السبئي نت - بغداد
بدأت في العراق صباح اليوم عمليات التصويت في الانتخابات التشريعية التي تعد الأولى من نوعها منذ انسحاب قوات الاحتلال الأمريكي عام 2011 من هذا البلد ولا تزال العملية مستمرة رغم الهجمات الإرهابية الدامية التي تصاعدت قبيل انطلاقها وكذلك اليوم متسببة بسقوط 32 شخصا على الأقل بين قتيل وجريح.
ويتنافس في هذه الانتخابات 9039 مرشحا يأملون بدخول البرلمان العراقي الذي يضم 328 مقعدا ويحق لأكثر من 20 مليون عراقي التصويت في هذه الانتخابات التي فتح لها 48 ألفا و769 مركزا انتخابيا.
ومن أبرز المنافسين في هذه الانتخابات ائتلاف "دولة القانون" بزعامة رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي.
وفي محافظة الأنبار غرب العراق التي تخوض فيها قوات الجيش والأمن العراقي عملية واسعة ضد المجموعات الإرهابية افتتحت المفوضية العليا المستقلة المشرفة على الانتخابات البرلمانية 375 مركزاً انتخابياً في عموم مدن المحافظة.
وقال مقداد الشريفي رئيس المفوضية لمراسلة سانا في بغداد إن "مكتب المفوضية في محافظة الأنبار افتتح 375 مركزاً انتخابياً أمام أهالي المحافظة لانتخاب من يمثلهم في البرلمان مع افتتاح 17مركزاً انتخابياً للعوائل المهجرة والنازحة في المحافظات العراقية الأخرى" مضيفا أن عدد المرشحين في الأنبار للانتخابات البرلمانية 274 مرشحاً وعدد المقاعد 15 مقعداً من بينها أربعة مخصصة للنساء بينما بلغ عدد الكيانات السياسية 13 كياناً سياسياً مشاركاً في الانتخابات.
وكانت عملية الاقتراع الخاص بالانتخابات البرلمانية العراقية للمشمولين من منتسبي القوات الأمنية والمهجرين المسجلين والراقدين في المستشفيات ونزلاء السجون جرت في 28 نيسان الجاري وأعلنت المفوضية العليا المستقلة للانتخابات مشاركة أكثر من 91 بالمئة من المشمولين بالاقتراع الخاص والمشروط معتبرة أن ذلك يشكل "إنجازا كبيرا" لها وللقوات الأمنية برغم "التشكيك" باستعداداتها وأجهزة قراءة البطاقات الالكترونية.
وفي تصريح صحفي بعد إدلائه بصوته في فندق الرشيد في بغداد دعا المالكي كل العراقيين إلى التوجه بكثافة إلى صناديق الاقتراع لانتخاب ممثليهم في مجلس النواب وتوجيه رسالة ردع وصفع على وجه الإرهاب والمعرقلين للعملية السياسية والمراهنين على أنها لن تكون بالحجم المطلوب.
وقال المالكي "إن توقعاتنا كبيرة بفوزنا في الانتخابات ولكن الحديث هو عن حجم هذا الفوز المؤكد ولن نقبل أن يكون هناك ما يطعن بنزاهة الانتخابات ومن يراهنون على التدخل فى المراكز الانتخابية والصناديق سيتم التعامل معهم من قبل الأجهزة الأمنية".
وأوضح المالكي أن "شكل الحكومة القادمة سيكون على أساس كثافة الانتخابات وحسن الاختيار وأنه لا يوجد خط أحمر في التحالف مع أي جهة أو قائمة ستفوز في الانتخابات وتؤمن بوحدة العراق وسيادته وبإلغاء الطائفية والمحاصصة والميليشيات والعصابات وترفض العنف والتدخلات الخارجية".
من جهته أكد رئيس مجلس النواب العراقي أسامة النجيفي عقب إدلائه بصوته في فندق الرشيد أن "إقبال الناخبين العراقيين على الاقتراع لانتخاب ممثليهم في الدورة النيابية الجديدة جيد" مؤكدا أن شكل الحكومة المقبلة ستفرضه نتائج الانتخابات وأن منصب رئيس الجمهورية سيكون أيضا ضمن دائرة الاستحقاق الانتخابي لافتا إلى أن أي بحث بشأن هذا المنصب لم يجر بين الكتل السياسية حتى الآن.
في غضون ذلك دعا قيس الخزعلي الأمين العام لحركة اهل الحق العراقية جميع الناخبين للتوجه إلى صناديق الاقتراع لاختيار من يمثلونهم في البرلمان المقبل مؤكدا أن المرحلة المقبلة تستدعي وجود حكومة وبرلمان يضعان على رأس أولوياتهما اجتثاث الإرهاب نهائيا من أرض العراق وصرف الجهود والثروات وتسخير الخبرات لبناء عراق جديد.
ومع انطلاق عملية الاقتراع اليوم قتل سبعة أشخاص وأصيب نحو 25 آخرين بجروح في سلسلة هجمات إرهابية استهدفت مراكز اقتراع في مناطق متفرقة من البلاد بينما كان العراقيون يدلون باصواتهم وشملت هذه الهجمات تفجيرين انتحاريين وعشرين قذيفة هاون وخمس عبوات ناسفة و11 قنبلة صوتية.
وتصاعدت أعمال العنف في العراق قبيل هذه الانتخابات مودية بالمزيد من الضحايا حيث قتل منذ بداية الشهر الحالي أكثر من 750 شخصا وفق حصيلة استندت إلى مصادر أمنية وطبية وعسكرية عراقية ويوم أمس وحده قتل 24 عراقيا بتفجيرات إرهابية طالت عدة مناطق.
ورغم اليومين الداميين الماضيين عبر العديد من العراقيين عن إصرارهم على التوجه إلى صناديق الاقتراع آملا بإحداث تغيير في واقعهم هذا عبر هذه الانتخابات التي تعد الأولى من نوعها منذ اندحار الاحتلال الأمريكي عن الأراضي العراقية في العام 2011 والذي كان ابتلاء العراق بموجات الإرهاب المتنقل وبتنظيمات تابعة للقاعدة الإرهابية أحد تداعياته المستمرة.
