السبئي نت - بقلم / طه العامري - يوما بعد يوم تتكشف حقائق ما يسمى ب( الربيع العربي) ويتضح جليا ونحن نتابع تداعيات المؤامرة القذرة على الشعب العربي في سورية ,كما نرى هذا بوضوح في تبعات ومخرجات هذا ( الربيع) وما آلت عليه الأوضاع في الأقطار المستهدفة من عاصفة هذا ( الربيع) ..
لكن يظل المشهد العربي السوري ومخرجاته _ اللحظة_ هو المقياس الذي به ومن خلاله يمكنا استشراف حقائق ودوافع هذا ( الربيع) الكذبة والذي ليس أكثر من مؤامرة حقيرة ورخيصة ودنيئة تستهدف ضرب مكامن القوة والمقاومة والممانعة في جسد الأمة ومن ثم تطويعها بالمطلق لتكون بكانتوناتها في خدمة (الكيان الصهيوني) والمحاور الاستعمارية وحسب ..
يكذب من يقول أن هذا ( الربيع) جاءا ليجلب الديمقراطية لشعوب المنطقة , ويكذب من يقول أن ( هناك ثورات عربية وانتفاضات ضد أنظمة قمعية) .. نعم هناك ( أنظمة قمعية ) وهناك فقر وبطالة وتخلف في بعض الأقطار , لكن كل هذه الظواهر تم استغلالها وتم من خلالها تجييش الشارع العربي وإخراجه ولكن ليس ليثور على وطنه ولا ليثور من أجل كرامته , بل كل هذا الذي حدث من محيط الأمة إلى خليجها لم يكون سوى مؤامرة استعمارية قذرة لضرب أخر قلاع المقاومة والممانعة والصمود العربي وهي ( سورية) .. إذ أن كل ما سبق أحداث سورية على خارطة الأمة لم يكون سوى جزءا من سيناريوا يسعى ويستهدف سورية الدور والموقف والمكانة والقدرات , نعرف جميعا أن لا قدرات لدى الأمة باستثناء القدرات ( السورية) وسورية هي أخر قلاع المقاومة وأخر التحصينات القومية وأخر محور عربي في مواجهة العدو الصهيوني , وليس هناك محور أخر عربي مقاوم سوى ( حزب الله ) في لبنان وحركة المقاومة في فلسطين بعضها وليس كلها وبالتالي فأن ما نشاهده اليوم في سورية وعلى سورية يكشف لنا وبوضوح حجم السيناريو التأمري ودناءة أطرافه بما في ذلك دناءة الأطراف العربية التي لم تتأني حتى من استغلال ( العامل الديني والمذهبي والطائفي ) وكل هذه النوازع القذرة تم تسخيرها من قبل أصحاب العقول القذرة والتاريخ الاكثر قذارة ليتم الزج بها واستغلالها كواحد من الاسلحة التي تم حشدها لمواجهة الجمهورية العربية السورية ومحاولة كسر إرادتها وتجريدها من كل مقومات المقاومة والممانعة ومن ثم جعل الكيان الصهيوني هو صاحب الكلمة على الخارطة القومية وليتم بموجب هذا السيناريو القذر تصفية القضية العربية الفلسطينية بل وتصفية كل الحقوق العربية المستلبة لدى الصهاينة الذي يتضح يوما بعد يوم أنهم يراهنوا على طوابيرهم الحقيرة في المنطقة من أمثال أنظمة العمالة والخيانة والارتهان في الخليج الذين ليسوا إلا صناعة استعمارية وها هم بكل مقوماتهم خدام أوفياء للاستعمار والصهاينة ..
بيد أن الحملة القذرة التي توجه ضد سورية ومن مختلف الجبهات والمنابر ولها تسخر وتوظف كل القدرات والإمكانيات , إذ أن هناك حملات استخبارية محمومة تستهدف الشعب العربي السوري وقدراته , هذه الحملات تتمثل بالحملات الإعلامية المضللة والزائفة والكاذبة والتهويل لدرجة أن قناتي ( الجزيرة والعربية ) أخرجتا صاحب صحيفة القدس العربية اللندنية عبد الباري عطوان عن صمته ليعبر صراحة عن الدور التأمري الذي تؤديه هاتين القناتين ومن يقف خلفهما , ثم نرى ونشاهد وسائط إعلام الرجعية العربية والمحاور الاستعمارية وهو يسخر كل برامجه في تسويق نوازع التحريض (المذهبي والطائفي) ويجند لهذا الأمر ( علماء) أو من كنا مخدوعين بهم ونعتبرهم ( علماء) ليكشفوا أهم مجرد ( فقهاء للسلاطين) وأبواق مأجورة لا علاقة لهم بالله ورسوله ولا بديننا الإسلامي فالفتنة أشد من القتل وهؤلاء يحرضون على الفتنة ويتلذذون بالقتل على خلفية مذهبية وهذا ما كانت تحلم به وتخطط له أمريكا وحلفيها المدلل الكيان الصهيوني .. أن هذا التحريض الوقح ضد الشعب العربي السوري قيادتا وقدرات هو الجرم بذاتها وهي الخيانة بأبشع صورها وهي الجريمة التي لا يمكن لأي حر في هذه الأمة أن يغفرها لهؤلاء القتلة الذي كانوا ولا يزالوا بمثابة ( طابور خامس وحصان طروادة) للغزاة حتى أن اعتى وأكثر الخونة في التاريخ يخجلون اليوم من خيانة أنظمة الخليج وعهرها الفاضح ومتاجرتها بالدين كذبا وتوصيف ما يجري هناء وهناك بأنه صراع ( مذهبي ) طيب أقول لهؤلاء ( الحقراء والعملاء ) أن الذاكرة العربية لم تغفل بعد حقيقة دورهم التأمري القذر على العراق واسقاط نظامه بغزو انطلق من مخادعهم القذرة .. فإذا أنتم وبعد أن فشلت مؤامرتكم وسقط تحت أحذية القيادة العربية السورية وشعبها المقاوم والبطل , أقول إذا أنتم تبررون خيانتكم بالقول أنكم تدافعون عن ( السنة) مع أني لا أومن بكم ولا أومن أنكم عرب ومسلمين , وبما أنكم تصفون القيادة السورية بانها باعت الشعب السوري الذي لم يؤكلكم قطعا ولا يشرفه أن يدافع عليه أمثالكم , ولكني كما قلت سأجاريكم فيما تزعمون وهو أنكم تدافعون عن الشعب العربي السوري الذي باعته قيادته ( للصفويين) .. طيب أيها العملاء والخونة والمأجورين , هل كان صدام حسين ونظامه ( علوي) كما تصفون الرئيس الدكتور بشار حافظ الأسد القائد القومي والمدافع عن قيم وهوية أمة .. ألا تخجلوا من أنفسكم يا حثالة الأمة والناس والزمن الأغبر ..؟
ألا تخجلوا وأنتم تتأمرون بوقاحة وتبرروا للصهاينة والأمريكان وكل المستعمرين جرائمهم بحق الأمة ..
أن حكام الخليج بدينهم (الجديد) الذي لا علاقة له بدين الله , أقولها وأنا مستمد ومستحضر قوله تعالي ( ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم ) وبحسبة البدوي العربي الغشيم الذي لا يفقه حيل السياسة فأني وحين أرى أمريكا والصهاينة راضيين عنكم ويسهرون على حراستكم وأمنكم ويتغاضون بل يناصرونكم في كل جرائمكم التي ترتكبونها بحق شعوبكم المقهورة , فأن هذا يكفيني كمراقب ومواطن عربي مسلم أن أعرف أنكم من أتباع ( اليهود والنصارى ) وأنكم قد تخليتم عن دينكم وعروبتكم واتبعتم دين وهوية ( اليهود) أعداء الأمة وأعداء الله والدين والوجود القومي والإنسانية ..؟
إذا أيها السادة قولوا ما شئتم فسورية أكبر منكم وأعظم منكم ومن ثرواتكم وأكبر من خيانتكم بل ومن أسيادكم هي سورية وقائدها القومي وقيادتها وستبقى سورية قوية ممانعة ومعها كل شرفاء الأمة وأن قدر الله حل بهاء مكروه لن تعيشوا في مأمن بل بخزي ومهانة وذلة حتى نقلتم عروشكم لصحراء نيفادا ستطالكم لعنات الله والملائكة والناس أجمعين ..
قبل ساعات فقد تابعت حديثا لوزير الدفاع في الكيان الصهيوني ( أيهود باراك) يقول فيه ( قد نضطر لعملية عسكرية ضد سورية حتى نمنع تسريب أسلحة لحزب الله في لبنان) .. !!
فأدركت أن مشيخات الخليج التي استنفرت كل قدراتها لإسقاط النظام العربي القومي في سورية هو لهذه الغاية , الخليجيون بمشيختهم وعلمائهم وفقهائهم يعبدون بريطانيا وأمريكا والصهيونية أكثر من عبادتهم الله سبحانه وتعالى بدليل أنهم يحظون برضاء ( اليهود) كما وصفهم الله ..
بمعني أن كل هذه المؤامرة التي تحاك ضد الشعب العربي السوري ليست من أجل حقوق وحريات المواطن العربي السوري ولا من أجل الديمقراطية ولكن من أجل تجريد سورية من قدراتها ودورها وأن المحميات القذرة في الخليج تنفذ مخطط اسيادها وأولياء نعمتها ( الصهاينة) وأنهم ينفقون الأموال بسخاء وكرم على مثل هذه المؤامرات القذرة ويحرمون شعوبهم أبسط مقومات الحياة الحرة الشريفة .. أن آل سعود يعيشون شعبهم بالقهر والقمع وتحت سياط الجلادين وبحسب التقارير الدولية الموثقة والصادقة فأن ما نسبته ( 40%) من سكان نجد والحجاز يعيشون تحت خط الفقر وهي الدولة النفطية الأولى في العالم وأحد رموز هذه الأسرة الصهيونية توفى قريبا قيل أن ثروته بلغت ( 863 مليار دولار) ..؟؟
أنهم لصوص يسرقون الله والمسلمين وشعبهم لينفقوها من أجل التآمر على شرفاء الأمة ..فهل بعد هذا الذي نراه يمكن أن نصدق أن هؤلاء بشر ..؟!
المصدر-الفجربرس
