السبئي نت بقلم : دنيز نجم :في أحضان الليل حين ينام كبريائي و يصحو حنيني إلى وطني يتساقط دمعي على قلمي كشرارة عشق فتندلع النار بكلماتي و أدعو الله بالشفاء العاجل لوطني و أنام على طرف الكلمة لأختزل الوقت و أعانق قاسيون بأحلامي كما تعانق السماء القمر.
دمشق يا روعة أبجديات حروفي حين ترافق ذكراها مخيلتي يضيء النور في كلماتي و يفتح قلمي أزرار بوح قصيدته فيختل توازن العالم و يسارع الفجر ليحتل مكانه قبل أن تكبر أحلامي و تصطدم بواقع غربتي .
صبر بلا صبر أتنفسك يا وطني و تتراقص ذكرياتي أمامي بحلوها و مرها كعاشق يتمايل من الطرب و كلما اختصرت ولائم بوحي ضعف قلبي أمام شرهي للحديث عنك يا وطني و كأني أغيب في حلمي لأجمع من الغيمات قطرات الماء و أسكبها في رحم تربك لتبرد نارك
وطني أنت لغز يسكن عيناي و بين قوافل الأسئلة ألف حكاية و حكاية تصفق لها تراتيل الصباح و صلاة الليل ماء يسقي برعم الحكاية .
وطني يا أيها العابر فوق غدير وجعي حين يراقصني نجم الليل و قمره و أصل سبر مخابئ الروح ألقاك كلقاء الفراشات التي تحترق خوف ذابح كلما اقتربت من نور شمس الصباح .
دمشق بعثرني احساسي هذا المساء من لهفة الشوق لرؤياكي لا ترمي بأضلعي للريح فأصدق ما في مخيلتي أنتي يا شام و رذاذ أمطارك في الصباح الباكر و صفير الريح حين تأتين و حين تغيبي
و ما زلت أذكر حين ودعت قاسيون آخر مرة و سلمته قلبي قبل الرحيل أمانة و غادرت تربك الحنون يا شام و جلست في مضارب إحساسي أبكيك تارة و تبكيني تارة أخرى فمنذ رحيلي حبستك في أحضان عمري الحزين و عتقت ذكرياتي معك نبيذاً أسكر منه في غربتي لأختصر المسافة بين ما في جعبة العين و رغبة الصمت لأسرد حكاية عشقي لكي التي لا تنتهي حتى بات الياسمين ينساب مزهراً من عبق الحروف و الهمسات
فعشق الوطن ينمو و يزهر في صدر القلب و ثنايا الروح كما يزهر الياسمين على جسد القلم في حضن الدفاتر