السبئي نت - موسكو
أكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أن لا نية لدى روسيا ولا مصالح في عبور حدود اوكرانيا على الاطلاق مشيرا إلى أن موسكو تريد أن يكون العمل مشتركا وأن تتوقف الاساءات التي يحاول الغرب اخفاءها.
و قال لافروف في مقابلة صحفية مع قناة روسيا 1: "إن روسيا لا ترى طريقاً لتطور اوكرانيا سوى الانتقال إلى النظام الفيدرالي" مشيرا إلى أن "ما يحصل الآن في أوكرانيا هو نتيجة لأزمة حكومية عميقة و موسكو على ثقة بأن الوضع بحاجة إلى اصلاح دستوري عميق وهي لا ترى طريقاً لتطوير الدولة الاوكرانية سوى النظام الفيدرالي".
وأوضح لافروف أن سكان غرب أوكرانيا وشرقها وجنوبها "يحتفلون بأعياد مختلفة ولديهم اقتصاد مختلف ويتكلمون بلغات مختلفة ويفكرون بطريقة مختلفة ويميلون الى ثقافات أوروبية مختلفة وفي هذه الظروف من الصعب جداً العيش في ظل دولة مركزية".
وأشار لافروف إلى أن الاقتراح الروسي كان البدء الفوري بتنظيم هذه الأمور وخاصة أنه كان التزاما موقعا من قبل المسؤولين الأوكرانيين فيتالي كليتشكو وارسيني ياتسينيوك واوليغ تياغنيبوغ و وزراء خارجية المانيا وفرنسا وبولندا والبدء باصلاحات دستورية شاملة وبمشاركة جميع القوى السياسية والاقاليم بدون استثناء للحديث عن الفيدرالية حيث لكل اقليم امتيازات واسعة في المجال الاقتصادي والمالي والثقافي واللغوي والتعليمي والعلاقات الخارجية.
وأكد لافروف أن الاصلاحات الدستورية يجب أن يصدق عليها عبر استفتاء وان تعكس مصالح جميع الاقاليم وقال "بعد اعتماد هذا الدستور عبر تصويت شعبي يجب ان تجري الانتخابات الرئاسية والبرلمانية والسلطة التنفيذية والتشريعية وأن يتم انتخاب رؤساء الاقاليم وليس تعيينهم" موضحا أن الدول الغربية بدأت بالاستماع الى اقتراحات روسيا حول الفيدرالية.
وأعرب لافروف عن استغرابه من أن كييف تعارض بشكل قاطع أي مبادرات روسية قائلا إن "الخارجية الأوكرانية قالت لنا ان الاقتراحات الروسية عبارة عن استفزاز وتدخل في الشؤون الداخلية لأنها تطرح افكارا تتعارض مع اسس الدولة الأوكرانية" متسائلا "الفيدرالية اولا وثانيا اللغة الرسمية.. لا اعرف لماذا هذان الامران يتعارضان مع اسس الدولة الأوكرانية".
وأكد لافروف أن دول الغرب تحاول خلق أدلة مصطنعة لعزل روسيا وقال "العزلة مصطلح ابتكره شركاؤنا الغربيون الذين يحاولون التصرف انطلاقا من الطموح الامبراطوري فما ان حصل أي شيء لا يناسبهم يمسكون بـ عصا العقوبات.. هذا الاسلوب اصبح بالياً.. يجب التفكير ليس بعزلة الشركاء بل بجذب الجميع بدون استثناء للعمل المشترك".
واعاد لافروف للاذهان أنه خلال التصويت في الجمعية العامة للأمم المتحدة لم تؤيد 70 دولة مشروع القرار حول أوكرانيا إضافة إلى الدول التي لم تشارك اصلا في التصويت واصفا الدول التي لم تؤيد مشروع القرار الغربي حول اوكرانيا بانها "دول شجاعة وتصرفها لا يعني معارضة الغرب ولا اوكرانيا بل يعكس الادراك العميق لما يحدث".
يشار إلى أن انضمام جمهورية القرم إلى روسيا في 18 الشهر الجاري بعد استفتاء شعبى اظهر تأييد نحو 97 بالمئة من سكان القرم الانضمام لروسيا تسبب بهستيريا لدى الولايات المتحدة والدول الحليفة لها ما اسفر عن تصعيد اجراءاتهم ومواقفهم تجاه روسيا.
من جهة ثانية شدد لافروف في مقابلته مع قناة روسيا 1 على أن روسيا لا تخطط لانشاء قواعد عسكرية في الخارج على الطريقة الأمريكية.
وقال في سياق تعليقه على أنباء حول نية روسيا انشاء قواعد في جزر سيشل وفيتنام ونيكاراغوا وكوبا والأرجنتين "هذا غير صحيح.. لا خطط لدينا لانشاء قواعد عسكرية بحرية وقواعد عسكرية في الخارج بالمعنى الذي يفهم هذا المصطلح".
وكان اناتولي انتونوف نائب وزير الدفاع الروسي أكد في وقت سابق اليوم أن روسيا تجرى محادثات مع عدد من دول أميركا الجنوبية بخصوص انشاء منشآت لوجستية لسفن بحريتها وليس اقامة قواعد عسكرية روسية هناك مشيرا إلى أن الاتفاقيات الدولية حول نشر المنشآت اللوجستية تعتبر ممارسة دولية معتادة وتستخدمها القوات المسلحة في الكثير من البلدان.
في سياق آخر بحث لافروف ونظيره الأمريكي جون كيري في اتصال هاتفي اليوم تنسيق الجهود الثنائية الرامية إلى حل الأزمة السياسية في أوكرانيا.
ونقل موقع روسيا اليوم عن الخارجية الروسية قولها "إن لافروف وكيري تبادلا خلال الاتصال الذي جاء بطلب من الطرف الأمريكي الآراء حول الوضع الراهن في أوكرانيا" مؤكدة أن لافروف وكيري سيلتقيان قريبا.
وكان كيري قد غادر السعودية صباح اليوم عائدا إلى واشنطن عبر إيرلندا لكنه قرر في منتصف الطريق التوجه إلى فرنسا.
وقالت المتحدثة باسم كيري إن وزير الخارجية الأمريكي توجه إلى باريس تحسبا للقاء لم يتقرر بعد مع وزير الخارجية الروسي مطلع الأسبوع المقبل في أوروبا مضيفة إن الرئس باراك أوباما طلب من وزيره أن يلتقي الوزير الروسي في أقرب وقت ممكن.
ويأتي الاتصال الهاتفي بين لافروف وكيري بعد ساعات من المكالمة الهاتفية بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ونظيره الأمريكي أوباما حيث أكد بوتين أن الراديكاليين في أوكرانيا يواصلون إرهاب المدنيين المسالمين والمسؤولين وأفراد الأجهزة الأمنية في عدد من المدن الأوكرانية والعاصمة كييف.
واقترح بوتين على أوباما أن يبحث الطرفان الروسي والأمريكي الخطوات المحتملة التي قد يتخذها المجتمع الدولي من أجل إعادة الاستقرار في أوكرانيا.
وأكد المكتب الصحفي للكرملين أن الرئيسين اتفقا أن يبحث وزيرا خارجية الدولتين معايير عملية التعاون الثنائي في هذا المجال.
