السبئي نت - صنعاء:كتب / المحرر السياسي لموقع الفجر برس اليمني ألأخباري المستقل فى مقال نشر اليوم تحت عنوان (سورية ورسائل المتأمرين الإجرامية ..!)لجوء المجموعات الإرهابية المسلحة في سورية إلى استهداف المؤسسات الإعلامية بعد رحلة إجرامية قطعتها هذه المجموعات في استهداف المدنيين والعسكرين ومحاولتها بث الذعر والخوف في قلوب الناس وبطريقة منظمة تزامن فيها الدور الإعلامي المظلل والكاذب والمزيف والذي تبنته قنوات الإعلام القاتل وفضائيات ناطقة بالعربية وجدت أساسا لتأدية هذا الدور التضليلي الذي تقوم به في صناعة أزمة سورية جلبت لها محاور النفوذ مرتزقة الأرض وسخرت لها مشيخات النفط الخليجي قدرات هائلة وبكرم غير مسبوق لم يحدث أن قدمت مثله هذه المشيخات للقضية الفلسطينية ولا لحرب البوسنة والهرسك التي كانت ( الطعم ) الذي به تم اصطياد العالم الإسلامي وعلى نفقات مشيخات الخليج المتصهينة ,بل أن المؤامرة بحق الشعب العربي السوري تجاوزت الاهتمام الخليجي واهتمام بعض العربان التابعين عن ما كان عليه الحال في أفغانستان حين كانت المشيخات الخليجية ونظامي مصر السادات وباكستان ضياء الحق ينافحون عن ( الإسلام) لدرجة أن المؤامرة التي تحاك اليوم بحق سورية وبقدر ما فيها من شفافية ووضوح وصراحة وغدر يستغرب المراقب كيف هذا الضمير الغائب للعربان الخليجية يتفجر حنية وحب بصورة قنابل وعبوات ناسفة وتحريض وكذب وتظليل بلغت ذروتها في قرار مجلس الجامعة بوقف بث الفضائيات العربية السورية على القمرين النيل سات والعرب سات , وهذا الدور العربي يتكامل مع الدور التركي الذي تقوم به حكومة رجب طيب اردوجان وهي حكومة ( إخوانية) يصفها البعض بأنها حالمة بعودة الهيمنة ( العثمانية) وهذا توصيف غير دقيق فحكومة اردوجان قد تكون أكثر الحكومات التي عرفتها تركيا في تاريخها معادية لطموحات وتطلعات الشعب التركي فالمصلحة الاستراتيجية التركية لا مكان لها في أجندت اردوجان ولا في حسابات حكومة حزب العدالة والتنمية التي جاءت من نافذة التمرد والعصيان فأردوجان قد لا يختلف _ مثلا_ عن حاكم قطر الذي انقلب على والده وخرج عن طاعته واعلن تمرده عليه وهدده بالسجن والقتل لولا تدخل باقي أمراء المشيخات الخليجية ..اردوجان نفسه جاءا من نافذة العصيان والتمرد وهو الذي تمرد على معلمه وولي نعمته نجم الدين اربكان وانقلب عليه لكي يقوم بهذا الدور الذي يقوم به أمير قطر ورئيس وزرائه حمد بن جاسم وهؤلاء النخبة من الحكام والمسئولين الذين يصفقون لما يسمى ب( الربيع العربي) ليسوا إلا تلاميذ نجباء لجهاز المخابرات المركزية الأمريكية ولجهاز ال ( أم 6 البريطاني) وبالتالي إذا ما وقفنا أمام الجريمة التي تعرضت لها مثلا قناة ( الإخبارية السورية) فأن الجريمة لا تخرج عن نطاق التعبير الضعيف والرخيص والمزريء الذي لجاء إليه المسلحون ومن يقف خلفهم وما حدث في ريف دمشق من هجوم همجي وسافر وإجرامي لقناة الإخبارية وكما قلنا قبل ذلك عن استهداف المدنيين وقوات حفظ النظام وضرب المنشآت العامة والخاصة يرافق كل هذا الإجرام حملات إعلامية مظللة وكاذبة كل هذا يندرج في سياق بشاعة وضخامة وحقارة أكبر مؤامرة شهدها تاريخنا الحديث فالمؤامرة حين تدار بكثير من ( الوقاحة ) السافرة فأنها تصبح أكثر من مؤامرة وتندرج في سياق الصدام الحضاري والاستراتيجي وبما أن صدام الحضارات لم يصبح بحكم الواقع قابل للتطبيق في ظل ارتهان وتبعية النظام العربي فأن المحور العربي الوحيد الذي دخل في معادلة الصراع الحضاري أو الصدام الحضاري هي سورية التي لديها من مقومات الصراع ما يمكنها من أن تصبح هدف محاور النفوذ ناهيكم عن دورها الممانع والمقاوم والمدافع عن هوية أمة وكرامة حضاري ضاربة جذورها في اعماق التاريخ الإنساني , هذا الدور الذي تلعبه سورية هو المحرض على استهدافها وحتى ما يسمى ب( الربيع العربي ) ما كان ليكون لولاء الرغبة في استهداف سورية أو محاولة تطويعها للتسليم بحقيقة الوجود الصهيوني في المنطقة والقبول بمنطق الهيمنة والخروج من مربع المقاومة والممانعة وفصل علاقتها بدول الممانعة والحركات العربية الإسلامية المقاومة والممانعة واقصد بهذا إيران وحزب الله وبقية الجيوب العربية الإسلامية التي لا تزل تقف في وجه المشروع الصهيوني / الأمريكي وترفض منطق التبعية الذي تعيشه أنظمة الذل والعار في المنطقة وخاصة أنظمة ( العهر الخليجية) ..!!
لكل هذا كانت جريمة استهداف قناة الاخبارية السورية كمحاولة لضرب الروح المعنوية للشعب العربي السوري تماما كما هو الحال مع هروب الطيار السوري الخائن الذي نسقت لهروبه بطائرته كل اجهزة الاستخبارات التركية والقطرية والسعودية والفرنسية والبريطانية والأمريكية والأردنية وتم تهريب أفراد عائلته بهدوء وخلال فترة زمنية غير قصيرة إضافة لمبلغ مالي دفعت للطيار قيل أنه وصل ل( 15 مليون دولار) والسبب هو ضرب الروح المعنوية وخلق نافذة في جدار التحصينات العربية السورية وخاصة في هياكل المؤسسة العسكرية التي تشكل بتماسكها أكبر عائق أمام كل صنوف وأشكال وسيناريوهات المؤامرة وهذا ما ادركته قوى التآمر مؤخرا وبالتالي راحت تغير من طريقة تكتيكها الإجرامي وهي طريقة تندرج في سياق خلق هالة من التفاعلات النفسية تقضي بالنهاية إلى تكرار مشاهد الانهيارات التي صاحبت أولى لحظات الربيع العربي الذي دفع بن علي للهروب من تونس ودفعت مبارك للتخلي عن السلطة وأدت إلى غزو ليبيا وقتل الشهيد العقيد معمر القذافي , وكل هذا حدث في معزل عن تفاعلات دولية برزت على المشهد السوري لا سباب كثيرة منها أن روسيا والصين لم تخوض مواجهة فعلية لا دبلوماسية ولا استخبارية ولا سياسية حين تعلق الأمر بتونس ومصر وليبيا باعتبار هذه النطاقات كانت مرتبطة بالمحور الأمريكي / الغربي ولم يكون لروسيا جسور مع هذه النطاقات بعكس الصورة مع سورية التي تشكل حاضنة بدورها ووجودها ورسالتها لكثير من منظومة القيم الحضارية العربية التي ترى فيها روسيا مقومات لتفاعل محوري ينبئ بميلاد عالم جديد على ضوء معطيات راهن وهذا ما عبرت عنه روسيا بكل صراحة وشفافية ناهيكم أن قدرات وقراءة سورية تختلف في كل معطياتها عن النطاقات الأخرى وبالتالي يستحيل أن تطبق سيناريوهات ( الربيع العربي) عليها لأن ربيع سورية متجدد ولأن سورية هي الربيع الدائم للأمة من خلال دورها ورسالتها ومكانتها وتفاعلاتها مع قضايا أمتها وحقوقها مع قضايا المضطهدين في الأرض , وعليه فأن كل محاولة تركيع سورية لن تجدي نفعا بل أن استهداف سورية سيؤدي بالمحاور التي تستهدفها مهما كانت بشاعة الرسائل الإجرامية التي ترسلها أطراف المؤامرة الحقيرة والقذرة ..