السبئي نت - دمشق
أقام فرع دمشق لحزب البعث العربي الاشتراكي اليوم مهرجانا خطابيا بمناسبة الذكرى الـ 68 لعيد الجلاء في صالة الفيحاء بدمشق بمشاركة فعاليات رسمية وشعبية وحزبية ودينية.
وشدد الهلال على أن "الشعب الذي انتصر على الاستعمار القديم بأشكاله كلها قادر على الانتصار في مواجهة الاستعمار الجديد وعملائه وأتباعه" مشيراً إلى أن "هذه حقيقة من أهم حقائق الواقع وقوانين التاريخ في المنطقة التي صاغها الشعب السوري بتقاليده الكفاحية منذ بداية القرن الماضي ومقاومة التسلط العثماني إلى مقاومة الاستعمار الفرنسي ومواجهة الأحلاف والضغوط بكل أشكالها".
وبين الهلال أن تقاليد الشعب السوري الأبي الكفاحية هي "صياغة عصرية لإرث قومي عربي يمتد في صفحات التاريخ" لافتاً إلى أن "هذه التقاليد أضحت قدر الشعب السوري وهي في الوقت نفسه خياره للتعبير الواضح عن إرادته في الدفاع عن وطنه وعروبته والتزامه بإعادة إحياء المجد العربي مهما أنفق المتخاذلون في أنظمة الرجعية العربية من مال لتجنيد المرتزقة بهدف قتل أبناء هذا الشعب وتدمير سورية قلب العروبة النابض".
وأكد الأين القطري المساعد لحزب البعث العربي الاشتراكي أن "سورية وطن يجترح المعجزات ويصنع المستحيل" مشيراً إلى أن "عشرات المليارات التي أنفقها ملوك وأمراء الرمال ضد الشعب العربي السوري لتجنيد مئات الآلاف من المرتزقة الإرهابيين كانت من الممكن أن تنجح في تدمير وإخضاع أي بلد في العالم بما فيها البلدان المتطورة والمتقدمة والمستقرة لكنهم نسوا أن سورية هي استثناء".
وقال الهلال "هم يعلمون أنه لا طائل من زيادة تسليح المرتزقة بأسلحة نوعية بما فيها الكيميائي ومن تجنيد أعداد إضافية من المرتزقة الإرهابيين ومن استمرار المقاطعة والضغوط على سورية كما أنهم يدركون أنه حتى تغيير أمراء الحرب الذين يمسكون بما يسمونه "الملف السوري" لن يغير شيئا فهذه سورية البلد الاستثناء والشعب الاستثناء والقائد الاستثناء" مؤكداً أن "الشعب السوري سيعلم هؤلاء درساً جديدا يضاف إلى الدروس السابقة التي عماهم حقدهم عن الاعتبار منها قبل اللعب بالنار السورية التي حرقت سابقاً الكثير من الغزاة وستحرقهم وتحرق مؤامراتهم كلها".
وأشار الأمين القطري المساعد لحزب البعث العربي الاشتراكي إلى أن جيشنا الباسل أدهش العالم وأضحت استراتيجياته في مواجهة حرب العصابات المرتزقة واحدة من مستجدات المعرفة العسكرية على المستوى العالمي مبيناً أن هذا الجيش أكد ما كان معروفا عنه بأنه جيش وطني عقائدي سليل أبطال الثورة السورية الكبرى ووارث مسارهم الكفاحي في العصر الراهن.
ورأى الهلال أن الاستجابة الحقيقية للشعب السوري المتصدي لأشرس حرب كونية إرهابية تكفيرية يشهدها التاريخ المعاصر هي بالاستمرار في تعميق وعيه الجمعي لمواجهة فكر تكفيري ارتضى أن يكون مطية لقوى الاستعمار الجديد والصهيونية إضافة إلى تعزيز بقيتنا من العروبية والتمسك بالإسلام الحقيقي والتفاعل في مواجهة عملية تشويه أسس هذا الإسلام ومنطلقاته الأساسية.
واعتبر الهلال أن الشعب السوري الذي حافظ على وحدته الوطنية أمام مغريات الفتنة ومنزلقاتها هو اليوم أكثر تمسكاً بخياراته التي هي قدره وهو يتابع طريق الخلاص والبناء في اتجاهين متلازمين اتجاه مواجهة الإرهابيين في الميدان واتجاه البناء الوطني الديمقراطي حيث تتم المصالحات الوطنية.
وأشار الهلال إلى أن "أكثر ما يغيظ الأعداء هو قدرة الشعب السوري على إنجاز إصلاحات بنيوية دستورية وقانونية على الرغم من مواجهته لحرب كونية شرسة وإصراره على تنفيذ استحقاقاته الدستورية في أوقاتها" معتبراً أن إيمان السوريين الحقيقي بالديمقراطية أغاظ الأعداء وسحب منهم ذريعة لطالما تشدقوا بها وادعوها زورا وبهتانا وهذا كله سيترك أثرا كبيرا على الرأي العام العالمي.
وختم الأمين القطري المساعد لحزب البعث العربي الاشتراكي بتوجيه التحية إلى بواسل الجيش العربي السوري المدافعين عن الوطن والشعب وإلى قائد الوطن السيد الرئيس بشار الأسد وأرواح شهداء سورية الأبرار أكرم من في الدنيا وأنبل بني البشر وإلى كل من ناضل من أجل جلاء الاستعمار القديم وإلى كل من يناضل اليوم من أجل جلاء الاستعمار الجديد وأتباعه الإرهابيين التكفيريين.
بدوره أعرب شيخ المجاهدين عبد الحميد حجازي الكيلاني في كلمة المحاربين القدماء عن إيمانه وثقته بأن الجيش العربي السوري الباسل سيحقق النصر لسورية كما حققه رجالها في السابق من خلال إجلاء المستعمر الفرنسي عن أرض سورية وقال "سنحقق اليوم بإيماننا بالله والوطن الجلاء الأكبر بدحر الإرهابيين عن أرضنا المقدسة لتعود سورية واحة للأمن والاستقرار".
وأضاف الكيلاني "اليوم تشرق علينا شمس الذكرى الـ 68 لعيد الجلاء العظيم الذي حققه الشعب السوري الأبي عبر نضال قاس ومرير على مدى ربع قرن ضد الاستعمار الفرنسي البغيض المدجج بحقده الأسود وأسلحة الفتك".
ولفت الشيخ الكيلاني إلى أن "الثوار المجاهدين وأبناء الشعب السوري العظيم سجلوا أنصع صفحات البطولة والإقدام والتضحية" مؤكدا أنه "في زمن التحديات المصيرية وليالي المحن تبرز معاني البطولة وفداء الأوطان والإيمان بالله والانتماء لتراب سورية".
ووجه الكيلاني التحية لشهداء الجلاء والوطن وقال "ما أحوجنا اليوم ونحن نحتفل بذكرى جلاء المحتل الفرنسي إلى استلهام قيم ومعاني الجلاء عبر رص الصفوف وشحذ الهمم والوقوف وقفة رجل واحد بمواجهة الحرب الكونية التي تشن على سورية والتي تهدف إلى النيل من صمودها وتاريخها".
وتابع الشيخ الكيلاني إن سورية اليوم بحاجة "إلى استلهام قيم ماضينا المجيد لتعيد بناء وحدتها الوطنية التي كانت وستبقى وسيلة مواجهة المحن وأطماع المستعمرين والمتآمرين" مستشهدا بمقاومة المجاهدين للمستعمر الفرنسي بعتادهم القليل ولكن بإيمانهم الكبير الذي كان زلزالا هز الأرض تحت أقدام المستعمرين.
واختتم الكيلاني بالتأكيد على ضرورة استلهام معاني الجلاء العظيم الذي روى فيه المجاهدون بدمائهم تراب سورية انطلاقا من ثورة الشيخ المجاهد صالح العلي في جبال الساحل السوري إلى ثورة المجاهد إبراهيم هنانو في جبل الزاوية إلى غوطة دمشق ودمشق وإلى الشيخ المجاهد محمد الأشمر وحسن الخراط وقائد الثورة السورية الكبرى سلطان باشا الأطرش مقتدين ببطل ميسلون وأمثولة الفداء الفريدة يوسف العظمة الذي قال يوم استشهد "لن يدخلوا دمشق إلا على جسدي" مبينا أنه ببطولات ودماء هؤلاء تحقق الجلاء.
تخلل المهرجان فقرات رياضية وغنائية ومسرحية راقصة تؤكد حب الوطن والانتماء إليه قدمها كل من فرع دمشق للاتحاد الوطني لطلبة سورية واتحاد شبيبة الثورة وفرقة جلنار السورية والفنان ريبال الهادي.
حضر المهرجان الدكتور سليمان قداح نائب رئيس الجبهة الوطنية التقدمية ومحمد جهاد اللحام رئيس مجلس الشعب والدكتور وائل الحلقي رئيس مجلس الوزراء وعدد من أعضاء القيادة القطرية والأمناء العامون لأحزاب الجبهة الوطنية التقدمية وعدد من الوزراء وأمناء فروع دمشق وريف دمشق والقنيطرة للحزب ومحافظا دمشق وريف دمشق وأمناء الأحزاب الوطنية وعدد من أعضاء مجلس الشعب ورؤساء المنظمات الشعبية والنقابات المهنية وعدد من أعضاء رابطتي المجاهدين والمحاربين القدماء.