السبئي نت - صنعاء:الفقر
شبح يطلُّ برأسه بين الفينة والأخرى، وأزمة الجوع خطر يتهدّد اليمنيين,
فالبلد الذي ينعم بموارد كفيلة بالقضاء على الفقر والبطالة يشهد تزايداً نسبياً في
مظاهر الفقر الذي يهدّد تماسك المجتمع ليبرز التسوّل والعمالة المبكّرة والنزوح
خارج البلد نتاجاً طبيعياً للفقر.. وفي تصريح خاص لـصحيفة«الجمهورية»اليمنية
الرسمية الصادره عن مؤسسة الجمهورية للصحافة والنشر اليمنية قال مسؤول قسم الاتصال
والإعلام في اليونيسيف باليمن محمد الأسعدي: إن أمام اليمنيين فرصة جديدة لمعالجة
الأوضاع الإنسانية الخطيرة الطارئة بسبب الاضطرابات المدنية والمسلحة خلال العام
الماضي وتلك المزمنة بسبب تردّي الوضع التنموي في البلاد.
وقال
الأسعدي: إن الأطفال يمثّلون الفئة الأكثر تضرراً بشكل رئيس ومباشر لهذه الأوضاع
وللنزاعات المسلحة، وهم لم يكونوا يوماً طرفاً فيها أو مسبّباً لها.. مضيفاً أنهم
في اليونيسيف يشعرون بقلق بالغ إزاء التهديدات والمخاطر التي تتربّص بأطفال اليمن،
خصوصاً وفي اليمن ما يناهز المليون طفل يعانون الهزال ونقص الوزن بسبب سوء
التغذية؛ على الأقل ربع مليون طفل يعانون هزالاً شديداً قد يؤدي بالنصف منهم على
الأقل - أي 125ألف طفل - إلى الوفاة مع نهاية العام، وفي أحسن الظروف سيعيشون
بإعاقات بدنية وذهنية دائمة؛ لذلك لابد من التدخُّل العاجل والفوري اليوم قبل
غدٍٍ.. وأضاف مسؤول اليونيسيف: إن أكثر من نصف السكان في اليمن أطفال – تحت سن الـ
18 – ولذا عندما نقول إن قرابة 10 ملايين مواطن يمني يفتقرون إلى الأمن الغذائي؛
فإن بالضرورة أكثر من نصف هؤلاء من الأطفال.. وأوضح مسؤول الاتصال باليونيسيف أن
هناك أكثر من 170 طفلاً ماتوا بسبب عودة مرض الحصبة بين الأطفال وسط مخاوف من
ازدياد العدد في حال عم التدخُّل بحملات وطنية واسعة للتحصين تصل إلى كل بيت وإلى
كل طفل.
وتشير
الإحصائيات الرسمية التقديرية إلى أن هناك قرابة نصف مليون نازح في شمال البلاد
وجنوبها بسبب الصراعات المسلحة، ونصف هؤلاء من الأطفال؛ وجميعهم بحاجة إلى رعاية
وحماية وصحة ومياه نقية صالحة للشرب ودعم نفسي للتغلب على ما لحقهم من أضرار جراء
الصراعات المسلحة.. وقال الأسعدي: إن اليونيسيف أطلقت مناشدة للدول المانحة ولأصدقاء
اليمن وللحكومة اليمنية أن يجعلوا جميعهم أطفال اليمن في رأس قائمة الأولويات سواء
في الاستجابة الإنسانية للأوضاع الطارئة أم في الخطط التنموية.. وطلبت اليونيسيف
قرابة 50 مليون دولار للاستجابة لاحتياجات الأطفال خلال العام الجاري 2012م، وتم
حتى اليوم تمويل ما نسبته 30 في المائة من المبلغ المطلوب، لذا ندعو المانحين إلى
أن يستثمروا في أطفال اليمن؛ لأنهم المتضرر الأول من كل هذه الأزمات، ولأنهم عماد
التنمية المستقبلية في البلاد.