السبئي نت:- موسكو- أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن مأساة بوسطن ينبغي أن تدفع الولايات المتحدة وغيرها من البلدان لتوحيد الجهود العملية للدول في مكافحة الإرهاب مؤكدا عدم السماح بتوجيه ضربات كهذه.
وقال الرئيس الروسي في لقائه المتلفز السنوي المعتاد مع المواطنين الروس اليوم في موسكو إن روسيا نفسها كانت ضحية الإرهاب الدولي مشددا على أنه كان يستاء دائما من أن الشركاء الغربيين ووسائل الاعلام الغربية كانوا يطلقون كلمة "الثوار" على الإرهابيين الذين كانوا يرتكبون جرائم وحشية دموية في روسيا ولم يسموهم أبدا بالإرهابيين كما كانوا يقدمون الدعم المالي والاعلامي والسياسي لهم وكان هذا الدعم مباشرا تارة وغير مباشر تارة أخرى.
وأضاف بوتين أن الإرهاب خطر شامل ويجب التعاون لمكافحته بالأعمال لا باصدار البيانات معتبرا أن ما حدث في بوسطن أثبت أننا كنا على صواب داعيا إلى التوقف عن التلاعب بموضوع الجذور الدينية والقومية للارهاب.
وأوضح بوتين أنه يمكن التلاعب طويلا بمعاناة الشعب الشيشاني من القمع في عهد ستالين ولكن هل كانوا وحيدين من عانوا.. أن الشعب الروسي هو الذي تضرر بأكبر درجة معربا عن قناعته بأن الأمر لا يكمن في الانتماء القومي ولا الديني.
وأشار بوتين إلى أن الأخوين تسارنايف المتهمين بتنفيذ تفجيري بوسطن كانا يقيمان في الولايات المتحدة وكان أصغر الشقيقين يحمل الجنسية الأمريكية وسخر من اقتراح بعض السياسيين الأمريكيين بخصوص إعلان "جوهر تسارنايف" أسير حرب واصفا الفكرة بالسخيفة قائلا هل هناك حرب أهلية: إنه هراء حقا.
وانتقد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين افتعال اتهامات ضد روسيا فيما يتعلق بالتفجيرين اللذين وقعا في بوسطن الأسبوع الماضي مؤكدا أن هذا الأمر هو من قبيل إثارة الشبهات حول روسيا.
وأشار بوتين إلى أن البرودة في العلاقات بين روسيا والغرب بدأت مع احتلال العراق عام 2003 وتلته الاحداث في لبنان وكذلك الأحداث في أجزاء أخرى من العالم.
وقال بوتين طرحنا مرارا موقفنا من القضايا الدولية الحادة ونحن نلاحظ الفوضى في كل مكان مشيرا إلى أن موسكو لا تعتقد أن مواقف شركائها صائبة تماما مؤكدا ضرورة اتخاذ جملة من التدابير الرامية إلى تحسين العلاقات في اتجاه معين.
وفي الشأن الاقتصادي قال بوتين: إن المهام التي وضعها بعد توليه رئاسة روسيا صعبة التنفيذ لأنه إذا لم يتم العمل بجهد فان النتائج ستكون متواضعة معربا عن رضاه النسبي حيال سير التنفيذ بشكل عام مضيفا أن العمل يسير بشكل لا بأس به.
وأكد بوتين أن المناخ الاقتصادي في روسيا تحسن ولكن ما تزال هناك مشاكل عديدة وخاصة في مجال الطاقة مشيرا إلى أن تحسين ظروف العمل من اهم اتجاهات نشاطنا وهناك بوادر إيجابية والمنظمات الدولية تشير إلى ذلك في تصنيفاتها.
وأوضح بوتين أنه لا يثق كثيرا بمثل هذه التقديرات لكن بشكل عام فان مجتمع رجال الأعمال يلاحظ هذا التقدم الواضح ولكن ماتزال هناك الكثير من المشاكل فيما يخص منشآت الطاقة الكهربائية.
وأشار بوتين إلى أن تكرار التغيرات في الحكومة سيضر أكثر مما يفيد مبينا أن الحكومة الحالية تعمل منذ أقل من سنة ونحن على يقين بضرورة منح الموظفين فرصة لانجاز مهامهم كما تعهد بمكافحة الفساد بصرامة لافتا الى ان الفساد المتفشي ليس سرا وهذا يهدد المجتمع بشكل عام لذلك سنبذل الجهود لمكافحته بنفس العزيمة لمكافحة التضخم وسنعمل كل ما بوسعنا للقضاء عليه.
وذكر بوتين أن السنة الماضية شهدت محاكمة أكثر من 800 شخص من ضمن كبار موظفي الدولة كنواب البرلمان وموظفي أجهزة الشرطة والأمن وأضاف أن هذا العمل سيتواصل.
وأكد بوتين أن روسيا حققت أرقاما قياسية في النمو السكاني مشيرا إلى أن الوضع الديموغرافي في البلاد يتحسن وأن روسيا حققت تقدما قياسيا في معدل الولادات بيد أن معدل الوفيات ارتفع أيضا ولكن النمو السكاني ما يزال يسير بشكل إيجابي.
وفي سياق آخر أكد بوتين ان طائرات الجيل الخامس ت 50 ستدخل قوام القوات المسلحة الروسية بحلول عام 2016 موضحا أنه سيتم إنشاء خط إنتاج من هذه الطائرات في نفس العام.
وقال بوتين إن مقاتلة الجيل الخامس الروسية ستتفوق على منافستها الأمريكية الرئيسية من حيث المواصفات الفنية المختلفة لافتا إلى أن هناك مشاكل فنية يجب معالجتها وخاصة ما يتعلق بمحرك الطائرة وتسليحها مؤكدا أن لدى الخبرات الروسية القدرة على حلها.
وتناول الرئيس بوتين في معرض إجابته عن أسئلة المواطنين قضية وفاة رجل الأعمال الروسي بوريس بيريزوفسكي قائلا: "إنه تلقى رسالتين من رجل الأعمال الروسي المتوفى بيريزوفسكي كتب فيهما أنه ارتكب أخطاء كثيرة وطلب العفو".
وأضاف بوتين أنه تلقى الرسالة الاولى من بيريزوفسكي في بداية العام الجاري أما الثانية فتلقاها منذ فترة قريبة بعد وفاة رجل الأعمال الروسي.
وأشار بوتين إلى أن الرسالتين تتضمنان النص ذاته حيث كتب بيريزوفسكي أنه ارتكب أخطاء كثيرة وألحق ضررا كبيرا كما طلب العفو واعطاءه فرصة العودة إلى الوطن موضحا أنه تسلم الرسالة الأولى من مواطن روسي كان واحدا من شركاء بيريزوفسكي في الأعمال فيما سلم إليه الرسالة الثانية شريك عمل آخر لبيريزوفسكي يحمل جنسية أجنبية.
وبين بوتين أنه لم يرد على رسالتي بيريزوفسكي حيث كان من الضروري لذلك إجراء تحليل قانوني واستشارة المحكمة العليا والنيابة العامة وفهم الجانب القانوني للمسألة مشددا على أنه كان دائما ضد نشر الرسالتين على الرغم من أن عددا من المقربين منه طالبوه بنشر مضمون الرسالتين علنا على الفور موضحا أن مسألة دفن جثمان بيريزوفسكي في الأراضي الروسية أمر يخص عائلته.
وأكد بوتين أن روسيا لا تملك أي معلومات حول ضلوع مخابرات أجنبية في وفاة بيريزوفسكي.
يذكر أن الرئيس بوتين اعتاد كتقليد سنوي إجراء حوار مع المواطنين الروس على الهواء مباشرة وأن يركز على أهم القضايا الاجتماعية والاقتصادية والدولية وتنقله القنوات التلفزيونية على الهواء مباشرة.
