728x90 AdSpace

25 أبريل 2013

اليمن بقيادة الرئيس " هادي"..

 - اليمن بقيادة الرئيس " هادي"..
السبئي نت:-بقلم / طه العامري - يواجه الرئيس عبده ربه منصور من التحديات والصعوبات التي لم يواجه مثلها أي رئيس قبله وعلى مختلف المستويات الوطنية والإقليمية والدولية , إذ لم أسمع ولم أقراء أن رئيسا قد واجه خلال حكمه تحديات وصعوبات وتناقضات كهذه التي يواجهها الرئيس " هادي" الذي لم يكون يوما حالما بالسلطة ولا راغب بها وهذا ما يشهد به كل المقربين من الرجل والعارفين لمسار حياتهم , وبالتالي السلطة سعت إليه ولم يسعى لها يوما , ورغم هذه الحقيقة فأن الرئيس "هادي" يجد نفسه أو وجدها أمام خيارات قليل أن نصفها ب" الصعبة" لكنها بامتياز " مستحيلة" ..
فالرئيس الذي يحكم اليمن اليوم قليل أن نصف شخصيته بانها الشخصية الوطنية النادرة والاستثنائية في تاريخنا بل وربما في تاريخ المنطقة التي عرفت أنواع من الرؤساء والحكام لكن أيا منهم لم يجد نفسه في موقع ومكانة ودور الرئيس عبده ربه منصور هادي ,الذي يصعب حتى مقارنته ب" المشير السلال" الذي كان يعرف " خصومه" ويعرف منهم " حلفائه" في ذات الوقت الذي كان فيه " خصوم المشير السلال " يدركون جيدا أهدافهم , وماذا يريدون , في حال الرئيس "هادي" الوضع جد استثنائي فالرجل يواجه تناقضات داخلية لم يشهد لها اليمن مثيلا عبر تاريخه , لدرجة أن المتأمل للواقع اليمني بكل تداعياته يدرك أن اليمن تحولت إلى " فوهة بركان" يلقي بحممه في كل الاتجاهات ..نعم ما يجري في اليمن لم نقرأ مثله في كتب التاريخ , نعرف إننا تحاربنا وتمزقنا وتقاتلنا لكن كان كل طرف يدرك ما يريد , ويعرف لماذا يخاصم ويقاتل , اليوم الوضع مختلف , ونحن امام فنتازيا سفسطائية غير معهودة , ومطلوب من الرئيس التعامل معها وحل قضايا الوطن فيما كل الوطن مشغول ببعضه ويمشي تقريبا خارج رؤى وقناعات الرئيس ,الذي يجد ملاذه في الدعم الخارجي وهو دعم قال عنه الرئيس لم يأتي حبا في سواد عيوننا بل جاءا تعبيرا عن المكانة الاستراتيجية لليمن واهميتها بالنسبة لكل أطراف الدعم الخارجي ..
داخليا يواجه الرئيس تحديات جد خطيرة وجسيمة أبرزها تنافر حد التناحر في أوساط المجتمع بمختلف مكوناته , وإذا توقفنا لبرهة أمام تداعيات الخارطة السياسية والاجتماعية اليمنية حاليا , سنجد إن في إمكاننا _ مثلا_ تقسيم أطراف الصراع المجتمعي إلى " ثلاثة أطراف " رئيسية فاعلة هي " الشباب" وهم من يزعمون إنهم صناع " الثورة" ثم "الفعاليات السياسية والحزبية" وهي المنقسمة بين "مؤيدة لشباب الثورة" وتعمل في مجال استثمارها , وبين " متحفظ لمفهوم الثورة" ومؤيد لحقوق الشباب المطلبية , وبين هذا وذاك هناك " القبيلة " بإرثها اليمني وتراثها السلوكي في التعامل مع الدولة ومؤسساتها ودورها ..
بيد أن " الشباب " هو في الغالب من نشطاء " الأحزاب " التي بدورها , تنتمي للمسميات القبلية بصورة أو بأخرى بمعنى , أن الرئيس إذا توقف أمام مطالب الأحزاب مثلا وتفهمها وعمل على تحقيق الممكن منها , نجد الشباب ينكرون علاقتهم بالأحزاب وبالتالي يطالبوا بمشروعهم بعيدا عن الأحزاب , فإذا تفهم الرئيس مطالب الشباب اعترضت الأحزاب وأن تفاهم الرئيس مع الشباب والأحزاب نجد أنفسنا أمام كرت " القبيلة" ..؟!!
مع أن واقع الحال يقول أن "الشباب " هم كوادر " الأحزاب " والأحزاب هي التي تشكل المكون القبلي , هذا التناقض المثير للجدل والتساؤل حول الفلسفة التي يعمل بها هؤلاء في المسار الوطني تجعل أي رئيس في الكون عاجزا عن إدارة مجتمع يحمل كل هذه التناقضات الحافلة بقيم الكراهية وثقافة الإلغاء والإقصاء والتهميش , إذ نرى كل من يطالب بحقوقه لا مانع لديه من اعتساف حقوق غيره طالما حصل هو على مبتغاه , وهذا هو السلوك الانتهازي الذي تمارسه كل أطراف القوى الفاعلة في المجتمع والتي تقود خلفها القوى "الصامتة" دون توكيل منها بل أن صمت الغالبية الصامتة دوما سلاحا بيد القوى الفاعلة في المجتمع وان كانت انتهازية ..!!
الرئيس عبده ربه منصور هادي يواجه تحديات داخلية على مستوى الحزب الذي ينتمي إليه , ويواجه تمزق وتنافر وتناحر القوى الفاعلة في المجتمع , ويواجه النزعات والثارات القبلية بكل قيمها السلبية , وفوق هذا وذاك يواجه التناقضات الإقليمية بكل ملفاتها المشحونة بكل قيم الثأر السياسي والتنافس التاريخي وتناقض المصالح بين هذه القوى الإقليمية المتصارعة , في ذات الوقت هناك التنافس "المحوري" الدولي الذي يزداد سعيره في ظل غياب أمن واستقرار المجتمعات واليمن واحدة من هذه المجتمعات الذي يؤدي غياب استقرارها إلى جعلها محل ترقب وتنافس المحاور الدولية التي تدرك أهمية الموقع الجغرافي لليمن وبالتالي تسعى كل هذه الاطراف الإقليمية والدولية كل حسب أهدافه إلى أن يكون لكل طرف منهم مكانة على الخارطة في لحظة لم يتفق فيها أبناء اليمن أنفسهم على شكل خارطتهم أو على شكل مكوناتهم المجتمعية بل وصل الخلاف بين أبناء اليمن إلى " الهوية" التي صارت ولأول مرة في تاريخنا محل جدل بعد أن رأى بعضنا " أن الهوية اليمنية لا تعنيه" ..!!
في ظل هكذا ثقافة وسلوك مجتمعي متناحر يقف الرئيس عبده ربه منصور هادي بثقة واقتدار ليقول لكل ابناء شعبه بروح المسئولية أن من المهم التكاتف والتعاضد والاصطفاف لكي نخرج الوطن من هذه الشرنقة ويقول صادقا "أن اليمن أمام فرصة تاريخية لا تعوض لكي تنهض مما هي عليه اليوم " رئيس يواجه كل هذه التحديات والصعوبات السالفة الذكر ثم يتحدث أمام أبناء وطنه بثقة واقتدار ومصداقيه هو قطعا رئيس استثنائي قيضه الله لهذا الشعب في لحظة كدنا فيه نصل إلى مربع الانتحار الجمعي ..
إذا هل يدرك الشعب اليمني حقيقة هذا السلوك النخبوي والوجاهي العقيم لبعض القوى النخبوية والتقليدية التي تمارس أسوى وأبشع أنواع سياسة " جلد الذات الوطنية"..؟ ولمصلحة من ؟ ولماذا ..؟ تساؤلات يفترض أن نجد لها إجابات لكن الأهم من الإجابة عليها هو الإيمان والثقة بقدرة الرئيس عبده ربه هادي في الخروج باليمن من هذا المنعطف التاريخي الغير مسبوق , وهذا الخروج لن يكون سهلا ما لم نؤمن ونثق بقيادة الرجل وبحكمته ونعمل فعلا على الاصطفاف حوله قولا وفعلا بعيدا عن الحيل السياسي وقيم الابتزاز , وكذا بعيدا عن ثقافة الاستقوى بكل اشكالها الخارجية والداخلية , علينا أن ندرك أن قبول الرئيس عبده ربه منصور هادي بتحمل المسئولية في ظل هذا الوضع بكل مخرجاته , هو أكبر انجاز يحسب للرجل الذي بقبوله أثبت حقيقته حبه واخلاصه لليمن ولشعبها , كما أثبت عظمته وحقيقة زعامته لان الزعامة لا توهب ولكنها تتشكل وتصنع رموزها من بين تداعيات الأحداث ..
  • تعليقات الموقع
  • تعليقات الفيس بوك
عذراً خاصية التعليقات مغلقة حالياً
Item Reviewed: اليمن بقيادة الرئيس " هادي".. Rating: 5 Reviewed By: وكالة السبئي للانباء-سـام
عذراً خاصية التعليقات مغلقة حالياً