728x90 AdSpace

9 أكتوبر 2012

ماهوَ الفرق ؟

بقلم أ. عبدالباسط الحبيشي
السبئي نت :-  قال لنا أحد الحكماء والمفكرين في بيروت وهو الأستاذ المفكر الفيلسوف المعروف بإسم (أبو علي) وذلك خلال زيارتي الشهر الماضي إلى لبنان بينما كان يستمع إلى بعض النشطاء السياسيين وهم يتحدثون عن هموم المشهد السياسي الحالي في اليمن ، قال "أتمنى عليكم أن تسجلوا كلامكم هذا وتستمعون إليه بعد سنوات لتجدوا أنكم تكررون نفس الكلام وأن شيئاً لم يتغير بل ربما للاسوأ. جعلني هذا الرأي أن أعود إلى قراءة مقالاتي السابقة لربما أثبت عكس ذلك لكني وجدت أن ماقاله (أبو علي) كان عين الحقيقة.


لذا دعوني أستسمحكم المعذرة لأنشر إحدى المقالات الذي نشرت لي في سنة 2007 أي قبل خمس سنوات من الآن التي شخَصت فيها إحدى الحالات لواقع الجنوب اليمني المحتل لنتمكن من إدراك الفارق بين الأمس واليوم في محاولة للتفكير بعمق ونبحث عن الأسباب والوسائل التي تمكننا من الخروج من هذا المأزق المتدحرج إلى الوراء بإمتياز الذي جعل اليمن بل وأمتنا العربية والإسلامية عبارة عن فقاعات في مسيرة العالم الحضارية والثقافية والسياسية.

إنه إلاحتلال ورب الكعبة

من المفارقات العجيبة والصارخة بين ال30 من نوفمبر 67 وال30 من نوفمبر 2007 ما يؤكد ويثبت صحة الطرح بإن هذا هو الاحتلال الجديد الذي ينوب ألاحتلال القديم بأبشع صوره ومآسيه. بيد أن الفارق هو أنه إحتلال عصابة من اللصوص والقتلة للوطن اليمني وإغتصاب كل ثرواته ومقدراته


في ال30 من نوفمبر 67 عمت الفرحة ربوع اليمن بشطريه وعلى وجه الخصوص مدينة عدن حيث شارك في هذه المناسبة العظيمة كل الشعب اليمني مع المناضلين والثوار وألابطال. وكان الرئيس قحطان الشعبي يشارك بالاحتفال لهذه المناسبة في مدينة الشعب التي تقع على طريق البريقة حيث كان مزدحماً جداً بالسيارات والمارة والجميع يريدون الدخول إلى المدينة لمشاركة الرئيس ألاحتفال حيث كان لا يوجد وطأة قدم واحدة من الزحام الشديد بالناس المغمورين بالفرحة والسعادة وهم يرددون عبارة "بالاحضان ياقحطان يارئيسنا يابو الشجعان" وكانت المحافظة تعج بالبشر من كل حدب وصوب يحتفلون بعيد الجلاء في كريتر والشيخ عثمان ودارسعد ولحج وغيرها وكانت البهجة والفرحة تغمر الناس بشكل لا يوصف مستبشرين بغد أفضل

أما ال30 من نوفمبر 2007 فهو شكل ثاني تماماً ، فإن المناضلين الذين قاموا بطرد المحتل يقبعون في السجون والوحدويون مطاردون في المنافي والشتات ، والعسكر والجواسيس والمجانين والاسلحة والاليات والدبابات تجول شوارع عدن والشعب اليمني يئن ويتضور جوعاً ومرضاً وموتاً إلا من اولئك الذين يعملون مع المندوب السامي المعّتق علي عبدالله صالح الذي يصرف المال والاوهام والوعود الكاذبة في هذا اليوم ألأغر بعد أربعة عقود مضت كان الشعب اليمني يقارع الاحتلال البريطاني بكل الوسائل بما في ذلك إستخدام السلاح حيث أستطاع بكفاحه العظيم إخراج هذا المحتل بكل قوته وجبروته لآنه كان إحتلال واضح المعالم ومعروف الاتجاهات لكن إحتلال المندوب السامي علي عبدالله صالح اليوم إحتلال مقنع بالوطنية التي من خلالها يُمنح كل شئ بما فيها الحصانة التي تقيه من كل مسائلات التآمر وألارتهان. فهو يسرق وينهب بإسم الوطن ، وينفي ويشرد ويقتل ويسجن ويثيرالقلاقل والازمات والفتن بإسم الوطن ، ويبيع نجران وجيزان وعسير بإسم الوطن ، ويشتري كل أنواع السلاح والعتاد ليهدم المنازل والبيوت فوق رؤوس الشرفاء بإسم الوطن ، ويسخر جيش وأمن البلاد لحراسته وإبتزاز ألمواطنين بإسم الوطن ، وينشر الجواسيس ويبني السجون الرسمية والخاصة لتعذيب أبناء الشعب بإسم الوطن ، ويرشي ضعاف النفوس ويوزع السيارات والبيوت لشراء الذمم من أموال الشعب بإسم الوطن ، ويوزع صكوك الغفران لمناضلي الثورة والجلاء والاحرار في يوم الجلاء بإسم الوطن ، أليس هذا أبشع من ألإحتلال الخارجي الذي نستطيع أن نحاسبه ونحمله كامل المسؤولية ونطالبه بكل التعويضات ولو بعد حين ، لكننا لا نقدر عل ذلك من ألاحتلال الداخلي الذي يزايد علينا بالوطنية ويدعي بإنه هو السيد والوطن وبقية أفراد الشعب هم العملاء والخونه أو بإحسن حال هم الرعية من مواطني الدرجة الثانية أو الثالثة أو الرابعة بحسب الولاء له هو "الوطن ألاحتلال" وليس لليمن.

وإذا كان ألامر ليس كذلك!!!! لماذا إذاً لا يكون محافظ عدن من أبناء عدن وقائد لواء عدن عدني ومدير الامن ومدير عام المحافظة ومدير المرور ومدير خفر السواحل ومدير النقطة لقانون الطوارئ إلخ ألخ من أبناء المحافظة ، وليس عدن فحسب بل حضرموت وأبين ولحج والضالع بل وحتي الحديدة وإب وتعز وصعدة وحجة. أليس هذا إذاً إحتلال مقنع وإغتصاب فردي أسري بغيض وبشع؟

هل هذه النبرة إنفصالية كما يدعي البعض؟ وإذا كانت كذلك لماذا لم يكن محافظ صنعاء من عدن مثالاً لا حصراً أو حتى من الحديدة أو إب ، لمرة واحدة على الاقل منذ ثلاثة عقود؟ أليس هذا إذاً إحتلالاً مقنعاً بإمتياز؟؟

  • تعليقات الموقع
  • تعليقات الفيس بوك
عذراً خاصية التعليقات مغلقة حالياً
Item Reviewed: ماهوَ الفرق ؟ Rating: 5 Reviewed By: وكالة السبئي للانباء-سـام
عذراً خاصية التعليقات مغلقة حالياً