9 يناير 2013
ها نحن أصبحنا في عام جديد والشعب اليمني لازال في ساحات الحرية والثورة والنظام لم يتغير وهناك أطراف خارجية تحركت في تخدير الثورة بتقديم المبادرات التي حافظت على النظام .. واكتفت بتغيير شكلي لا اقل ولا أكثر من شأنه إقناع الشعب اليمني بهذا التغيير والحد من أهداف الثورة الشعبية التي خرجت في مطلع 2011م تطالب بإسقاط النظام والمنظومة الفاسدة التي حكمت اليمن على مدى عقود من الزمن .. ومارست الظلم والقمع والتسلط والنهب لثروة الشعب ومقدراته وشنت الحروب على أبناء الجنوب في صيف 94 م ..
وكذلك الحروب الست في المحافظات الشمالية فاقترفوا أبشع الجرائم والقتل بحق أبناء هذه المحافظات في حروب عبثية لا مبرر لها سوى تحقيق أهداف الخارج التي ترمي إلى إبادة أبناء الشعب اليمني لتطويعه بتقبل المحتل الأمريكي .. وهذا ما بدا واضحا هذه الأيام بالترحيب من قبل النظام بالمحتل الأمريكي والسماح له بقتل اليمنيين عبر طائرات بدون طيار وفتحوا الباب بمصراعيه لمحتل يعمل ما يريد ..
حيث يتحرك السفير الأمريكي وكأنه الحاكم الفعلي للبلد وهناك من يهيئ له هذا ويشرعن تحركاته حيث أصبح إعلام الإصلاح يدافع عن هذه التحركات ويقدمها وكأنها في مصلحة اليمن .. ويحذرون في المقابل من التدخلات الإيرانية التي لا وجود لها في تظليل إعلامي رهيب من شأنه التغطية على المستعمر الأمريكي حتى يستحكم بالبلد ويبني قواعده العسكرية ويحول العاصمة صنعاء إلى ثكنة عسكرية ومن ثم الشعب يتفاجئ بوجود الأمريكيين الذي لم يعد يخفى على احد .. وبعد أن استحكم السفير الأمريكي قبضته على البلد وبات يصدر التوجيهات والأوامر وأصبحت الطائرات الأمريكية الاستطلاعية وبدون طيار تجوب سماء المدن اليمنية وتنفذ غارات جوية تقتل اليمنيين نهارا جهارا بمباركة شقي النظام .. وكذلك تدفق الآلاف من الجنود الأمريكيين مدججين بالأسلحة وبالفرقاطات وحاملات الطائرات والسفن الحربية ليسيطروا على شواطئنا البحرية والجزر وعلى باب المندب وتحويلها إلى مناطق عسكرية أمريكية ..
وفي إطار هذا كله يشرع الحاكم الفعلي للبلد جيرالد فاير ستاين في هيكلة الجيش بعد أن وصل فريق أمريكي متخصص في هذا المجال وهذا كان في العلن وتناولت هذه الأخبار وسائل الإعلام المحلية والعالمية لتحويل المؤسسة العسكرية اليمنية قوة رادعة بيد السفير يقمع بها من يرفض التدخلات الأمريكية ويرفض الاستعمار أو من يطالب باستمرار الثورة حتى تحقيق أهدافها في ظنهم أن الفعل الثوري بات راكدا ولا قلق منه .. وفي أثناء العمل الثوري وقبل نهاية عام واستقبال أخر قامت مسيرة طلابية في جامعة صنعاء طالبت بإخراج العسكر من الجامعة وفي أثناء المسيرة تم الاعتداء على الطلاب والمتظاهرين من قبل الفرقة الأولى مدرع وكذلكتحركت مسيرة الحياة الثانية التي انطلقت من تعز وصولا إلى صنعاء حيث أن هذه المسيرة ستعيد إلى الثورة الشعبية جذوتها من جديد ورونقها الجميل بعد أن حاول الأعداء إطفاءها وبعد حصار لمسيرة الحياة الثانية لمدة يومين قام النظام بالاعتداء على الثوار وانهال عليهم بالضرب وإطلاق الأعيرة النارية وإخراج المدرعات في أوساط الثوار كما قامت قوات النظام بإطلاق الغازات على شباب الثورة مما أدى إلى حالات اختناق وأصيب العديد من الثوار وهذا ما يثبت أن كل القرارات التي تتخذ بشأن الهيكلة للجيش ليست إلا شكليه ليس إلا .. وان النافذين في النظام والمجرمين لازالوا يقتلون ويقمعون أبناء الشعب ويمارسون الظلم والتسلط وهذا ما يدفع بالشعب اليمني أن يستمر في الثورة الشعبية حتى إسقاط النظام وتحقيق أهدافها وتقديم هؤلاء المجرمين والقتلة إلى المحاكمة لينالوا جزائهم وما اقترفته أياديهم بحق أبناء الشعب اليمني في الشمال والجنوب..
وكذلك من تلطخت أياديهم بدماء شباب الثورة ومن قاد الحروب الست في صعدة والجنوب ومن ساهم بالفتاوى والدفع بالجهاد السياسي في تلك الحروب الظالمة والغير مبررة .. فالنظام بشقيه هم من أقحموا الشعب اليمني في أتون هذه الحروب وفي خلال هذه الثورة الشعبية رأينا أطراف النظام وأركانه المجرمون يسارعون من التخلص من الماضي المرير ويقدم طرف انه شريف ولا له دخل فيما حصل من سابق ويحمل الطرف الآخر وفي الواقع هم شيء واحد حتى لو أعلنوا تأييدهم للثورة .. فالشعب اليمني لن ينسى تلك المآسي والظلم والتجبر وسيطالب بمجازاتهم مهما كان ولن يتنازل قيد أنمله من الظلم والقتل الذي حصل بحقهم ..
فمسيرة الحياة الثانية زرعت الأمل وأكدت أن الثورة الشعبية لازالت قائمة فهي قدمت رسالة لكل من يتآمر على الثورة مفادها انه مهما تأمرتم على الثورة الشعبية لإفشالها واحراف مسارها وحافظتم على النظام الذي خرج الشعب اليمني للمطالبة بإسقاطه فأنكم لن تستطيعوا إرغام الشعب اليمني على تقبل المحتل وإجباره ترك المطالبة بإسقاط النظام وإسقاط المشاريع الاستعمارية لان إرادة الشعوب فوق كل الإرادات .. لا سيما وهي تتحرك من منطلق قرآني بحت يمنع الاختراق ويرفض الظلم والاستعمار وبهذا ستنهار مؤامراتكم وأمانيكم التي تمنيتموها لان الشعب اليمني عبر التاريخ عصي على كل المستعمرين والطغاة ..
ورغم هذه المؤامرات والتكالب إلا أن الشعب اليمني لازال في الساحات يطالب بإسقاط النظام وإسقاط الاستعمار الأمريكي ولن يرجع من الساحات حتى تحقيق هذه الأهداف مهما كانت التكاليف وحجم المؤامرات وبإذن الله سينتصر الشعب ويحصل على الحرية ومن ثم يبني دولته المدنية التي تسع الجميع دون تمييز عنصري أو طائفي أو عرقي وبهذا تكون اليمن في خير وعافية ..
اقرأ ايضاً الخبر التالي
- تعليقات الموقع
- تعليقات الفيس بوك
عذراً خاصية التعليقات مغلقة حالياً
Item Reviewed: عام جديد والثورة في اليمن مستمرة
Rating: 5
Reviewed By: وكالة السبئي للانباء-سـام
عذراً خاصية التعليقات مغلقة حالياً