السبئي -بيروت (مركز الأمم المتحدة للإعلام) - ارتفع عدد الوزيرات في العالم من 14.2 في المائة عام 2005 إلى 16.7 في المائة اليوم. والمنطقتان اللتان بقيتا كما هما تقريبا من حيث النسبة المئوية للنساء الوزيرات منذ عام 2005 هما منطقة الدول العربية، التي لديها أدنى نسبة وهي 7 في المائة، وأوروبا، باستثاء بلدان الشمال الأوروبي، وذلك وفقا لتقرير صادر عن هيئة الأمم المتحدة للمرأة والاتحاد البرلماني الدولي المعنون "نساء في البرلمان 2011". هذا ما أشار إليه مدير مركز الأمم المتحدة للإعلام في بيروت بهاء القوصي في كلمته خلال المؤتمر الصحفي الذي عقده اليوم مع قناة المرأة العربية (قناة هي) للإعلان عن التعاون في إطلاق برنامج تليفزيوني جديد بعنوان "معالي الوزيرة" تُقدمه وتشارك في إعداده الإعلامية داليا داغر.
وأضاف القوصي قائلا إنه "إذا ما ظل النمو على نفس النمط في المنطقة العربية، من المرجح أن تبقى المرأة العربية في حالة تأخر مستمر مقارنة بالمناطق الأخرى في العالم بالرغم من تمكّن المرأة العربية واصرارها على كسر مختلف الحواجز التقليدية والتثقيفية والقانونية والتشريعية التي تعرقل تقدمها في جميع الميادين والقطاعات".
أستهل القوصي كلمته بتوجيه الشكر إلى قناة المرأة العربية على إطلاق هذا البرنامج الذي يعتبر منبراً تفاعلياً للنساء اللبنانيات والعربيات الناشطات في مختلف الميادين، خاصة انه ستُعطى فيه لهؤلاء النساء الفرصة لتقديم خطة عمل افتراضية ومناقشة أفكارها في حال تسلمت ضيفة البرنامج حقيبة وزارية.
وتناول القوصي في كلمته مسيرة الأمم المتحدة مع نضال المرأة لنيل حقوققها، فقال إنها بدأت منذ تأسيس المنظمة عام 1945 وهي مستمرة حاليا في سبيل تحقيق تغيير أكثر عدالة في حق المرأة
ونشر الوعي حول حقوقها في شتى أرجاء العالم. ومن أجل تحقيق ذلك، وضعت الأمم المتحدة معايير دولية لحقوق المرأة وصاغت صكوكا لرصد مراعاتها في شتى أنحاء العالم. وأطلقت أيضا
المنظمة حملات عالمية متعددة الأهداف من أجل تحسين الوضع الاجتماعي والاقتصادي والسياسي والثقافي للمرأة والفتاة. وقال القوصي إن الأمين العام بان كي مون يضع عملية تمكين المرأة
ضمن أولوياته الرئيسية ومنذ توليه منصبه. وختم كلمته بالتذكير بدعوة الأمم المتحدة إلى الحكومات والمجتمع المدني والقطاع الخاص في مناسبة اليوم الدولي للمرأة هذا العام والتي حثتها على
الالتزام بالمساواة بين الجنسين وتمكين المرأة "باعتبارهما حقا أساسيا من حقوق الإنسان وقوة لفائدتنا جميعا. فالطاقة والموهبة والقوة التي تمتلكها النساء والفتيات إنما هي أثمن مورد طبيعي لم
تستغله البشرية بعد".
من جانبه تساءل رئيس مجلس الإدارة في قناة المرأة العربية نقولا أبو سمح عن أسباب عدم وصول المرأة في العالم العربي إلى منصب "معالي الوزيرة" ومنصب دولة رئيسة الحكومة. وقال إن هذا الأمر تحقق في عدد كبير من الدول بينما العالم العربي متأخر، خاصة أن "سلطة الذكور ما زالت تحفظ في قبضتها كل مراكز القرار". وتناول أبو سمح أيضا دور نساء المنطقة في الربيع العربي، حيث زاحمن الرجال على المطالبة بالتغيير وسرن إلى جانبهم في مسيرات الاحتجاج. وأضاف بأن النظرة إلى المرأة العربية تغيرت مع الربيع العربي وأننا "فهمنا أن المرأة التي أصبحت مناضلة ومثقفة صار بإمكانها أن تتبوأ مراكز حساسة في مجتمعها في السياسة والمواطنية، فكان قرارنا بانتاج برنامج معالي الوزيرة". وأشار رئيس القناة إن البرنامج سوف يستضيف نساء لبنانيات وعربيات رائدات في العمل الاجتماعي والثقافي والإعلامي، حيث تختار كل سيدة وزارة تراها مناسبة لها وتقدم خطة عمل لهذه الوزارة إذا تم تعيينها على رأسها. وسيناقش خطتها أو برنامجها وزير سابق أو غيره من الخبراء المعنيين والناشطين.
وشرحت معدة البرنامج ومقدمته داليا داغر أهداف البرنامج الذي يسعى إلى الإضاءة على مقومات المرأة اللبنانية والعربية لتمكينها من المشاركة في العمل السياسي والاجتماعي. برنامج
"معالي الوزيرة" يضع السيدة المستضافة في موقع المسؤولية الوزارية مباشرةً ويناقش خطة عملها مع شباب ناشطين في المجتمع المدني ورجال اختبروا العمل السياسي والاجتماعي والخدماتي
بمختلف المناصب النيابية والوزارية والإدارية. وعن تعاون البرنامج مع مركز الأمم المتحدة للإعلام في بيروت، قالت داغر إن "أهمية هذا البرنامج تبرز في تطابق فقراته مع رسالة الأمم
المتحدة المتمثلة في دعم قدرات الشباب وتمكين المرأة العربية وإشراكها في العمل السياسي والاجتماعي لما لديها من امكانات ثبتتها عبر التاريخ ولما لهذه الشراكة من أبعاد حضارية وثقافية".
ينطلق البرنامج الأسبوعي ابتداءً من 16 تشرين الأول/أكتوبر ويعرض كل يوم ثلاثاء الساعة التاسعة مساء على القناة. وقد تم عرض مقتطفات من "معالي الوزيرة" في نهاية المؤتمر على
الإعلاميين والحاضرين من منظمات ومؤسسات أخرى.
--------------------
