السبئي-خاص- بقلم / علي القحوم: اطل الدكتور بشار الأسد على الجماهير السورية في خطاب تاريخي حدد فيه مستقبل سوريا وكشف النقاب عن المؤامرة التي تواجهها منذ ما يقارب العامين .. حيث تحدث من اطر وطنية وقومية وعربية وإسلامية وقدم خلال خطابة مبادرة لإخراج سوريا من براثن المؤامرات والفتن التي أرادت أمريكا أن تشعلها في ذلك البلد الذي لن ولم يكن يوما يخضع لأمريكا وإسرائيل ودول الاستكبار ..
كما أن الرئيس بشار الأسد يؤكد في أول خطاب له منذ عدة شهور أن الأحداث الجارية في بلاده هي صراع بين الشعب وبين أعداء الشعب تقودها مجموعات من القتلة والمجرمين من المستأجرين والمؤدلجين الذين ينفذون المؤامرات الأمريكية التي رسمت لهم وحدد أدوارهم فيها واختير بعناية ممثليها .. وكذلك تبادل الأدوار بين من يدفع المجموعات السلفية والوهابية من ليبيا وتونس واليمن والسعودية وأفغانستان ومصر ولبنان والعراق حتى من بلدان غربية وبين الأنظمة والأدوات القذرة التابعة لأمريكا التي تهيئ لهم المعسكرات وتجهز لهم السفريات والتنقل إلى سوريا ليكونوا وقودا لهذه الحرب الأمريكية ..
وكذلك طرح بشار الأسد ملامح الخطة لحل الأزمة في سوريا تبدأ بوقف العمليات العسكرية وتنتهي بانتخابات برلمانية .. مؤكدا مواصلة الحرب على الإرهاب الأمريكي محددا شرطا أول لهذه المبادرة هو وقف التمويل والتسليح ووقف التحريض والتدفق عبر الحدود وآليات للتحقق من كل ذلك يرافقها وقف القتال وبقاء القوات المسلحة النظامية بحال الدفاع وبعد هذه المرحلة تقوم الحكومة الحالية بإدارة حوار للوصول على دستور جديد يطرح للاستفتاءتليه انتخابات برلمانية وحكومة جديدة وعفو عام ومصالحة وطنية شاملة ..
الجدير ذكره الرئيس بشار الأسد بدا قويا في خطابة لا تهزه الرعود ولا يخشى كيد المتآمرين واثقا بالله وبالشعب السوري وبقدرات وبخبرات الجيش العربي السوري الذي اثبت في هذه الحرب الكونية انه جيش قوي لا تنخره نوع من هذه الحروب ولا تضعف عزيمته .. كما أن الحكمة التي تمتلكها القيادة السورية في التعامل مع مثل هذه المؤامرات والحروب التي فعلا هزت دول عظماء كالاتحاد السوفيتي وغيرها من الدول التي هوت أمام نوع من هذه الحروب "حرب العصابات " حرب الاستنزاف ..
وفي نفس الوقت تحدى الرئيس الأسد أعداء سوريا وخصومها بشعاراتهم التي دائما يتحدثون عنها ويتغنون بها كالديمقراطية وان الشعب السوري يريد التغيير ويقول لهم .. هنا تعالوا لنحتكم إلى صناديق الاقتراع أن كان لكم قاعدة شعبية تأيد إجرامكم وإرهابكم الأمريكي فلنحتكم للصندوق أفضل من تدمير سوريا لكن هذا غير واقعي فكيف بأجير ومستورد يطالب بالتغيير ..
كما أكد الرئيس الأسد " أن الطرح حول الحل الأمني في سوريا غير صحيح ولم يصرح أي مسؤول في الدولة بأننا اخترنا الحل الأمني، ولكن لا يوجد شريك، ومع من نتحاور مع أصحاب فكر متطرف أم نحاور دمى صنعها الغرب وكتب لها أدوارها، وعندها نحاور من صنعها "
وبالتالي أرسل الرئيس بشار الأسد في خطابة رسائل سياسية قوية وشديدة اللهجة إلى الدول الغربية والأدوات العربية التي تتآمر على سوريا أننا هنا جاهزون وحاضرون للمواجه فلن نتنازل عن كرامتنا ولن نسمح أن تتحول سوريا إلى بلد يقبل الأعداء ويرحب بهم ولن نقبل بما تفرضه أمريكا على الشعب السوري مهما كانت التضحيات .. فسوريا دفعت فاتورة وقوفها مع القضية الفلسطينية ومع المقاومة الإسلامية في لبنان وبقية البلدان العربية في حين تخاذل الكثيرون وسارعوا في التآمر على فلسطين والقضايا العربية جنبا إلى جنب مع إسرائيل وأمريكا فيما سوريا لم ترضخ قط لا لأمريكا ولا لإسرائيل ولازالت مواقفها عربية ترفع الرأس ويفتخر بها كل عربي ..
فعند متابعتي للخطاب التاريخي الذي قدمه الدكتور بشار الأسد شعرت بالفخر والاعتزاز والعروبة وعرفت انه لازال لدينا زعماء يقولون لأمريكا لا في وقت تغطت فيه الذلة والارتهان لكن بشار الأسد كان عربيا بما تعنيه الكلمة قولا وفعلا وأدركت بان هذا الرجل عربي أصيل لم يتنازل أو تهتز له شعره ممن يقودون الحرب الكونية على سوريا .. واثبت عروبة وأصالته وحكمته وشجاعته في قيادة سوريا حكومة وشعبا وبهذا تحطمت وخابت آمال المتآمرين فتوعدوا وتوعدوا وكررت وعودهم لحسم المعركة في صالحهم .. لكن كان أمامهم رجلا شجاعا وحكيما وعربيا تفوح منه روح العربية وعزة الإسلام استطاع أن يجتاز ببلده وشعبه خطوات كبيرة إلى بر الأمان يردف هذا القائد المحنك شعبا واعيا يدرك كل مخاطر الاستعمار ويرفضها .. وكذلك يردفه جيشا قويا يستطيع أن يناور ويحسم المعارك ويتعامل بتقنية وخبره مع حرب العصابات والاستنزاف ويسطر أعظم البطولات والملاحم الذي سيسجلها التاريخ جيلا بعد جيل فشكر سوريا قيادتا وشعبا وحكومتا وجيشا وحفظ الله سوريا من التمزق والانقسام ..