليقات الفيس بوك
عذراً خاصية التعليقات مغلقة حالياً
Item Reviewed: حواة زمن النفير Rating: 5 Reviewed By: وكالة السبئي للانباء-سـام
عذراً خاصية التعليقات مغلقة حالياً