728x90 AdSpace

19 يوليو 2013

فداء الشاعر.. مقاوم وفنان مبدع يحلق في سماء الوطن

 الجولان السوري المحتل-السبئي نت: لاسمه حكاية .. بدأت منذ التقاطه انفاس الحياة الأولى لتبعث فيه روح التحدي الممزوج بعشق الوطن والتمسك بالهوية السورية ولتبدا معها قصة مقاوم سوري جولاني أرعب الاحتلال الإسرائيلي لمجرد أنه سمي فداء حيث تعتبر تجربة المقاوم السوري الشاب الاسير المحرر فداء الشاعر أحد صور الصمود والتحدي بوجه الاحتلال الإسرائيلي على أرض الجولان العربي السوري المحتل.
 نشرة سانا الشبابية التقت الشاعر الذي أكد أنه رضع حب الوطن منذ ولادته كباقي مواطني الجولان ليسطر قصة طفل عاش تحت احتلال يحلم بالحرية ويرنو الى الانتصار على أعداء الوطن وقال.. " بدأت قصتي مع الاحتلال الاسرائيلي منذ لحظة ولادتي تم احتجازي في المستشفى في الناصرة بسبب اختيار والدتي اسم فداء ورفض والداي اخذ الهوية الإسرائيلية لكون يوم ولادتي اتى بعد عام من الاضراب الذي نفذه اهل الجولان السوري المحتل رافضين التخلي عن الهوية السورية". 
 وأضاف الشاعر .." في الذكرى الثالثة للاضراب ارتديت العلم السوري وكانت عندي بندقية مصنوعة من البلاستيك حيث ذهبت بكل جرأة لمكان تجمع الجنود الصهاينة في ساحة سلطان باشا الاطرش وقلت لاحد الجنود لنتبادل البنادق فسألني ماذا تريد منها فأجبته انني اريد ان اقتلك بها فبندقيتي ليست حقيقية". 
وبعد عدة أيام من هذه الحادثة تتكشف همجية الاحتلال وجرائمه بحق الطفولة ليتم استدعاء الطفل فداء للتحقيق حيث يقول.."هذه القصة لها تأثير كبير على حياتي لذلك اردت ان ابعث رسالة للاحتلال من خلال ارتدائي العلم السوري لحظة خروجي من سجونه بانهم رغم اسري وتعذيبي لن يغيروا هويتي السورية ما حييت وسأبقى مرتديا ثوب الوطن وسيبقى العلم السوري يرفرف خفاقا فهو رمز انتمائي لتراب وطني". 
وعن معاناة فداء الفنان والشاعر مع الاعتقال وخاصة أنه اعتقل مع والده الأسير ماجد الشاعر يقول.. "التجربة الاعتقالية اغنتني بسبب التحديات التي جعلتني اخلق اشياء من لا شيء فصنعت الة موسيقية مستخدما طاولات الشطرنج ومعالق الخشب والمكنسة ورز الطعام لاعزف على العود واقول من خلاله للسجان لن تستطيع كسر ارادتي مهما فعلت ووجود ابي في نفس الزنزانة كان محاولة من الاحتلال لتحطيمنا من الداخل لكن تفوقنا عليهم بصمودنا ". 
ويشبه الشاعر صمود الاسرى في سجون الاحتلال الغاصب بصمود اهل الجولان في وجه كل التحديات التي وجدت بسبب الاحتلال الصهيوني مؤكدا "إن أهلنا في الجولان وفلسطين ولدوا من كلمة صمود وعاشوا بداخل احرفها فصمودهم هو الذي جعل العالم يتذكر باننا نعيش على هذه الارض وهو الذي سيجعل التاريخ يكتب انهم تحت الاحتلال ولدوا وفي فمهم تراب وعشب ومطر وسلاسل من الفولاذ لأنهم ولدوا في هذه الارض منذ فجر التاريخ ". 
ابن مجدل شمس المحتلة الذي ترعرع فيها في فترات المد المقاوم ضد الاحتلال الاسرائيلي في ثمانينات القرن الماضي فحمل بين ضلوعه رسالة المقاومة وحس الفنان المدافع عن وطنه بالصوت والكلمة واللحن فكانت رحلته الفنية منذ صغره وهو ابن العامين ونصف الذي تأثر بمطرب فلسطيني اسمه وليد عبد السلام وحفظ كل اغانيه حيث يستذكر كيف زار الفنان عبد السلام الجولان واقام حفلا فنيا فيه وكيف بدأ يردد اغانيه فما كان من الفنان الا ان توقف عن الغناء والتفت له مندهشا. 
أما المحطة التي يذكرها جيدا وبنفس العمر تقريبا هو ارتباطه بقصيدة حمدا للشاعر السوري الكبير عمر الفرا ويصفها بالقصة الغريبة حيث دارت الايام ليفتتح امسية للشاعر الفرا بالعزف على العود في باريس ويروي له قصة ارتباطه بقصيدته التي يقول انه حفظها اكثر من اسمه وكيف اشترى كتابه ولم يكن قد تعلم القراءة حيث كانت والدته تقرا له القصيدة وعندما تخطئء بإلقائها يصحح لها. 
وعن بداية رحلة الشاعر مع الموسيقا يتحدث قائلا.."عندما اصبحت في الصف الاول وعدني ابي بنهاية العام أن يشتري لي اورغ ما زلت احتفظ به حتى اليوم لم يكن بوقتها في الجولان المجال مفتوح لتعلم الموسيقا وكبر معي حب الموسيقا حتى اصبحت في عمر الخامسة عشرة اشترى لي والدي عود وهنا وجدت ضالتي وبحثت عمن يدرسني على هذ الالة ليكون اول درس عود لي عند المعلم فريد القضماني". 
انهى الشاعر دراسته الثانوية ليتابع تعلمه الاكاديمي بعد معاناة طويلة مع اجراءات الاحتلال المانعة لذهابه الى وطنه سورية لكنه تمكن اخيرا من القدوم الى سورية ليتابع دراسته في المعهد العالي للموسيقا بدمشق فيقول.. " إن زيارة دمشق كانت بمثابة حلم بالنسبة لي فلها بداخلي قصة عشق غريبة لانها مدينة ليس لها مثيل في العالم ففي دمشق يولد الحب مع اشراقة كل صباح".
وبعد ستة اعوام أمضاها الشاعر في دمشق لينتقل بعدها الى فرنسا لاكمال الدراسة والتي يوضح انه كان له فيها عدة محطات منها تأليفه لموسيقا فيلم فرنسي ومشاركته في مهرجان العود بمعهد العالم العربي اضافة للعديد من الحفلات التي كانت احدها بمثابة تحد للكيان الصهيوني من خلال مشاركته في مؤتمر محاسبة إسرائيل على جرائم الحرب في غزة حيث عرض فيديو رافقه عزف الشاعر الذي كان يحكي قصة الهجرة الى فلسطين فكانت مشاركته هذه سببا في استخدام الاحتلال طرقا متنوعة في تعذيبه. 
وعن مشاريعه المستقبلية لفت الشاعر إلى أنه سيتابع المشوار لتحقيق حلم الطفولة الذي ولد لأجله بايصال صوت الجولان البلد المقاوم للعالم مهما كانت العراقيل واضاف .." لن افصل بين الفن والمقاومة فهما طريقان يسيران لنفس الاتجاه بالنسبة لي ولمشاريعي واليوم بدأت بتدريس بعض الشبان الجولانيين الموسيقا". 
 ودعا الشاعر الشعب والجيش العربي السوري المقاوم للصمود والصبر فهما مفتاح النصر الموءكد فالعالم اليوم يتعلم من السوريين ارادة الحياة وعشق الارض. 
وعشق الشاعر لدمشق واشواقه لها ترجمها في ابيات قصيدته التي تقول.. "هجرت دمشق وانا ابحث عن مدينة.. تشبه دمشق.. مدينة يولد بها الحب.. مثل دمشق.. مدينة يسكنها العشق والعشاق..ك دمشق.. لم أجد في مدن العالم مدينة.. ك دمشق.. يولد بها الحب مع كل اشراقة صباح جديد.. مدينه ك دمشق تعطر نساءها كل يوم.. من ياسمينها.. تركت في دمشق قصائدي لأبحث عن قصيدة جديدة.. فنسيت كيف تكتب القصيدة.. آه كم أحب دمشق .. كم اشتاق دمشق وقاسيون دمشق.. آه كم يجرحني صمت دمشق.. آه كم اشتاق لرائحة دمشق". 
عطا فرحات  
  • تعليقات الموقع
  • تعليقات الفيس بوك
عذراً خاصية التعليقات مغلقة حالياً
Item Reviewed: فداء الشاعر.. مقاوم وفنان مبدع يحلق في سماء الوطن Rating: 5 Reviewed By: وكالة السبئي للانباء-سـام
عذراً خاصية التعليقات مغلقة حالياً