العامري : خلفيات ودوافع ( انشقاق السفير السوري) في بغداد الذي وقع في فخ المخابرات القطرية ..!!

أ-طه العامري  - رئيس تحرير - موقع الفجر برس

السبئي نت - صنعاء:كتب أ-طه العامري  - رئيس تحرير - موقع الفجر برس اليمني ألأخباري المستقل فى مقال نشره اليوم تحت عنوان (خلفيات ودوافع ( انشقاق السفير السوري) في بغداد الذي وقع في فخ المخابرات القطرية ..!!) قائلا  اعلن ( نواف الفارس) سفير الجمهورية العربية السورية في ( بغداد ) انشقاقه عن النظام والتحاقه بموكب ( المتمردين) ..وهو بهذا يكون أول دبلوماسي عربي سوري يخرج عن الصف الوطني السوري ويلتحق بطابور أعداء سورية ..لكن كيف ..؟

تشير المعلومات أن السفير (فارس) كان يقضي نهاية فترة خدمته وأن ثمة أسابيع فقط تفصله عن يوم التقاعد ,وهذا ما جعل السفير يضعف أمام اغراءات قدمت له من قبل جهاز المخابرات السعودي وايضا المخابرات القطرية ومنذ أسبوع تقريبا بدأت علاقة الرجل تتوطد بموفد المخابرات القطرية في بغداد الذي أرسل خصيصا لإقناع ( فارس) بالانشقاق مقابل عائد مادي بلغ ( مليوني دولار) تسلمه الرجل في مدينة ( أربيل) في أقليم كدستان شمال العراق وهي المدينة التي احتضنت لقاءات الرجل مع ممثلي المخابرات السعودية والقطرية ,ويوم أمس الأول أدلى الرجل بتصريحات لبعض القنوات الفضائية عن قضايا الراهن السوري دون أن يكون مخولا ودون تفويض من وزارة الخارجية في دمشق مخالفا بهذا التصرف كل الأعراف والنواميس الدبلوماسية , فتلقى على أثر تلك التصريحات طلبا من الخارجية بالعودة وتسليم مهامه بالسفارة للرجل الثاني فيها , وكان طلب العودة يعني نهاية الخدمة , فاتجه الرجل على أثر ذلك إلى مدينة أربيل ومنها أتجه للعاصمة القطرية الدوحة التي كانت قد رتبت للرجل كل شيء ..

على أثر هذا التصرف أصدرت القبيلة العربية التي ينتمي لها الرجل بيانا شديد اللهجة ضد السفير ووصفت موقفه بأنه ( عار ) وبالتالي كل ما صدر عنه من تصريحات لا تمثل سوى وجهة نظره ولا يعني القبيلة بشيء التي تتمسك بهوية سورية ودورها وقيادتها ومواقفها الوطنية والقومية ..

طبعا قطر والجزيرة اعتبروا هذا ( الانشقاق ) انجاز تاريخي وهم منذ بداية الأزمة يبحثون عن دبلوماسي سوري ينشق عن النظام بل وصلت الوقاحة بمشيخة قطر أن جندت طوابير من رموزها حاملين معهم حقائب المال يتسولون مثل هذه الانشقاقات وطافوا لهذا الغرض في كل عواصم العالم يجاولون استقطاب الدبلوماسيين السوريين وفشلت مهمتهم حتى أنهم عملوا اجتماع مؤخرا في واشنطن شاركت فيه المخابرات السعودية والقطرية والتركية والأمريكية والهدف من هذا اللقاء كان مناقشة آلية تفعيل وإنجاح وسيلة استقطاب رموز من قطاع الدبلوماسية السورية بغض النظر عن المكانة والتأثير الفعلي بل فقط للتوظيف الإعلامي وقد فلحت مهمتهم في استقطاب السفير السوري في بغداد الذي وقع تحت إغراءات المال والشهرة والمكانة التي قد ينالها من شيوخ المحميات الخليجية ولكن لفترة وحسب ..
لكن هل يمثل هذا السفير شيئا في المعادلة الوطنية والقومية لسورية ..؟ لا قطعا فانشقاق سفير أو هروب طيار أو ضابط هذا لا يساوي شيئا ولا يؤثر في دور وصمود ومقاومة سورية وقيادتها فهؤلاء المتساقطين كأوراق الخريف لا يهينوا سوى أنفسهم لانهم سقطوا أمام اغراءات المال وليس كونهم أصحاب رؤى أو مواقف مبدئية أيا كانت ,بل ظهر السفير وقبله الطيار والقائد العسكري باعتبارهم ( مرتزقة( خضعوا لسلطة المال الخليجي المدنس وهذه الحقيقة يستوعبها ويدركها المواطن العربي السوري وكل مواطن عربي يعرف أن هناك ضعفاء في أوساطهم يتساقطون في لحظات الشدة بدافع من جبن وخيانة وارتزاق وبالتالي أمثال هؤلاء لا تعول عليهم الشعوب ولا الأنظمة تهتز بخروجهم من مفاصلها بل أن خروج هؤلاء من مفاصل الأنظمة الوطنية والقومية وفي مثل هذه اللحظات فعل يعمل على تقويتها وليس يضعفها وسورية الوطن والشعب والنظام والقائد هم الرابحون في خروج أمثال هؤلاء المرتزقة الذين يتواجدون في كل زمان ومكان وهم بذور لخيانة متناقلة وهي البذور التي تلتقي مع جيناتها لحظات الشدة وهؤلاء الذين خرجوا من مفاصل النظام العربي السوري المقاوم خدموا النظام والقضية ولم يؤثروا فليس هناك أكثر ولا أكبر من انشقاق نواب رئيس الجمهورية سابقا أمثال رفعت الاسد وعبد الحليم خدام ..فهل أدى خروجهم لنهاية النظام بل بالعكس ترسخت مقومات النظام وزاد التحاما بالشعب وبقضاياه الحياتية .. وستظل سورية ونظامها وقائدها في حالة الشموخ والكبرياء ولن تنال منهم هذه الفقاعات التي تتناثر على قارعة المسار التاريخي وهو المسار الذي يلفظ بالفطرة امثال هؤلاء الخونة والبؤساء .. المجد لسورية الأسد ولشعبها الصامد والمقاوم واللعنة على كل الخونة والعملاء والمرتزقة ..

كتابات وأراء 7/12/2012 10:25:00 م