بنصر سورية المؤزر وهذا أكيد وحتمي ومنطقي فليس أمام سورية غير خيار النصر ,لان نصر سورية يعني نصر الأمة العربية بقيمها وتراثها وعقائدها وحضاراتها , وتلك القيم العربية الأصيلة تتجسد اليوم في دور ومواقف وخطاب وسلوك سورية القائد والشعب والمؤسسات , فما يقوم به الجيش العربي السوري والقيادة العربية القومية في سورية والشعب العربي السوري الأصيل الذي يبقى هو الشعب العربي الوحيد الذي تتجسد فيه كل قيم العروبة وأصالتها واخلاقياتها , وهو لكل هذه العوامل سينتصر على هذه المؤامرة التي لا تقف في نطاق دوافعها وأسبابها وأطرافها وأدواتها , بل تحمل هذه المؤامرة التي تواجه سورية الإرض والإنسان والدور وكل المقومات الحضارية والتاريخية والجغرافية مفاهيم وتعقيدات مركبة مفضوحة تجعل النصر حليف أولئك الذين يتمسكون بمفاهيم وقيم ومفردات أخلاقية لا يجدها الطرف المسير الذي تحركه محاور الغدر والخيانة والتأمر وبثمن مهما كان مغريا فأنه لا يساوى بعضا من عرق الابتذال الذي يتساقط من تلك الوجوه الكالحة التي لم يعد لديها حتى بقايا من شعور بالهوية والانتماء ..
سورية دولة وشعب وقيادة ومؤسسات ليست هي من تستحق هذا المؤامرة وكل هذا الغدر السافر والمجرد من المبررات والاسباب , وليست سورية هي التي تستحق حراب الغدر تنغرز في خاصرتها من قبل أشباه الرجال سوى الذين ينتمون زورا إليها وكانوا بمثابة حصان طروادة لا عدائها , أو من قبل أولئك العربان الذين بلغوا أدنى درجات الانحطاط وهم يكرمون أدوات الغدر والخيانة ويعطون لجرائمهم من الاسباب المقذعة والحقيرة ما لا يقوى على تحملها عقل عاقل يحترم ..!!
على مدى قرابة العامين قيل في الخطاب التأمري ما لم يقال في كل صراعات تاريخنا العربي الإسلامي , وأنفقت أموال , لم تنفق في كل حروب العرب مع العدو الصهيوني , وابتذل المتآمرون على سورية حتى لم يتركوا مفردة في قواميس الابتذال إلا واستخدموها وسعوا لتوظيفها عليها تبيض ولوا جزءا من وجوههم القاتمة بسواد الغدر والخيانة والخزي والانحطاط .. لا فرق في هذا بين أقنان السياسية واقنان الدين وأولئك الذين ينشطون لخدمة أجهزة الاستخبارات الصهيونية تحديدا فهي الجهة الوحيدة المستفيدة مما يجري في سورية ولسورية وشعبها وقدراتها , ومع ذلك تبقى المقدمات تدل على النتائج , ومقدمات المؤامرة على سورية حملت معها بذور فنائها , ومن كان وقود المؤامرة وأدواتها يدفعون ثمنا تستأسده أطراف مولت المؤامرة وتدفع لديمومتها رغبة منها بالتخلص من أدران جماعات شكلت عبئ عليها ومثل وجودها حالة قلق دائم لمحاور وجدت في المؤامرة على سورية فرصة للتخلص من اذناب ومرتزقة كان وجودهم وبقائهم هاجس مزعج لمن صنعهم ذات يوم ليواجه بهم (السوفييت) في افغانستان , غير أن السحر أنقلب على الساحر , بدليل أن تنظيم (القاعدة) في جزيرة العرب الذي ولد من رحم الاجهزة الاستخبارية السعودية الأمريكية والذي ارتبط بعلاقة استخبارية مع واشنطن والرياض لفترة غير قصيرة في اليمن وخارج اليمن , هذا التنظيم الذي توصل لتفاهم مع واشنطن والرياض في بداية انطلاق المؤامرة على سورية وعن طريق بعض الرموز العسكرية والقبلية وكذا جماعة الإخوان المسلمين في اليمن وهو التفاهم الذي عمل حالة من هدنة على الساحتين اليمنية والسعودية ليتفرغ كوادر هذا المسمى الإرهابي للقتال في سورية وتم فتح معسكرات له في اليمن ونشطت شركات الطيران الناقلة وخاصة (التركية ) ثم ( الاردنية) كما نشطت جماعة الإخوان في اليمن ومعها دعم شخصيات عسكرية وقبلية التي قدمت التسهيلات اللوجستية والمباركة فيما قدمت مخابرات آل سعود مبالغ مالية مهولة ليرتفع ثمن ( الإرهابي) إلى (عشرة ألف دولار) ,في ذات الوقت الذي راحت قيادات الإخوان تذرع اليمن طولا وعرضا لتجنيد الشباب وإقناعهم بشرعية الجهاد هذا بعد سلسلة (فتاوى) صدرت عن علماء وفقهاء الإخوان وآل سعود اعتبرت الجهاد في سورية ( فرض عين وذو أولوية على أي جهاد بما في ذلك جهاد الصهاينة) .؟!!
بيد إنه وبقدر ذكاء صناع المؤامرة كان ذكاء قادة القاعدة الذين وجدوا أنفسهم وأقصد بالقاعدة ( النخبويين) مستهدفين من طائرة أمريكا وبموافقة شخصيات ورموز عسكرية وقبلية وأمنية في اليمن حاضنة لهم لكنها وجدت نفسها غير قادرة على احكام سيطرتها على هؤلاء البعض فكان أن سلمت رقابهم لواشنطن مقابل الإيقاء على قيادة وسطية وقاعدية وهم الذين ينظرون بكثير من الرهبة لهذه الرموز ولم يخالفوا لها رأي ..
أن سورية لم تكون سوى محرقة وجدها صناع المؤامرة للتخلص من عناصر تشكل لهم حالة قلق دائم , في ذات الوقت الرغبة في استئنزاف قدرات وإمكانيات الجيش العربي السوري , وهي محاولة احتوى رخيصة لان الجيش العربي السوري والمؤسسات السورية كانت مدركة للمخطط التأمري من حيث دوافعه وأهدافه وغاياته ولهذا كان التعامل من قبل الجيش والمؤسسات الأمنية في سورية مع هذه الفلول الإجرامية تعامل احترافي غير مسبوق به من قبل أي جيش في العالم بما في ذلك الجيشين السوفيتي والأمريكي وهذا شكل أول رادع لحماس العصابات المتطرفة كما شكل حالة إحباط ويأس لصناع المؤامرة سوى في الخليج أو في تركيا وأمريكا وفرنسا وبريطانيا وحتى في الكيان (الصهيوني) لتأخذ المؤامرة مسار إعلامي تظليلي حاقد وكاذب ومزيف ومكشوف , ومع حدودية القدرات والإمكانيات للإعلام العربي السوري إلا أنه استطاع أن يقدم دور يتماهى مع منظومة القيم والمشاعر الوطنية التي تستوطن أفراده ومكوناته وعشقهم لوطنهم , وهذا ساهم في خلق وعي جمعي على الصعيدين الوطني السوري والقومي , لا بل امتد أثر الإعلام العربي السوري المقاوم إلى خارج نطاق الجغرفيتين الوطنية والقومية , وهذا فعل ضاعف من شعور المتأمرين بالإحباط الذين قدموا خلال شهور مؤامراتهم تقريبا كل ما لديهم من خطط وسيناريوهات سرية وعلنية ولم يجدوا في الاخير غير أن يذهبوا للمساومة ومحاولة الضغط على روسيا والصين والتراخي أمام إيران ربما , غير أن الرد الإيراني الواضح أمام كل مسودة سيناريوا جديد شكل بدوره عامل ردع , لتبقى مطرقة التأمر تهوي على رأس روسيا علها تعدل موقفها بما يحفظ ماء الوجه خاصة لواشنطن التي تدرك يقينا أنها تورطت بسبب ثقتها بمعلومات ( أنقره _ الدوحة_ الرياض) وبعض الأطراف المتعاونة إقليميا فكان سوء التقدير الاستخباري بمثابة صفعة وجهت لواشنطن التي لا تحتمل مثل هذه الصفعات وفي هذا الوقت بالذات , لذلك تلقى اليوم واشنطن بكل ثقلها على روسيا بحثا عن مخرج آمن في ذات الوقت الذي تستحضر فيه روسيا ذكريات جيشها في أفغانستان الذي دفع ثمنا غاليا في مواجهة الحرب المفتوحة التي شنتها واشنطن عبر العصابات الإرهابية ومحترفي القتل والإجرام وبتمويل ذات الجهات العربية التي تمول المؤامرة ضد سورية ..
قد يقول قائل ذاك زمان وراح وأقول أني شخصيا أتذكر مأساة الغواصة الروسية التي غرقت قبل بضعة سنيين وعليها قرابة 280 بحارا تقريبا , ولم يكون غرقها طبيعي بل كان بفعل ضربها بطوربيد بحري بريطاني _ أمريكي مشترك ولم يصرح الروس حينها بالحقيقة بل كتموا أمرهم واستعدوا وتجد روسيا اليوم نفسها في موقف القوى الواثق الذي لا يوظف قوته لتحقيق مصالح عابرة بل لكسب أهداف استراتيجية هي أبعد بكثير من تلك التي تراها واشنطن في سياقات الفعل والدور الروسي وما يشتبك فيه من تفاعل سوري _إيراني _صيني, ويمتد لمحاور أخرى بعيدة ..
وأن كانت واشنطن تعمل كل ما تعمله بحثا عن مفردة معقدة وشبه مستحيلة وهي ( أمن الكيان الصهيوني) فأنها بهذا الفعل توغل في سياسة الانحطاط كون أمن حليفها (الصهيوني) لا يتحقق بتدمير سورية بل بقوة سورية أن كانت القضية متصلة بأمن يقوم أساس العدل الكامل والغير منقوص , لكن أمن أحادي فأن الصهاينة يكونوا (شاطرين) لوا أمنوا فقط حزب الله في جنوب لبنان وهو الذي جرعهم أولى هزائمهم التاريخية التي شكلت بداية لأفولهم واندثارهم وبالتالي فأن واشنطن المرتبكة بفعل عملائها واتباعها الذين قادوها في لحظة غياب وعي استراتيجي إلى هذا المسار هي من ستدفع بنهاية المطاف ثمن ( لفظ الدب الروسي رذاذ الجليد من على جلده) ناهيكم لوا تحرك ..!!
النصر لسورية والمجد لها ولقائدها وشعبها .. وللموضوع تتمة