السبئي نت بيروت- أكد نائب الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم أن سورية شريكة في انتصارات المقاومة الوطنية في لبنان عامي 2000 و2006 وأن العلاقة بين سورية والمقاومة ليست مصلحة آنية وعابرة بل علاقة استراتيجية وكبيرة جدا.
وقال قاسم في مقابلة مع قناة الميادين أمس: إن سورية وإيران شريكتان في نجاح وانتصار المقاومة في حرب تموز 2006 لأنهما جزء لا يتجزأ من الدعم الحقيقي الذي لا بد منه إلى جانب إرادة المقاومين على الأرض.
وقال قاسم إن الرئيس بشار الأسد تابع سياسة سورية في دعم المقاومة اللبنانية وأظهر منذ انتخابه رئيسا انفتاحا كبيرا عليها مؤكدا رغبته في تحرير فلسطين.
وأوضح قاسم أن الرئيس الأسد يمارس التكتيك في التعامل مع بعض القضايا وهو أعطى دفعا مكثفا للمقاومة بعد التحرير وكان مقتنعا بأن خطوات التسوية خطوات ظالمة ولذلك كان الإقبال على المقاومة في عهده أقوى وأوسع وأشمل وفيه صراحة أكثر كما أن المقاومة كانت مرتاحة جدا ومددها ودعمها كان مستمرا منذ انتخابه رئيسا.
وأكد قاسم أن حقيقة التحرير لا يمكن إخفاؤها حتى لو حصلت كبوة عند مجموعة من الناس كما أن الشعوب العربية والإسلامية تعرف دور حزب الله في المقاومة والتحرير رغم بعض المساعي من بعض المحبطين واليائسين الذين يريدون أخذ الناس إلى عصبيات وإبعادها عن التحرير.
ولفت نائب الأمين العام لحزب الله إلى أن موقف المقاومة من الأزمة في سورية مبني على الحق وأن حزب الله منذ اللحظة الأولى أعلن أنه صاحب مشروع مقاومة وكل من يكون معها سيكون الحزب معه وكل من يخالفها سيكون ضده وسيضع عليه علامات استفهام.
وقال قاسم: إن الدول الكبرى والإقليمية وقسما من الدول العربية دخلت على خط الأزمة سياسيا وإعلاميا وماليا وتسليحيا ودفعت باتجاه العسكرة واليوم نجد أن هناك عناصر من أكثر من 29 دولة جاؤوا ليقاتلوا في سورية تحت عنوان "إسقاط النظام" الذي صرح العدو الإسرائيلي أنه لا يريد هذا النظام لأنه لا يريد نظاما عربيا يدعم المقاومة.
وأضاف قاسم إن هؤلاء المقاتلين يستدعون النجدة من الولايات المتحدة بينما بعض متزعميهم أعلنوا أنه لا مشكلة لهم مع "إسرائيل" وبعضهم طلب العلاقة معها وهدد بأنه سيواجه المقاومة وسيقاتلها في يوم من الأيام.
وأوضح قاسم أن تركيا وقطر والسعودية تورطت بالأزمة في سورية بطريقة خاطئة من خلال الأموال والتسهيلات وشاحنات الأسلحة التي تأتي إلى المسلحين وفق اعترافاتهم ذاتهم.
وأشار قاسم إلى أن الأزمة في سورية ستنعكس على كل المنطقة ومنها هذه الدول وهناك أثمان لاستمرار هذه الأزمة وبالتالي سيتحملون مسؤوليتها أيضا.
وقال قاسم: إننا أمام هذه المعطيات اعتبرنا أن ما يحصل في سورية هو ضرب للمقاومة ولذلك فنحن نقف ضد إسقاط سورية المقاومة.
وأوضح قاسم أن مشكلة المواطنين اللبنانيين الذين يعيشون في نحو عشرين قرية على الحدود بين سورية ولبنان في منطقة القصير معروفة وواضحة وهؤلاء تعرضوا لتهجير وخطف وقتل من الارهابيين منذ تشرين الثاني عام 2011 ولذلك كان لا بد من مساعدتهم في الحفاظ على حياتهم ووجودهم وحضورهم.
وأضاف قاسم إن مستوى مساهمتنا في بعض الأعمال التي لها علاقة بحماية مشروع المقاومة وسورية المقاومة هو أمر مشروع ومطلوب وواجب ولكن القتال والمواجهة وتغيير المعادلات التي تصب في مصلحة الحكومة السورية هي مسؤوليتها وهي تقوم بذلك والشعب السوري يقف معها ويقاتل إلى جانبها ونحن لا ننوب عن أحد.
وشدد نائب الأمين العام لحزب الله على أن سورية بحاجة إلى إنقاذ عبر الحوار ولذلك يجب وقف القتال وعدم الاستمرار بهذه الطريقة لأن هناك مؤامرة دولية تخاض ضدها.
وأكد قاسم أن مسألة فتح جبهة الجولان المحتل أمام المقاومة الشعبية ضد الاحتلال الإسرائيلي جدية من قبل القيادة السورية ونحن حاضرون لمساندة أي مقاوم وسورية تستطيع أن تفعل المقاومة في الجبهة وتملك قدرات موضوعية وقد لا تحتاجنا.
ولفت قاسم إلى أن المقاومة لديها من القوة ما يساعدها على مواجهة أي حماقة إسرائيلية يمكن أن تحصل ضد لبنان كما انها تبحث عن معادلة القوة والردع وتعمل سرا وعلانية وليلا ونهارا على قاعدة أن إسرائيل لا تفهم الا بقوة الردع.
وحول مساعي بريطانيا وفرنسا لدفع الاتحاد الأوروبي إلى إدراج ما يسمى الجناح العسكري لحزب على لائحة المنظمات الإرهابية قال قاسم: إننا لا نتأثر بمثل هذه التهديدات ولوائحهم لا تعنينا فنحن مقاومة شريفة لها شعبها وبيئتها وهم يخطئون كثيرا بذلك لأنهم بحاجة إلى العلاقة معنا لاعتبارات كثيرة كما انهم يحاولون أن يضحكوا على أنفسهم ويخدعوا شعوبهم لأنه لا يوجد لدينا جناح عسكري بل نحن جناح سياسي فقط.
ودعا قاسم الرئيس المكلف تمام سلام إلى اتخاذ موقف صحيح وتشكيل حكومة وحدة وطنية في لبنان وإجراء انتخابات نزيهة وعادلة لافتا إلى استعداد الحزب للذهاب إلى الانتخابات وفق قانون العام 1960.
