الفقيه - الأشموري |
السبئي نت - عبد السلام الفقيه- فجأة ، أخذ الغياب جسد الكريم عبد الكريم الاشموري على غفلة
من شرودنا اليومي وانهماكنا في تفاصيل لا معنى لها ، إلا الى ما يجلب الخسارات والخيبات
في هذا البلد المنكوب بصراعات طواحين الهواء في مضمار السياسة والسياسة غير السوية
فقط ومن منا لايعرف هذا
الاشموري : الانسان والمبدع والكاتب والسياسي المختلف ايضا .
لقد غادرنا جسدا ، لكن روحه تبقى حية وعاطرة في قلوب وارواح
محبيه وكل من تعرف اليه عن قرب.
يا الله ما اقسى ان يموت الاجمل في حياتنا ويختفي من يصنعون
بارواحهم الجميلة ، ابدع واجمل لحظاتنا ، وما اشد حين نفتقد حضورهم ويذهبون الى الغياب
. والانسان الأستاذ الاشموري هو أحد هؤلاء الذين لم يبخلو في حياتهم
ان يصنعو الجمال ويقدموا للناس ولبلاد ما يليق بوجودهم الانساني فيها ، فاللحظات الاخيرة
، وقبل ان ينطفئ قلبه كانت شاهدة على حضوره داخل معمل الخدمة الانسانية عبر الفن وترجمة
هموم الناس بالالتحام فنيا بها .
لم يكمل الاشموري تصوير أدوار بطولته الفنية في مسلسل عيني
عينك ، والذي نشاهده عبر فضائية اليمن خلال ايام هذا الشهر الكريم ، ولربما عانى الاشموري قبل ذلك دون ان يرى حاجة
لاستجداء العون من جهة ما . او انه تم خذلانه كما سرت عادة الخذلان على كثير من سابقية
من المبدعين في هذه البلاد وبطريقة تبدو على مظهر الاصرار عليها وكأنها ممنهجة وذات
عناية .
إنه من المحزن جدا أن نرى عبارات الخسارة التي تملأ بيانات
النعي الحكومية او حتى غير الحكومية إزاء رحيل الاستثنائيين في حياتنا وآخرهم الرائع الاشموري ، دون ان تتوقف هذه الجهة او تلك امام
موقفها او واجبها تجاه هؤلاء وهم ما يزالون أحياء وبين ظهرانينا .
رحمك الله يا عبدالكريم ، أظنك كنت تود ان تقرأ ديباجات البيانات
التي تهافتت على نعي رحيلك المفاجئ وبصمت قلبك ، وأخال لو أمكنك ذلك كنت ستطلق ضحكتك
المجللة وتسخر بطريقتك الرائعة التي لا تجرح ولكنها تبكي وتضحك في آن واحد .
هشام ..شيماء..محمد..جبرالله مصابكم وألهم والدتكم الصبر ..إنا لله وإنا
إليه راجعون
alfkeh2@gmail.com