السبئي-
بيروت-
أكد الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله أن من يتحملون مسؤولية استمرار معاناة الشعب السوري ونزف الدم في سورية هم الذين يمنعون ويعطلون وجود أي حوار أو حل سياسي وقال "إن من يتحمل مسؤولية كل ذلك هو الذي يعيق ويمنع السوريين من الذهاب إلى حوار وتسوية سياسية سواء كان داخل سورية أو على مستوى دول الإقليم أو المجتمع الدولي".
وأضاف نصر الله في كلمة له اليوم إن "هؤلاء لا يفكرون إلا بمشاريعهم ومصالحهم ولديهم تقديرات خاطئة وكل المعطيات تؤكد أن هذه المعركة اذا استمرت فيها الخيارات العسكرية فستكون طويلة ودامية ومدمرة" مشددا على أن هناك أفقا مفتوحا للحل السياسي ولكن "الظالمين والمجرمين هم من يعطلونه".
ودعا الأمين العام لحزب الله الدولة والحكومة اللبنانية "إلى تطوير موقفها السياسي بما لا يتنافى مع مسألة النأي بالنفس فهي معنية اليوم بأن تقول للأمريكيين والأوربيين وللأمم المتحدة والجامعة العربية إنكم تحملون لبنان مالا يطيق اقتصاديا واجتماعيا وامنيا وسياسيا ويجب أن يكون هناك حركة سياسية جادة باتجاه الضغط او المساعدة إلى جانب كل أولئك الذين يضغطون من أجل أن يكون في سورية حل وحوار سياسي".
وقال نصر الله "نحن ندعو إلى التعاطي مع قضية النازحين السوريين في لبنان من زاوية إنسانية بحتة وعدم تسييس هذا الملف لا من قريب ولا من بعيد" معتبرا أن الحل الحقيقي لملف النازحين ليس بإغلاق الحدود بل بمعالجة السبب والعمل من أجل حل الأزمة في سورية سياسيا.
وبِشأن ملف المختطفين اللبنانيين في سورية أكد نصر الله أن الدول التي تؤثر على الخاطفين هي التي تمول وتسلح وتفتح الحدود مع سورية وقال "بعبارة واضحة هناك ثلاث دول مؤثرة وقادرة على حسم هذا الملف وهي تركيا والسعودية وقطر وإن لبنان عضو في الجامعة العربية ومنظمة التعاون الإسلامي ولديه علاقاته ويجب استغلالها بهذا الشأن".
وأوضح نصر الله أن هذا الملف يتم استغلاله بشكل سيئ أخلاقياً وسياسياً وإعلامياً بهدف التحريض على دول وقوى سياسية وإحداث شروخ في المجتمع اللبناني داعيا الدولة اللبنانية إلى التحرك بشكل جدي وحقيقي وتحمل مسؤولياتها تجاه مواطنيها لإنهاء هذا الملف معتبرا في السياق ذاته "ان حركة الدولة وليس الحكومة فقط في هذا الملف غير مقنعة ولا مرضية إذ يجب التفاوض مباشرة مع الخاطفين وأن تبذل الحكومة اللبنانية جهدا خاصا تجاه الدول المؤثرة على الخاطفين".
ودعا نصر الله كل اللبنانيين وتحديدا في الشمال إلى الصبر والثبات والهدوء وعدم التأثر بالاستفزازات أو الانجرار إلى أي تصادم والإصرار على التمسك بالعيش الواحد والتواصل لمحاصرة أي مسعى للفتنة وتنفيس أي احتقان يمنع أي تراكم يمكن أن يؤدي إلى نتائج خطيرة للحفاظ على لبنان وسلمه الأهلي محذرا من أن مشروع التقسيم الذي يستهدف المنطقة في السنوات الأخيرة يقوم على تفتيتها إلى دويلات صغيرة على أساس طائفي أو مذهبي أو عرقي أو جهوي وقال "حتى انهم يريدون تقسيم كل دولة شمالا وجنوبا وشرقا وغربا".
وأكد الامين العام لحزب الله رفض حزبه القاطع لأي شكل من أشكال التقسيم أو دعوات للانفصال والتجزئة في أي دولة عربية أو إسلامية وقال "إننا ندعو بكل تأكيد وإصرار إلى الحفاظ على وحدة كل بلد مهما غلت التضحيات وكانت الصعوبات والمظالم والمطالب محقة.. والتقسيم يهدد اليوم عدة بلدان عربية من اليمن إلى العراق التي يعاد فيها إحياء الفتنة الطائفية وإلى سورية المهددة أكثر من أي وقت مضى ومصر وليبيا وحتى السعودية وغيرهم" مشددا على ضرورة مواجهة مشاريع ومخططات التقسيم هذه.
وأوضح نصر الله أن على كل شعوب المنطقة التفاهم والحوار داخل بلدانهم لإدارة شؤونهم تحت سقف وحدة البلد وعدم الاندفاع إلى التجزئة والتقسيم وقال "إننا في لبنان نؤكد أكثر من أي زمن مضى تمسكنا بوحدة لبنان وطنا وأرضا وشعبا ودولة ومؤسسات وإذا بانت من هنا أو هناك مشاريع دويلات أو إمارات فعلى اللبنانيين جميعا رفضها" مبينا أن لبنان يتأثر بما يجري حوله وخصوصا ما يجري في سورية بسبب وضعها الداخلي والحدود والتواصل الجغرافي والأهلي والشعبي والتاريخي بين البلدين وشعبهما.
وقال نصر الله.. "منذ الأيام الأولى كان في لبنان نهجان للتعاطي مع الازمة في سورية الاول يقول دعونا كلبنانيين نختلف في موضوع سورية وهنا لا مشكلة فلكل رأيه وقناعاته وقراءته وموقفه الذي يعبر عنه بأشكال ووسائل مختلفة ولكن تعالوا لا نتقاتل في لبنان ولا ننقل القتال إليه.. أما النهج الثاني فهو الذي كان يريد منذ اليوم الأول ومازال يحاول إلى الآن نقل القتال الى لبنان وهناك بعض الساحات تأثرت بهذا النهج واذا عجز عن نقل القتال إلى هذه الساحات يهدد بالقتال في وقت قريب بناء على رؤية أو استنتاجات لها علاقة بخواتم الأمور في سورية.. فهذا توجه خاطئ ومنذ البداية كنا مع النهج الأول".
وشدد نصر الله على أن الأسلوب الخاطئ الذي يتبعه القتلة ومرتكبو المجازر لن يجدي نفعا وسيؤدي إلى المزيد من القناعة والتمسك والرسوخ في المسار ولن يبدل فكر أو قناعة أحد متسائلا "ماذا يعني أن نشهد وخصوصا في العام الأخير تفجيرات لكنائس في أكثر من بلد إسلامي وعربي أو ذبحاً لمسيحيين في كنائس بحجة أنه من الممنوع عليهم إحياء أعياد الميلاد أو رأس السنة مع أن هذا الأمر يندرج في إطار إحياء الشعائر التي احترمها الإسلام طوال التاريخ" مبينا أن هؤلاء القتلة والإرهابيين يبتدعون ديناً جديدا بفرضهم تفاصيل فكرهم المتطرف من ذبح وقتل ومجازر وتفجيرات.
وأضاف نصر الله "إننا نعيش في لبنان والمنطقة واحدة من أهم وأخطر المراحل وأكثرها حساسية فالذي يسيطر على مناخ المنطقة عموما هو أجواء الفتن والضغائن والأحقاد وخاصة مع ما يسمع على بعض المنابر والفضائيات والبرامج الحوارية" داعيا إلى وجوب أن يكون الإنسان في هذه المرحلة أكثر هدوءا واستماعا ودقة وتحملا للمسؤولية فالمرحلة حساسة وتختلط فيها الأمور بشكل كبير.
عون: سورية لن تسقط في المشروع الذي أعدته أميركا وإسرائيل
إلى ذلك أكد رئيس تكتل التغيير والاصلاح النيابي النائب اللبناني ميشال عون أن سورية لن تسقط في المشروع الذي أعدته الولايات المتحدة وإسرائيل لافتا إلى أن حل الأزمة فيها لا يكون إلا بالحوار بين الحكومة والمعارضة.
واشار النائب عون في مؤتمر صحفي عقده بعد ترؤسه بعد ظهر اليوم الاجتماع الأسبوعي للتكتل إلى أن ما تشهده سورية من أحداث كان من نسج الإدارة الأميركية التي اختارت هذا البلد لكي يكون ميدان الصراع لضرب نفوذ روسيا في المنطقة ولإبعاد سورية عن إيران ولبنان ولإضعاف الجميع.
ودعا الدول العربية والغربية التي تدعم المعارضة إلى وقف القتال وحملها على الموافقة على الحوار لأن الوضع في سورية لن ينتهي إذا لم يكن هناك نية بالجلوس سويا معتبرا ان الغاية مما يحدث في سورية ليست الاصلاح.
وقال عون "إننا منذ بدء قضية الأحداث في سورية طالبنا الحكومة اللبنانية الالتزام بالمواثيق بين البلدين بالاضافة إلى ميثاق الدول العربية الذي لم تحترمه الدول العربية تجاه سورية".
وأضاف عون" إن رأينا كان وما يزال هو ضرورة البدء بالحوار بين المعارضة والحكم في سورية للوصول إلى حل لأن الجرائم ليست مرتكبة من النظام وقلنا منذ أول يوم ان الحكومة في سورية لن تسقط".