السبئي - المحرر السياسي- خاص :
غير أن عبد الله بن متعب رأى من الخير لنفسه أن يلتجئ إلى العدو الحقيقي (ابن سعود) ويسلم نفسه وحدها إليه ويدع مدينة حائل إلى أهلها يحمونها ولا يسلمها براً بقسمه إذ آلى على نفسه أنه لن يسلمها وفيه نفس يتردد وسيجد عند عدوه السلام والغنم إذا ذهب إليه طائعا!.
أما إذا مكث في المدينة فلا بد أن يعتدي عليه ابن عمه ويقتله.
هذا ما ظنه في أمره ولم يدر ما يصنع، فنادى سليمان العنبر، وخلا الاثنان فقال ابن متعب:
ـ يا سليمان، الحال مثلما ترى وأنا بين عدوين فلا أستطيع قتل ابن عمي لمجرد الظن ولا أستطيع انتظاره حتّى يقتلني!.. وأردف ابن متعب يقول: لقد انتقض بعض الناس علينا، وكتب بعضهم إلى ابن سعود، وأخشى من ابن طلال، فما ترى؟… فرد عليه سليمان العنبر يقول والله يا عم لو طلبت أن أخوض معك البحر لما تأخرت،
تاريخ آل سعود الأسود ممنوع في السعودية خطير جداااااااا
http://youtu.be/HswBtqhonFM
ـ يا سليمان، الحال مثلما ترى وأنا بين عدوين فلا أستطيع قتل ابن عمي لمجرد الظن ولا أستطيع انتظاره حتّى يقتلني!.. وأردف ابن متعب يقول: لقد انتقض بعض الناس علينا، وكتب بعضهم إلى ابن سعود، وأخشى من ابن طلال، فما ترى؟… فرد عليه سليمان العنبر يقول والله يا عم لو طلبت أن أخوض معك البحر لما تأخرت، فافصح عن قصدك فأنا طوع بنانك!.
ويقال أن عبد الله المتعب قال للعنبر أرى أن تمضي إلى ابن سعود ونسلمه أنفسنا ونترك البلد ينعي من بناه… فقال له العنبر:
ـ كما ترى … قال عبد الله المتعب: ــ أعد أمرك، فسنغادر المدينة في الفجر والملتقى في خارجها… فقال له العنبر: ـ كما ترى، وليوفقنا الله..
فمضى سليمان إلى داره كاسفا مشغول الفكر ونادى ابنه “غاطي” وقال له:
يابني سنمضي غدا إلى ابن سعود…
فأجاب غاطي: أتستشيرني يا أبي
قال: لا انّما أخبرك بالامر الذي نويناه على كل حال، فاستعد
قال غاطي: والامير.!؟
فأجاب سليمان: معنا!.. فقال غاطي: صحيح.؟!
قال سليمان: نعم… فتمتم غاطي… ثم قال: الله يكتب فيه خير!.
والتقى الامير عبد الله المتعب وبعض رجاله وهم : درعان، والذعيت، وعبد الله آل بجاد، وصقيه (مملوك الامير) بسليمان العنبر وابنه في الموعد فجرا، ومشوا يريدون ابن سعود، وكلهم يمشي على قدميه، وعلم أهل حائل في الضحى بأمر الهاربين فقرروا اللحاق بهم وردهم إلى المدينة، ولكنهم تركوهم ـ أخيرا وكتبوا إلى محمد بن طلال الذي كان في البر يجمع قبيلة شمر لقتال ابن السعود، فتوجه ابن طلال إلى حائل ودخلها وتولى الامارة وقد سعت إليه من نفسها.
لم يكن مع الهاربين زاد ولا ماء، فاشتد بهم العطش وأظلم الطريق والشائع أن هناك خطة سعودية لتهريب أمير حائل عبد الله المتعب، ويقود هذه الخطة سليمان العنبر، وانهم ركبوا الابل من حائل حتّى وصلوا مخيم آل سعود، لكن هناك حكاية يرويها آل سعود وقد نشرها أحمد عطار في كتابه، “صقر الجزيرة” الذي طبعه على نفقة الملك عبد العزيز آل سعود، تقول هذه الرواية السعودية (أنه حينما اشتد العطش بعبد الله المتعب وصحبه، قال أحدهم ـ وكان يعرف هذه الاماكن ـ ان هنا بئر خلف تلك التلول، فمشوا حتّى أتوا ووجدوا عليها بدوا كثيرا من جيوش ابن سعود يسقون، وسألوهم عن مقر “أميرهم” فدلهم أحدهم عليه وما كانوا يعلمون ان هؤلاء آل الرشيد وأشياعهم، ولو علموا لفتكوا بهم، فهؤلاء بدوا أجلاف غلاظ دأبهم الفتك والضراوة، وأهون ما عليهم سفك الدم… واستقبلهم الامير خير استقبال وأنزلهم في خير موضع، وبعث إلى الأمير سعود بن عبد العزيز السعود وكان القائد العام للجيوش السعودية يبشره بوصول ابن متعب ورجاله فبعث إليه أن أكرمهم وبلغهم التحية، فان رغبوا السعي إليه من توهم فليركبهم والا فليأخذ رأيهم، وألا يقصر في ارضائهم وتكريمهم…
ورأى ابن متعب ومن معه أن يبيتوا ليلتهم بموضعهم فهم في حالة لغوب وتعب وقرروا أن يمضوا إلى سعود صباحا.. وزادت ضجة البدو واجتمعوا حول خيمة آل الرشيد يرددون صيحات الضراوة يريدون أن يفتكوا بهم فخرج اليهم أميرهم ووبخهم وطردهم وأفهمهم أنهم “مسلمون” يوحدون الله وأنهم أصبحوا صبيان التوحيد اخوان من أطاع الله ودخلوا في طاعة ابن سعود!.) هكذا تقول رواية آل سعود الاشرار في كتاب العطار!.. اخوان من أطاع الله!!
ومضوا من الفجر إلى الامير سعود بن آل سعود وكان نازلا بقعاء فاستقبلهم استقبالا فخما، وبعد أن أقاموا أياما رجع بهم سعود كأسرى إلى الرياض واستقبلهم والده… والحقيقة أن آل سعود قد استفادوا من تهريب عبد الله المتعب فأخذوا معلومات كافية عن الاوضاع في حائل خدمتهم!… إلا أن محمد الطلال أخذ يقاوم ابن السعود، وينقل العطار عن ابن السعود قوله:
( والحق أن محمد بن طلال كان حازما قويا بعيد المرمى، شجاعا مقداما شديد الايد والصلابة، فيه صفات من عبد العزيز بن متعب بن الرشيد القتيل بروضة مهنا، وليس في أمراء آل الرشيد الذي جلسوا على دست الحكم من يشبه هذين الاميرين في الشجاعة والقوة النفسية والبطولة ـ وهما عبد العزيز المتعب الرشيد ومحمد الطلال آل رشيد ـ وكان محمد بن طلال أعقل وأحصف، ولكن:
ما حيلة الرامي إذا التقت العدى وأراد رمي السهم فانقطع الوتر!
هكذا كان الحال مع ابن طلال، فقد تولى محمد بن طلال والامر مدبر جد الادبار، والبناء واهي الأساس محطوم الجدار ولا يطيق الثقل الذي عليه، ولا يستطيع تداركه قبل الانهيار، ويحتاج إلى زمن طويل لاعادة البناء كما كان، وخصمه لا يعطيه الفرصة ولا يمكنه من البناء… وبالرغم من كل هذا فلم يفت في عضد محمد بن طلال بل وقف يدافع عن امارته بكل ما وهب من قوة وجلد حتّى أخذ.
ولو تولى الامر والحال هادئ والبلاد منظمة لكنا لها شأن كبير في الانشاء والتجديد).. ومع ذلك فان شمر وأهل حائل استطاعوا بالقيادة الصلبة لمحمد جحفلا عظيما يسترد بعض ما اقتطع من بلاده ويؤدب الخونة ووضع عصا الترحال في الجثامية ـ وهي على بعد 40 كم من حائل ـ ونزلها بجيشه وعسكر بها يتجهز من جديد لحرب جديد مع آل سعود.
ولقد ترامت أنباؤه إلى ابن سعود فبعث فيصل الدويش أحد شجعان العرب الاشداء على رأس سرية قوية ليحارب حتّى يأتيه بنفسه على رأس جنده!…
ومضى فيصل والتقى بابن طلال في الجثامية وتقاتلا قتالا شديدا لم ينتصر فيه فريق على الآخر وتعادلت كفتا الخصمين، واستمرت المناوشات مدة.
وعلى حين فجأة لم يشعر فيصل الدويش الا بابن طلال ينسحب إلى النيصية يتحصن بها، ولم يكن انسحابه عن هزيمة، انّما فكر في الامر دقيقا فوجد أن التحصن أجدر به، فقد أنبأته عيونه أن جيشا قادم من الرياض يتجه صوب الشمال وعليه عبد العزيز نفسه وبرسي كوكس وجون فيلبي، فخشي أن يقف سدا بينه وبين عاصمته ويقطع عليه خط الرجعة إليها.
إلا أن ابن سعود فاجأ ابن طلال في أول المحرم سنة 1340 هـ بأسلحة انكليزية هائلة وجنود من البدو والحضر قوامهم /30000/ مقاتل واضطر ابن طلال من أجل ذلك إلى التقهقر والتحصن بجبل “أجا” ثم التراجع إلى حائل في حين أن ابن سعود تقدم بجيشه وحاصر حائلا وضواحيها وحصونها الخارجية ووحد القيادة تحت أمرة السير برسي كوكس الذي كان يقود (جيش الاخوان المسلمين) بنفسه يرافقه جون فيلبي وعدد من ضباط الانكليز وأصدر “تعليماته” إلى قواد الجيش بتطويق حائل من جميع جهاتها وقطع الطرق عنها لئلا تتلقى المدد من الميرة والذخيرة فيسهل الاستيلاء عليها نهائيا تحت تأثير هذا الضغط الشديد والتجويع…
فركز جون فيلبي مدافعه على تل مرتفع تخويفا وأخذ يطلق قذائفها على السور أحيانا، ثم رتب قواته وجهزها ليهاجم البلدة هجوما عنيفا وأحاط جميع جوانبها بالمدافع لهدم السور وضرب المدينة، وبدأ الذين كانوا يراسلون ابن السعود ممن كانوا يسمون أنفسهم “كبار الجماعة” بدأوا يرجفون في المدينة، وذهبوا إلى ابن طلال يشرحون له الامر!.
ملمحين إليه بالتنازل لابن السعود. فلم يرض أن يتنازل لخصمه، وأصر على الكفاح والذياد فاشتد غضب العملاء عليه حين رأوا اصراره ونفروا منه ولكن لا حول لهم ولا قوة وقد أمر البطل باعتقال بعضهم وقبض على الامر بيد من حديد وأخذ يقاتل مع الشعب، والحقيقة “ان حصار حائل قد كشف ” للاخوان المسلمين “البدو” كذب الدعاية الانكليزية السعودية التي تقول ان (شمر وأهل حائل كفرة لا يؤمنون بالله!) وذلك حينما رأى البدو المآذن وسمعوا أصوات المؤذنين يردون نداء الصلاة (الله أكبر الله أكبر) فثاروا على ابن سعود والسير برسي كوكس وفيلبي، لكنهم وعدوهم بالانتظار يومين فقط!.
لان أصحابهم في داخل حائل وعدوا بادخالهم دون معرفة ابن طلال وأهل البلاد… ويقول أحمد عبد الغفور عطار في كتابه السعودي (صقر الجزيرة) الذي أخذ عبد العزيز آل سعود يمليه عليه طيلة سنة يقعد ـ العطار ـ تحت قدمي الملك ليدون ما يقوله، يقول في الصفحة 327 (ولقد حاول السير برسي كوكس أثناء حصار حائل التوسط بين ابن طلال وابن السعود لكن ابن طلال رفض وساطة السير برسي كوكس في الصلح بينهما) وصمم ابن طلال على مقاومة آل سعود والانكليز، وقال لبرسي كوكس (أيها الانكليز انكم تكفروننا وأنتم كفرة… ولولا سلاحكم وقيادتكم فلن يصل عبيدكم آل سعود إلى حدود حائل.. اننا إذا سلمنا من الخونة في الداخل، فسننجح في هزيمتكم أو نموت بكرامة) والخونة الذين يقصدهم ابن طلال هم الذين كانوا يراسلون الانكليز وابن السعود، وهم الذين اقتادوا جيوش ابن السعود والانكليز من النيصية إلى الوسيطاء بين جبل طي وحائل غربا ليسهل دخوله من الجبهة الغربية الجنوبية… ومرة أخرى، تقدم عدد من “كبار الجماعة” وفد مقدمتهم إبراهيم السالم وحمد الشويعر ونصحوا ابن طلال (بأن ينقذ نفسه وعاصمته ورعيته من البلاء المحدق وان يستسلم ويسلم البلاد لآل سعود).. فرفض البطل محمد الطلال بكل شهامة ـ رغم كل الظروف ـ رفض أن يستسلم!… فخرج إبراهيم السالم وحمد الشويعر وعدد آخر سيأتي ذكرهم ممن كانوا على صلة قديمة مع ابن السعود (وكان يعدهم ويمنيهم ويغريهم بتسليمهم حكم البلاد وأكبر المناصب في سلطنته بعد سقوط حائل بيده) خرج إبراهيم السالم السبهان وحمد الشويعر ومن معهما من عند ابن طلال وكتبوا رسالة لعبد العزيز آل سعود يقولان فيها: (ان ابن طلال في حالة نفسية غريبة لا يجدي معها التفاهم وهو عازم على قتالك ومعه من يفضلون الموت على دخولك للبلاد، وفي حال نجاحه وفشلك سوف يكون مصيرنا الموت… سيقتلنا لانه اكتشفنا جميعا اننا معك وهو يعد الآن سيفه لرقابنا، وما عليكم الا أن ترسلوا لنا قوة من جهة الزيارة لتنطلق من هذا المكان لفتح حائل واستلامها) .. وما أن استلم عبد العزيز آل سعود رسالة إبراهيم السالم وحمد الشويعر المرسلة له مع عبيد الملسماني وهو يقيم في الوسيطا واطلع عليها برسي كوكس وجون فيلبي وبقية “الخبراء” العرب ـ حتّى أقروا ارسال قوة مكونة من ألفي رجل تحت قيادة عبد العزيز بن تركي وسعود الكبير ـ ابن عم ابن سعود ـ وسلطان بن بجاد، فاستقبلها مندوبون عن إبراهيم السالم وحمد الشويعر في الزيارة
لتتسلل داخل مدينة حائل فتحدث بتسللها الضغط الاخير على ابن طلال… وفي هذا الاثناء تقدم عبد العزيز بن إبراهيم ـ وهو عميل سعودي اشتهر بالاجرام ـ وكان يظهر الصداقة لابن طلال بينما هو يعمل لحساب آل سعود ـ تقدم ” ينصح” ابن طلال بالاستسلام، فدار بينهما نقاش حاد انتهى باقناع ابن طلال ـ كما يزعم ابن إبراهيم ـ بقوله (قال لي ابن طلال اكتب خطاباً إلى ابن سعود بما تريد وأنا أوقعه)… ويقول العميل ابن إبراهيم ـ (انني قلت لابن طلال: ـ ومع من تبعث بالخطاب؟.. فقال: معك) ـ فقال ابن إبراهيم ـ (قلت له ان كنت أنا الرسول فلا حاجة إلى الخطاب!.
انما أعطني خاتمك المنقوش عليه اسمك ليكون شاهدا على التفويض فأعطاني الخاتم ونصحته بأن يثبت على كلامه وأن لا يستسلم “للمفسدين” الذين يريدون حرب ابن السعود!)… وفي الحال غادره ابن إبراهيم ليقابل الطابور الثاني إبراهيم السالم وحمد الشويعر فأخبرهما فاستبشرا!.. ومن ثم تحرك ابن إبراهيم لمقابلة عبد العزيز آل سعود والسير برسي كوكس وجون فيلبي في ضاحية حائل بالوسيطا، فعرض عليهم خاتم ابن طلال!.
ووافق عبد العزيز آل سعود وكوكس وفيلبي على شروط ابن طلال وقد اتفقت هذه الشروط مع ما سبق أن اتفق عليه عبد العزيز آل سعود والذين راسلوه من “الوجهاء” وفي مقدمتهم إبراهيم السالم السبهان وحمد الشويعر وهي كما يلي:
1 ـ أن لا يولى على حائل أحد من غير أهل حائل يعرفونه ويرتضونه، ويكون لهم الخيار باستبداله بغيره حينما يرون منه ما يوجب تغييره..
2 ـ أن لا يخرج الحاكم عن حدود الشريعة السمحاء.
3 ـ أن يقوم أهل البلد بتشكيل مجلس شورى من أعيان البلد.
4 ـ أن لا تصادر أراضي حائل وشمر والرعية للاسرة السعودية أو لأي فرد من أتباعها.
5 ـ أن لا يحدث أي سوء لمحمد الطلال وجميع أفراد أسرته وأصحابه وأهل حائل وشمر وكافة أفراد رعيته وأتباعه ـ والمماليك ـ وكل خصم أو صديق في معيتهم وكل محارب وغير محارب، وأن يترك ما مضى وألا يلتفت إلى الوراء، وأن يعيش ابن طلال وأسرته بعد استسلامهم معززين مكرمين وفي حالة يرضونها…
فنقل عبد العزيز بن إبراهيم ومعه عبد العزيز بن مساعد الجلوي هذه الاتفاقية الموقعة من عبد العزيز آل سعود إلى محمد الطلال والى إبراهيم السالم وحمد الشويعر وجمعوا جمعاً كبيرا من الناس وقرأوها عليهم للتهدئة.. وبعد هذا سلم ابن طلال نفسه وأسرته إلى ابن مساعد واتجه بهم إلى حيث يقيم عبد العزيز آل سعود وبرسي كوكس وجون فيلبي وجموع حراسه وجنوده الذين قالوا: (انهم كانوا يتوقعون الفشل في دخول حائل لو لم يمكنهم من الدخول جماعة من أهل حائل وفي مقدمتهم إبراهيم السالم وحمد الشويعر)…
وفي رأيي: أنه لا إبراهيم السالم ولا حمد الشويعر ولا غيرهما يستطيع منع انهيار حكم حائل، فالحكم بطبيعته قد انهار، وحينما ينهار أي جسم من الاجسام فلا محالة من أن يأكله الدود أو آل سعود واليهود…
تحفز آل سعود و”صحابتهم” لدخول حائل
وبدأ عبد العزيز آل سعود وبرسي كوكس وجون فيلبي وقادة “الاخوان” يتحفزون للدخول إلى حائل والخوف والترقب ظاهر على وجوههم لانهم حتّى ذلك الوقت كانوا يعتقدون أن كل ما جرى مجرد خدعة من ابن طلال للايقاع بهم.
وقال ناصر الدوخي أحد المقاتلين مع ابن السعود: (لقد كنا نستعد للرحيل عن ضواحي حائل وان عبد العزيز بن سعود كان يتوقع تطويقه، ولو أن هناك مقاومة حدثت في اليومين السابقين لدخول ابن السعود إلى حائل لهربنا، لكن جميع “المناظر” مراكز الحراسة والدفاع عن حائل قطعت عنها المؤن والذخيرة من الداخل واستدعى كل من فيها من قبل الذين كانوا يتعاملون مع ابن سعود في حائل).. ويقول فهد المشاري أحد المسؤولين عن مراكز الحراسة في حائل: (لقد خلصت ذخيرتي وجماعتي فطلب مني إبراهيم السالم السبهان ـ بصفته المسؤول عنا ـ التوجه إلى مدينة حائل ومقابلته لاستلام ذخيرة، وحينما دخلت بيته وجدت ـ سعود العرافة آل سعود ـ في بيته ـ فقلت هذه خيانة كبرى: كيف تدخلون سعود العرافة، آل سعود في حائل ونحن ما زلنا نقاتل هؤلاء الاعداء؟.
فقال: “إنها ليست خيانة انها حقن دماء”!. قلت: والله لو أن في بطن بندقيتي “أم خمس” رصاص لافرغته في رؤوسكم ولكن لا شئ فيها!..).. قد تكون غلطة من هؤلاء لا خيانة وان ما فعلوه في مراسلة ابن السعود ما هو الا مجرد “اجتهاد منهم” وانها ليست خيانة في نظرهم، لكن الخيانة وليدة الأخطاء وخطأ واحد يمهد الطريق إلى خيانة كبرى… خاصة فيما يتعلق بمصائر الاوطان…
دخول ابن السعود وبرسي كوكس وفيلبي إلى حائل
ودخل ابن السعود “وصحابته” برسي كوكس وجون فيلبي وقد لبسوا “العبي” العربية.. وأسدل الستار السعودي على ـ حائل ـ وكانت أوخم “دخلة” لنهاية كفاح دام مئات السنين وكانت بداية احتلال في يوم مشؤوم هو يوم 29 صفر 1340 هـ الموافق 2 نوفمبر 1922 م.
وقد ولدت بعد العام بعام واحد ونظر لي أهلي كما ينظرون أهل حائل “لمواليد السقوط” سقوط حائل … نظرة عدم استحسان، وكأنهم يريدون أن لا تلد بطون النساء أحداً بعد سقوط حائل بيد الاعداء!…
مواليد السقوط
ولذلك نرى الشيوخ من أهالي حائل يؤرخون مواليد ما قبل هذا اليوم المشؤوم ” يوم سقوط حائل” بيوم السقوط، وما قبل السقوط، وما بعد السقوط، فالذين ولدوا ما قبل سقوط حائل ينظر لهم نظرة استحسان وهم الذين كان لهم شرف الدفاع “اللهم إلا أولئك الذين تعاملوا مع ابن السعود”… أما الذين ولدوا بعد السقوط فهم في نظر الشيوخ أقل شأنا مما يجب .. وعندما يعيب الشيوخ أي عمل أو قول من أعمال أو أقوال الشباب فانه يزدرونه بقولهم (أو هـ… لا يلام هذا الفتى لأنه من مواليد السقوط)! أي أنه لم يقدم لموطنه شيئا من التضحيات ولا غرابة منه إذاً أن يقول أو يفعل مالا يرضى عنه!!.. كما نرى أن كبار السن من أهالي حائل يتشاءمون من شهر (صفر) من بدايته إلى نهايته!.
لكونه شهر الاحتلال السعودي… وكانت جدتي حسنا السعيد تجمع معظم نساء حيّنا يوم كل خميس وخاصة النساء اللاتي قتل آل سعود أولادهن وذويهن ـ وتلقي فيهن محاضرات ، أذكر منها قولها: (أنحس الاشهر الملعونة هو شهر صفر، في هذا الشهر تقوم القيامة ويفنى العالم في هذا الشهر!…. في هذا الشهر سالت الدماء غزيرة من أهلنا وأحباب قلوبنا.. في هذا الشهر تولى بلادنا اليهود آل سعود!).. ثم تختتم جدتي كل محاضرة من محاضراتها مهما اختلفت بدعوة النساء إلى رفع أيديهن إلى السماء والدعاء على آل سعود بالدعاء التالي: (اللهم انصرنا على اليهود آل سعود… اللهم لا تجعلنا نموت قبل أن نرى يوم ذهابهم آمين يا رب العالمين!..) .. وهناك عماتي ـ رقية وسلمى ولطفية ـ وقد قتل آل سعود اخوتهن: عبد الله وسليمان وعيسى السعيد في معركة النيصية، فلا تقل احداهن شأنا “في الدعاء”! واثارة الناس ضد آل سعود!.
وأول مرة دخلت السجن السعودي كانت مع جدتي وعمري سبع سنوات
ووقتها كنت أتأثر بكل ما تقوله جدتي من حكايات عن جرائم آل سعود وكانت جدتي جريئة في مقارعة الرجعية أكثر بكثير من معظم الرجال… فلا زلت أذكر ما فعلته جدتي بخادم الملك عبد العزيز آل سعود رغم كونها تحت حكمه وفي أوج جبروته، وكان عمري لا يتجاوز سن السابعة ـ حسب ظني ـ حينما طرق بابنا بشدة دلت على أن الطارق من خدم “الشيوخ” ـ أي الحكومة ـ فلخدم الحكمة طرقات يعرفون بها تحدث من صوتها الرعب للناس وتدل على فظاظة الحكم وعنجهيته، ومن تلك الطرقات عرفت جدتي أن الطارق هو خادم “الحكومة” لكنها لم تشأ قطع صلاتها، فتلك الصلاة كانت زائدة عن الصلوات الخمس مخصصة للدعاء بزوال حكم آل سعود وصب جام اللعنات ضدهم أثناء الصلاة.
ولم تستعجل جدتي بل أنهت صلاة “الدعاء” المعتادة تلك، وكان الباب لا زال يقرع بشدة، ففتحت الباب وإذا بها أمام وجه (ابن مصيبح) خادم الملك، بيده السيف وباليد الاخرى زنبيل “قفة” يحتوي على قرابة الخمس كيلات من القمح “تصدق” الملك عبد العزيز علينا كما تصدق بمثلها لغيرنا وبمناسبة زيارته “المقدسة” لحائل… وقدم الخادم تلك القفة لجدتي بسخرية قال فيها (لماذا لا تفتحي الباب؟..). قالت (انني أصلي).. قال الخادم (لماذا هذه الصلاة والوقت ليس وقت صلاة؟!) .. قالت جدتي: (ان هذه الصلاة هي صلاة الضحى وهي مخصصة للدعاء عليكم وعلى حكمكم بالزوال الذي قاتلنا بتهمة “أننا كفرة مشركين ولا نعرف الصلاة” والآن تمنعنا عن الصلاة!).
فرد الخادم وقال: (لولا أن عمرك أكثر من ستين سنة كنت قطعت رأسك!).. قالت جدتي: (يا كلب اليهود.. ايش تبغي الآن؟!).. قال الخادم بغضب شديد: (خذي هذه الصدقة من طويل العمر، وادعي له بالعز وطول العمر بدل ما تدعي عليه وهو الذي ما نسي أحداً فيكم رغم أنكم أعداء الله ورسوله!).. قالت جدتي بسخرية غاضبة: (طويل عمر!.
ادعي لطويل العمر؟!… وما زلنا أعداء الله ورسوله؟!) ثم تراجعت جدتي إلى الوراء قليلا وأمسكت بعروتي القفة وفتلتها وأومأت بها بشدة وسرعة وقذفت بها وجه (ابن مصيبح) خادم الاحتلال السعودي فضربته ضربة جعلت خادم “الشيوخ” يدور حول نفسه ويسقط سيفه على الأرض. وكانت تلك الضربة قوية رغم كبر سن جدتي، فتطاير القمح بحيث لم تلتق حبة واختها في نفس الطريق!.. بهت الخادم من تلك المفاجأة غير المتوقعة من تلك العجوز التي لم تكتف “بالدعاء” والضرب بل أمسكت بسيفه لتضربه به، لو لم يستخلصه منها وهي تصرخ ممسكة بثيابه تمزقها وتصب جام لعناتها المتواصلة عليه وعلى سيده الملك عبد العزيز ووكيله في حائل عبد العزيز بن مساعد الجلوي، متسائلة بعد ذلك بقولها: (هل تريد يا خادم الظلم مني أخذ هذا القمح كصدقة من سارق كبير؟.
حصري تاريخ الوهابة كامل ومترجم وثائقي وتم منعه من العرض في المملكه السعودية
http://youtu.be/5RVC2JhhZLs
أم أخذه كدية لدماء عبد الله العيسى وعيسى السعيد وابني الذي قطعتم رجله في معركة النيصية مع بقية الاهل والجيران وأبناء بلادي الذين قتلتموهم بتهمة الكفر والالحاد لأنهم دافعوا عن الوطن؟ أم آخذها كفدية لاحتلاكم الوسخ للوطن؟.. اذهب فما زالت دماء الالاف في النيصية والجثامية والوقيد والصفيح وسلمى واجا باقية لم تنس تلعنكم، اذهب وقل لسيدك الطاغوت عبد العزيز ان حسناء ورقية وسلمى وبقية عجائز حائل ونساء حائل أكثر ذاكرة من بعض الرجال الذين باعوا وطنهم بينما استمات رجالنا دفاعا عنه وماتوا دونه).. قال لها الخادم: (ألا تخافي من عقبى كلامك هذا؟).
فازدادت حنقا وهي تهتف باصقة بوجهه: (ماذا بقي لنا حتّى نخافكم يا مجرمين؟ رح راحت روحك وروح من أرسلك يا عبيد جون وكوكس) تقصد (جون فيلبي وبرسي كوكس).. ثم أطبقت الباب بوجهه.. وبعد ساعتين من ذهاب خادم الاحتلال السعودي، عاد ومعه خمسة خدم أجلاف مثله فاقتادوا جدتي وأنا معها إلى قصر ابن مساعد حيث أمطرها بأقصى المسبات ثم أمر بسجنها وأنا معها، فدخلنا السجن وهو عبارة عن غرفة نتنة قذرة فيها (حطبة) مصيدة توضع بها أقدام السجناء، الا أنه في المساء أفرج عنا بواسطة بعض الجماعة، ثم أعادونا مرة ثانية إلى ابن مساعد ليودعنا بلعناته القذرة وتهديداته لجدتي حيث اتهمنا هذه المرة بتهمة خطيرة وهي (تحريض الله سبحانه وتعالى على ولاة الأمور الصالحين!).
فردت جدتي عليه بقولها: (ان لعناتك ترجع عليك.. ونحن ندرك أنكم تملكون الموت والحياة، لكنه لا فرق بين الموت والحياة عندنا فالموت أفضل لنا من وجوهكم بعد ما حل بنا ـ بعد ذهاب أعز أهالينا… وأنا العجوز لا أملك غير دعوات رب العالمين بزوالكم).. فدفعها الخدم وأنا معها من الدرج، وذهبنا حتّى وصلنا بيتنا فوجدناه مليئ بالرجال والنساء ينتظرون عودتنا بالاكبار والتقدير.. وكانت كلماتها تلك دروسي الاولى في مقاومة آل سعود فتطورت تلك الدروس إلى وعي أشمل لمشاكل الشعب كله والوطن والامة والانسانية التي لا ننفصل عنها..
ومن يتلقى أولى دروسه من امرأة لن ينساها ـ خاصة ان كانت تلك المرأة أما أو جدة ـ فللام والجدة من قوة التأثير ما ليس للمعلم.. والأم والجدة ان صلحتا صلح النسل وان فسدتا فسد النسل… ومواقف جدتي تلك التي كانت أشرف من مواقف جامعة الدول العربية في محاربة الرجعية والاستعمار تذكرني بما قرأته عن الشعب الاسبرطي الذي عاش قبل ميلاد السيد المسيح وكانت له بطولات عظيمة مدهشة ولم يكن خلف تلك العظمة والبطولات غير النساء.. كان وراء تلك البطولات تربية أمهات) أولئك الرجال وقوة تأثيرهن في تلك الامة.. مما دفع حكامهم حينما عرفوا ماللام من قوة تأثير إلى سن ذلك القانون الفريد من نوعه حيث نص هذا القانون (على ان كل مرتكب ذنب لا يعاقب.
بل تعاقب والدته) إلى حد أن نص هذا القانون: (على جلب والدة المذنب إلى الساحة العامة للمدينة وجلدها أمام الناس جزاء لسوء تربيتها لابنها أو بنتها) مما زاد حرص كل أم مهملة لتحسين تربية أطفالها وجعل كل ـ ابن امرأة ـ يحسب ألف حسان لتمتدح أمه ولكيلا تجلد أمام ـ أم خطيبته ـ وحبيبته وأصحابه فيسجل التاريخ عار أمه التي تساهلت في تربية ابنها وطنيا فتساهل هو في حقوق شعبه وأمته … وبذلك أصبح الجميع أبطالا.. لا شك أن في ذلك القانون من الإجحاف ما يتنافي وعصرنا هذا فيما لو أراد أي حاكم تطبيقه الا أن ما أتمناه هو أن تكون هنالك قوة شعبية تتمكن من تطبيق هذا القانون بأمهات الحكام العرب لعلنا نجد مهم من لا يهادن الرجعية كما لم تهادنها جدتي التي كانت أكثر شجاعة من معظم الحكام، حيث لم تهادن جدتي الرجعية ولم مرة ولم تقبل من الرجعية أي عون، ورغم تأييدي لنظريات جدتي في آل سعود وفي معظم الحكام الا أنني لا أؤيد ظنها بأن ما وقع في حائل وقراها من مجازر سعودية رهيبة يقع لسواها.. فما من منطقة في بلادنا قد نجت من مظالم الطغيان، وهناك مظالم ومجازر سعودية أخرى ارتكبها حكم الطغيان في أماكن أخرى كثيرة من الجزيرة العربية… إلا أن ما وقع في حائل شئ رهيب يحتاج وحده إلى كتب كثيرة، وما نكتبه الان ما هو الا أمثلة تذكرنا بسقوط حائل، وتذكرنا بمظالم آل سعود في حائل، وتذكرنا بمشاريع آل سعود في حائل!، تلك المشاريع “العظيمة” التي قد أولاها آل سعود بالغ اهتمامهم تمشيا بوصية والدهم في السلب والنهب والقتل، ووالدهم في السلب والنهب والقتل، ووالدهم عبد العزيز هو صاحب مشروع (أخذناها بالسيف) بل صاحب أول مشروع طبقه في اول يوم لسقوط حائل حيث لم يخلو بيت من البيوت الا وفقد منه ستة أشخاص أو ثلاثة أو واحد على الاقل…
حينما دخل عبد العزيز وكوكس وفيلبي حائل
في اليوم الذي دخل فيه عبد العزيز آل سعود “وصحابته” حائل تقدم عبد العزيز آل سعود “وصحابته” حائل تقدم عبد العزيز آل سعود المنحل “بمشروع حيوي جداً!!”.. فما هذا المشروع؟.. المشروع كان زواجه ـ اكراها ـ وشبيه بالاكراه ـ بمجموعة من النساء من ضمنها بعض نساء آل رشيد .. وبالطريقة السعودية المعروفة.. وهي الاغتصاب باسم الكتاب والسنة!.. تعبيرا عن فرحته في يوم كان كله حزن ومصيبة بسقوط القتلى.. وسقوط الوطن وسقوط الكرامة وكانت تلك أول صدمة لمن تآمروا مع ابن السعود وأحلوه في حائل خلسة وغدرا.. لكن واحدة من النساء التي أراد اغتصابهن لم تتحمل أن يوجه لها هذا الحيوان السعودي المتوحش تلك الاهانة ولم تقبل بمرور لحظات سروره الماجن دون الثأر لكرامتها وكرامة شعبها ولو بأي طريقة من الطريق وحسب المستطاع… فزفّت إليه العروس اغتصابا… وكانت قد اخفت مخرزا بيدها… وما أن حاول الحيوان السعودي الاقتراب منها حتّى أغمدت مخرزها في عينه تصرخ: “لن تقرب مني أيها الملعون”.. وهكذا فقد عبد العزيز آل سعود عينه.
فلسطين في عيني!
وهي العين التي أشار باصبعه عليها عندما جاءه وفد فلسطين عام 1947 طالبا قطع البترول عن الغرب والصهاينة للضغط على أمريكا!!! ـ وقال عبد العزيز قولته المشهورة (انني أحافظ على فلسطين في عيني … ولن تضيع فلسطين الا إذا ضاعت عيني هذه!) وضاعت فلسطين كما ضاعت عين عبد العزيز.. وعندما قيل لعبد العزيز بعد ضياع فلسطين، لقد ضاعت فلسطين التي تعهدتها بعينك، قال: لن أكون أول من أضاع فلسطين ولا آخرهم… أما عن المرأة الشمرية التي أضاعت عين الطاغية عبد العزيز فلم يجرؤ هذا الطاغية على أن يمسسها بسوء لشعوره بالذنب والجريمة ولخشيته من تسرب الخبر… وقد اعتبرها اهانة له في هذا اليوم “من امرأة عربية شمرية” أرادت الاخذ بثأر رجالها عندما خانهم بعض الرجال بقصد ساذج أو خبيث بل أشاع هذا الطاغية ان ما حدث لعينه لم يكن الا (نظرة من عين حسود أصابته بعينه لهذا الانتصار!!) فسرح المرأة فورا… ولا أقول طلقها لأنه ليس بينه وبينها عقد زواج كما هو الحال في كل زيجات آل سعود (ألا يجوز أن يقال أنهم بهذا أولاد زنا؟).. أما عن أهمية سقوط حائل بيد الاحتلال الانكلو سعودي.. فقد قال السير برسي كوكس (لقد انتهى عهد الرعب وشغلنا الشاغل ـ انتهت حائل وقبائل اسمها شمر لم نحس قبل سقوطها بالاطمئنان… حقا لقد كان عبد العزيز المتعب الرشيد مستهترا حينما قال له بعض أصدقائه بعد أن استولى ابن السعود على القصيم: دعنا نقاتل ابن السعود ونهاجمه فنحن قوة وابن السعود لا زال ضعيفا قبل أن يمده الانكليز ويصبح في عيونهم شيئا، فكان رد عبد العزيز ابن الرشيد ساخرا من الناصحين بقوله ـ ابن سعود أرنب مجحِره ـ ابن سعود لا يمكن أن يفلت من يدي، أي أن ابن السعود أرنب في جحرها وما دامت الارنب في جحرها فهي مضمونة للصياد وسأصطادها متى شئت!. وكان قد اصطاده ابن السعود)..
بعض الاسماء من آلاف الشهداء
فهد يحتسي الخمر مع كارتر
وها هي الآن أسماء بعض الآلاف الذين استشهدوا في مجازر النيصيّة والجُثامية والصفيح والوقيد وضواحي حائل
وسهالها وراحوا ضحية الواجب الوطني ـ والغدر الانكليزي السعودي الآثم، ومنهم: الشهيد فهد سليمان العيسى، والشهيد فهد العْبِدَه، والشهيد صالح العيد، والشهيد عبد الله العيسى السعيد، وعيسى العيسى السعيد (رصاصة حطمت فخذه وتوفي منها فيما بعد بالعراق) والشهيد حمد العلي السعيد، وسليمان السيعد، وعنبر العنبر وسليمان النودلي ومجول العيد الزويميل وشائع الملق وعبده الفائز ودعسان الهمزاني وسعود المطيلق ومرجان بلال المرجان (أشعلوا فيه النار هو وسبعين شخصا معه) وصالح الضبعان (ورفاقه ثلاثون شخصا مثلوا بهم حتّى ثيابهم) ومهدي البلال، (والعودي وأولاده ـ وجماعته وعددهم 47 شهيدا جمعوهم وأحرقوهم بالنار) والشهداء دعيع وطاهر، ومهدي أبو شرين وسلامة وشقيقه ناصر العنبر وجابر الشعلان وحماد الشعلان وعثمان المشاري ومسفر المتعب ومنديل المهوس وفهيد المنيع وفالح الحيص وعامر وغانم الكوش ومرشد المسلط وعبد المحسن الشومر (وجماعته مائة وستون أحرقوهم بالنار أحياء) وابراهيم العريفي (ومائتان وثلاثة وأربعون معه قتلوهم وسرقوا ثيابهم وأحرقوهم) هؤلاء ممن استشهدوا في مجزرة النيصية، أما الذين استشهدوا في مجزرة الجثامية فمنهم الشهداء: رعاف الغلث وفرج السعود وساطي المسيعيد وثاري البجيدي وعلي العايد وفهد السعيد وسالم الطالب وفهد الهشال وجروان الاحمد وسليمان المهدوس وفرج الجيش وابراهيم السهيل وعلي الجميعة وابراهيم الصلحاني وخلف النعيم وعبد الله البريك، وغيرهم من الآلاف الذين سيكتب الشعب أسماءهم العربية في سجل الصديقين والخلود مع (400 ألف شهيد) من أبناءه في كافة أنحاء الجزيرة العربية قتلهم الآثمون السعوديون والانكليز في معارك تربة والطائف والجوف والحفر والحجاز ونجد ومن معظم القبائل.. كما شردوا من شعب الجزيرة العربية ما يزيد عن المليون ونصف مليون مواطن إلى أنحاء آسيا وافريقيا وكافة البلاد العربية.. وهناك بطولة استشهاد لا ينساها شعبنا.. تلك هي بطولة استشهاد القائد البطل ضاري بن طواله رئيس عشيرة (الأسلم) من قبيل شمر.. لقد نزح ضاري بن طواله مع من نزحوا من عشائر شمر عن حائل لخلاف بينه وبين سعود آل رشيد، ولكن ضاري بن طواله ما أن علم بحصار حائل من قبل السعوديين حتّى توجه من الكويت إلى حائل رغم ما بينه وبين آل رشيد من خلاف جعل ابن الرشيد يهدد ضاري بن طوالة بالقتل… توجه البطل ضاري بن طوالة ليدافع عن حائل، وأخذ واخوته يحارب كل من في طريقه من السعوديين وأتباعهم حتّى وصل إلى يا طب (30 كم تقريبا شرقي حائل) وهو يقاتل الخونة بشدة.
وفي ياطب أطلق عليه أحد عملاء الانكليز السعوديين الذين رافقوه رصاصة غادرة أردته قتيلا.. ولم ينس حتّى وهو يلفظ أنفاسه الطاهرة أن يوصي قومه بمواصلة القتال في سبيل الوطن.. وكانت آخر كلمات هتف بها البطل واختلطت بحشرجات روحه الطاهرة قوله المأثور: (هذا هو عذري منك يا حائل.
هل تقبلين بهذا العذر؟. أنني مت دفاعا عنك ولم أخونك ولم اتركك وحيدة ولو لم يقتلني هذا الشقي اليوم في حماك لكتب لي الموت غدا في جوفك فو الله لن أقف على قدم من بعد سقوطك ولن أحيا بعد ان يتسلمك الاعداء وان تركتك غضبا على حاكمك فلم أتركك غضبا عليك) فلتعش يا ضاري بن طوالة البطل مع الشهداء والصديقين خالدا شهيدا..
ولم تكن قصة هذا البطل هي الفريدة من نوعها على ابناء شعبنا.. فكم من جندي باسل شجاع استشهد.. أما من نجا من المجاهدين في حائل، فلم يستسلموا للطغيان السعودي، بل ذهبوا إلى الحجاز ليشاركوا شعبنا هناك شرف الجهاد.
ونذكر منهم البطل الشهيد صالح السعد الله الذي لم يستسلم للسعوديين فهرب من حائل إلى الحجاز ليشن هجمات فدائية على مخيمات ومدافع الانكليز وابن السعود في الرغامة بجدة حتّى استشهد البطل هناك بعد أن شن هجمة من هجماته المتعددة على مخيم ابن السعود نهارا حينما ألقى بقنبلة من يده على شخص اسمه صالح الذعيت كان زميلا لصالح السعد الله في الجهاد وهرب مع الامير عبد الله المتعب الرشيد قبل سقوط حائل فبقي مع ابن السعود وقد اتهمه صالح العبد الله أن الذعيت قد أصبح يحارب مع ابن السعود ضد شعبنا في الحجاز رغم أن الذعيت هو الذي سبق له قطع رأس الكابتن شكسبير قائد جيش الاخوان السعوديين.. فهجم صالح السعد الله على صالح الذعيت مقتحما تحصينات الانكليز وابن السعود وتحدت مع الذعيت وجها لوجه بقوله: (انا صالح السعد الله يالذعيت هل تذكر جهادك الأول: هل تذكر أنك أنت الذي هجمت بسيفك على مدفع الانكليزي شكسبير قائد جيش ابن سعود وذبحته في معركة جراب التي هزمنا فيها جيش العدو الانكليزي عبد العزيز بن سعود؟..
اخس يالذعيت يا بياع بلاده.. ولكن خذها ثمنا لخيانتك يالذعيت).. فألقى عليه قنبلة مزقت أحشاءه.. ثم راح البطل صالح السعد الله يهرول ويحمي مؤخرته بعض رفاقه… ولكن رصاصة سعودية غادرة لحقت به من الخلف فأردته قتيلا.. واستشهد البطل ولم ترفع جثته من الأرض التي سقطت عليها مدة تزيد على شهر، حتّى أنها تيبست دون أن تدور أو تلحق بها عفونة.. أما قبائل شمر المجاهدة فقد هاجر منها قرابة الخمسين ألفا إلى العراق وسوريا والاردن.. أما ابن السعود فقد خان كل عهوده ومواثيقه “ولحس” تلك المعاهدة التي وقعها هو والمتآمرين معه بقصد أو غير قصد.. ولكنه وضع الشيخ إبراهيم السالم السبهان حاكما على حائل إلى حين.
خان عبد العزيز آل سعود عهده ومعاهداته
الجزء الرابع من من تاريخ آل سعود للشهيد ناصر سعيد"فضائح غرائب وعجائب آل سعود وبدأ الانكليز بتوجيه الضربة من الرياض
الجزء الرابع من من تاريخ آل سعود للشهيد ناصر سعيد"فضائح غرائب وعجائب آل سعود وبدأ الانكليز بتوجيه الضربة من الرياض