بلم / جمال الحسني
بعد سقوط الأخوان في مصر بسبب السياسات الفاشلة بإدارة البلاد , و تهشم حزب الإصلاح في اليمن وتخلي قواعدهم عنهم , و تصنيف سعودي للإخوان والنصرة وداعش بأنهم أرهابين , و سقوط شعبية أردوغان وحزبه في تركيا , تعود بي الذاكرة الي تاريخ جماعات الإخوان المسلمين الذي في يوماً ما دعت الجماعة في عموم البلدان العربية جماعة أخوان سوريا الي الحوار مع النظام السوري وخصوصاً أن النظام مواقفه أيجابية وداعم رئيسي لحركات المقاومة وبمن فيها حماس , مؤكدتاً انحراف مسار إخوان سوريا في حال لم تقم بالحوار مع النظام ...
هذه الموقف لجماعة الإخوان في الدول العربية عندما كانت قطر منحازة للمقاومة في 2009م / 2010م وبعد بزوغ ثورات ماتسمى بالربيع العربي في المنطقة في مصر وتونس واليمن وليبيا قررت قطر الداعم الرئيسي للإخوان إحراف مسار الثورات للسيطرة عليها علي أساس أن يكون النظام الجديد مابعد الثورة موالي لها , وحتى حركة حماس للأسف أنزلقت مع تلك المخططات الغير سوية وتخلت عن سوريا الداعم الرئيسي للمقاومة وتدخلت في شؤون مصر ..
فنفذت مخخطاتها بادوات أخوانية في مصر وفي اليمن وفي تونس ولكن الوضع لم يستمر فحصل غضب شعبي ضد جماعات الإخوان المسلمين وضد قطر ,كما أن دواعي تلك المؤامرات علي ثورات الشعوب أًصبح يهدد أمن وأستقرار الدول الشقيقة لقطر "الإمارات السعودية"
ولهذا سحبت معظم دول الخليج سفراءها من قطر وأعلنت بأن جماعات الإخوان المسلمين جماعات إرهابية وإمهال السعوديين المقاتلين في أي دولة 15 يوم للعودة الي السعودية .
واليوم نشاهد انتصارات الجيش العربي السوري في بسط السيطرة علي عموم سوريا والحفاظ علي وحدة البلاد وإنقاذه من مصير مجهول , وفي الحقيقة أن المقاتلين المستوردين من الخارج لدعم من يسمون بأنفسهم معارضة سورية كانو سبب في تدميرسوريا. ولكن الغريبة والأكثر غرابة في ظل أن الإخوان والسلفيين في اليمن يدعمون المصالحة والمبادرة للحل السياسي و في مصر يدعمون ديمقراطية لفظية نجدهم لايريدون أن تتم مصالحة وطنية و حل سياسي وانتخابات حقيقة في سوريا ...
و عند قرائة الواقع نجد بأن تناقض الإخوان و السلفيين في اليمن في مواقفهم بين العملية السياسية في اليمن ومايحصل في سوريا ليس من فراغ ولكن يعبر عن أبتزازهم السياسي لكسب مواقف من الدول المعارضة لسوريامثل السعودية وأمريكا وبالمقابل أستنزاف البقرة الحلوب قطر الداعم الرئيسي لجماعة الأخوان ..
واليوم وبعد كل ماظهر علي السطح من حقائق تؤكد عدم وجود مشروع للإخوان سوى تدمير سوريا وأستنزاف مصر و تمزيق اليمن والتأمر علي ثنائية الوحدة اليمنية الآ يسعى الأخوة العرب وخصوصاً الشقيقة والجارة السعودية بالإنفتاح للقوى الوطنية في تلك البلدان وإستيعاب خطورة دعم كل من يعارض سوريا في اليمن خاصة, وخطورة غياب سوريا من المعادلة الأقليمية . والأتجاه نحو تصحيح المسار بتطبيع العلاقة مع القوى التي ترفض لها الشر وتريد لها الخير سواء كانت في جنوب اليمن أو شماله و مع النظام السوري والعراقي و ا.لبناني , فالتيارات القوميةالعربية لم تكن يوماً سوى داعم لنهضة دول الخليج وتريد لهم الخير كما تريدها لنفسها .
رئيس التحرير موقع المصيراونلاين