السبئي نت -
دمشق-سانا
أكد وزير الإعلام عمران الزعبي " أن اجتماع الدوحة هو محاولة لإعادة إحياء مجلس اسطنبول الذي توفى إكلينيكيا تحت مسمى جديد حيث كرر فى بيانه كل دعوات مجلس اسطنبول للتدخل الأجنبي في سورية ورفض الحوار ليعطي بذلك صورة أخرى لمعارضة تتآمر على سورية بتركيبة جديدة تترافق مع بروبغندا إعلامية في محاولة بائسة ويائسة لاحباط مشاعر ومعنويات السوريين المتمسكين بوطنهم وسيادة قرارهم".
وقال وزير الإعلام في كلمة له اليوم في حفل تأبين الإعلامي الشهيد مايا ناصر مراسل برس تي في الذي استهدفه الإرهابيون في تفجير مبنى رئاسة هيئة الأركان إن "ما جرى في اجتماع الدوحة وما صدر عنه هو هذيان سياسي حيث عملت قطر وتركيا على إعادة ما كان قبل عدة أشهر" مشيرا إلى "أن المسألة لا ينظر إليها من زاوية المكونات السياسية التي تضمنها ائتلاف الدوحة وإنما من الزاوية الوطنية والموقف من أعمال الإرهاب والقتل والعنف والسلاح والمس بالسيادة الوطنية والتنوع والوحدة الوطنية".
وأضاف الوزير الزعبي "أن مجلس الدوحة سيلقى نفس تعاملنا مع مجلس اسطنبول وان القيادة والدولة السورية مصرة على مبدأ الحوار الذى يجب أن يدور بين القوى السياسية وممثلي المجتمع السوري بكل أطيافه لتكون أي حكومة فيما بعد ملزمة بنتائج هذا الحوار بعد أن يعرض على الرأي العام ويقول فيه كلمته".
وأشار وزير الإعلام إلى أن الشهداء هم ثمن الانتصار الذى تعيشه سورية سواء من شهداء الإعلام أو من أبطال جيشنا وقواتنا المسلحة أمام عدوان لم تشهد مثله في تاريخها القريب أو البعيد كما لم تشهد المنطقة عدوانا بهذا الحجم.
وأشار الوزير الزعبي إلى أن المتآمرين على سورية يحاولون إطالة أمد العدوان في محاولة لاستنزاف قدرات الدولة والوطن على كل المستويات الاقتصادية والعلمية والخبرات والكوادر والعقول مؤكدا أن كل ذلك سيدفع السوريين إلى زيادة التلاحم الوطني والالتفاف حول علمهم الوطني وقيادتهم وتعزيز الجبهة الداخلية والتمسك بالثوابت.
ونوه الوزير الزعبي بالإعلام السوري وكوادره الوطنية وما بذله الإعلاميون من بسالة وشجاعة في مواجهة الإرهابيين موضحا أن "فرسان وفارسات الإعلام الذين اختطفوا أو استشهدوا أو الذين مازالوا على رأس عملهم هم كوادر مهمة وعظيمة نفخر بها ونحترمها بكل معاني الاحترام وفي مقدمتها الشهداء الإعلاميون وأي تكريم وتقدير سيكون قاصرا امام تضحياتهم".
وجدد الوزير الزعبي التأكيد على أن الإعلام الوطني سيبقى حاضرا في معركة المواجهة مع أعداء الداخل والخارج على حد سواء منوها بالإعلام الوطني في إعلاء كلمة الحق وجلاء الحقيقة دفاعا عن سورية في وجه الحرب التي تتعرض لها.
وتوجه الوزير الزعبي في كلمته باسم وزارة الإعلام وكل الإعلاميين في المؤسسات الرسمية والخاصة إلى ذوي الشهيد بالتهنئة على اعتبار أن الشهادة عرس والشهيد عريس في ثقافة وهوية السوريين.
بدوره أشار السفير الإيراني بدمشق الدكتور محمد رؤوف شيباني إلى أن الشهيد مايا لم يقم إلا بنقل الحقيقة إلى الرأي العام العالمي دون تحريف في هذا الوقت الذي تشوهت فيه الحقائق في ظل هيمنة أميركية وصهيونية على منظومة الإعلام العالمية موضحا أن الإعلام غير المسؤول شريك في سفك دماء السوريين ويتجاهل مصالح أبناء سورية والمنطقة.
ولفت السفير الإيراني إلى أهمية الإعلام المسؤول الذي يواجه مخططات الأعداء المتربصين بالمنطقة ويسهم في مواجهة المؤامرات وينقل الوقائع بشفافية بعيدا عن الأغراض والنيات المسيرة مشيرا إلى "غياب الالتزام الأخلاقي لبعض وسائل الإعلام وقيامها بإعداد سيناريوهات كاذبة وتسويقها للرأي العام والمؤسسات والمنظمات الدولية التي تبني جملة من القرارات والقوانين على أساس هذه السيناريوهات والأضاليل".
ووصف السفير الإيراني الأحداث الجارية في سورية بأنها "جملة من الهجمات العشوائية الهمجية الإرهابية المسلحة الرامية إلى نسف البنية التحتية ونشر الخوف والفوضى" مجددا موقف بلاده الداعي إلى احترام آراء السوريين ومطالبهم المحقة والعمل على حل الأزمة في سورية عبر الحوار البناء والشامل.
من جانبه قال والد الشهيد غسان ناصر "إن مايا الذي ارتقى برسالته الإعلامية ورسم بدمه صورة الحقيقة كان يدرك أنه سيستشهد ولذلك طلب إلى أصدقائه ألا يحزنوا عليه إذا استشهد وإنه كان محبا لعمله سعيدا بما كان يؤديه من واجب مهني ووطني وأخلاقي في نقل الحقيقة".
وأضاف والد الشهيد "رغم قصر مدة عمل مايا بالإعلام إلا أنه لفت الانتباه إليه فسالت أقلام الكتاب في الشرق والغرب تتحدث عن رؤاه والحقائق التي ما قال غيرها مؤمنا بسلاح الكلمة وعظمتها".
من جهته قال الإعلامي حسين مرتضى مدير مكتب قناة العالم في سورية "إن الإعلاميين الذين اختاروا طريق المقاومة أمام عدو لا يقبل بالكلمة ولا الصورة ولا الحقيقة يدركون أن يوم الشهادة ليس ببعيد وإن الأمانة الملقاة على عاتقهم كبيرة في نقل الحقيقة في ظل هذه المعركة الإعلامية والحرب الشعواء التي تشن ضد سورية".
وأشار مرتضى إلى "أن قول الكلمة الصادقة أخاف أعداء سورية فكان الرد بالرصاص في محاولة لاسكات صوت الحق دون أن يدركوا أن وراء مايا مئات غيره يحملون المبدأ نفسه وإن اختلفت أسماؤهم" مؤكدا أن أعداء سورية "لن يستطيعوا إسكات الصوت المقاوم لأننا نحيا بالشهادة.. ورغم الدماء التي سالت منا والجراح في أجسادنا لن نتهاون ولن نسكت وسنستمر في نقل حقيقة ما يجري في سورية والمؤامرة التي يتعرض لها الشعب السوري وسنبقى الصوت المقاوم".
حضر حفل التأبين رئيسا اتحاد الصحفيين والمجلس الوطني للإعلام ومديرو المؤسسات الإعلامية وشخصيات سياسية وإعلامية ودينية وحشد من الإعلاميين وأصدقاء وزملاء الشهيد.