بقلم : ميسون عوض
تعرف المواطنة بدايةً على أنها مكانة أو علاقة اجتماعية تقوم بين شخص طبيعي ومجتمع سياسي (دولة) ، كما تشير المواطنة لوجود التزامات متبادلة من جانب الأشخاص والدولة.
وتكون المواطنة صالحة وغير صالحة اعتماداً على قوة العاطفة الوطنية عند المواطن. يعرف البعض المواطنة الصالحة بأنها تلك التي تكون مفعمة بالوطنية وبالولاء للوطن والتضحية في سبيله.
وتأتي أهمية المواطن الصالح وإعداده بالمواصفات المطلوبة التي تجعله قادراً على القيام بواجباته نحو وطنه انطلاقاً من كونه أحد المقومات الأساسية في بناء المجتمع ، لأن صلاح المجتمع وتقدمه يعتمد على صلاح هذا الشخص ، وأهليته للمواطنة ، فالمواطن الصالح هو المواطن المنتمي للوطن والموالي له ، والمحترم مبادئه ، ودستوره ، والملتزم بأنظمته وقيمه وتطلعاته ، والمعتز بالانتماء والولاء له ، والمحترم كرامة الإنسان والوطن ، ولديه الاستعداد للدفاع عنه ، وبذل كل جهد في سبيل تطويره وازدهاره وأمنه ، ولذلك يلتزم بدفع الضرائب والفرائض المالية طوعاً لأنها في مصلحة الوطن.
أما المواطنة الصالحة فتعرف على أن يكون فعل الأفعال عند الفرد أو المواطن لخير المجتمع وصالحه ، والخير المقصود هنا ثروة كلية للوطن تقسم على المواطنين ، فيتحقق لهم منها الإشباع أو التمتع ، وتكون الثروة مادية مثل الحدائق العامة ، والآثار والأماكن الحضارية ، وروحية كالتقاليد والثقافة والتراث الوطني ، ومن هنا فمن واجبات الفرد البحث عن صالح مجتمعه حتى يتصف بالمواطنة الصالحة.
ومن خلال توجهات الخطاب السياسي والاجتماعي الأردني يمكن القول إن الفرد (المواطن) الصالح يمتلك مجموعة من السمات أو الصفات منها:
- الولاء لله والوطن والملك ، والانتماء للأمة العربية والاعتزاز بتاريخها ولغتها.
- أن يتمسك بحقوق المواطنة ، ويتحمل المسؤوليات المترتبة عليها.
- يحترم القوانين والأنظمة والتعليمات.
- يحترم كرامة الوطن ، ويدافع عنه أمام كل من يحاول الاعتداء عليه.
- احترام كرامة الإنسان ، كاحترامه لحرية المعتقد ، وتشجيعه المساواة الإنسانية وإظهاره التقدير والاحترام لكافة الأفراد.
- الاهتمام بخير الآخرين ورفاهيتهم كمساعدته للناس.
- أن يوازن بين مصالحه الفردية ومسؤولياته الاجتماعية كإظهار المُثل الأخلاقية ، وتحقيق مصالح الآخرين ، وضبط النفس ، والمحافظة على الوعود.
- إظهار الاستقامة والأمانة.
- إشراك نفسه في حل مشاكل المجتمع وخلافات الناس ، وأن يكون مخلصاً في الخدمة العامة.
- نبذ التعصب لأي جهة كانت.
- أن يقدر قيم الإنتاج فيكون منتجاً أكثر منه مستهلكاً.
- يتحمل المسؤولية حيثما كان موقعه.
- يدفع الضرائب والفرائض المالية جميعها عن طيب خاطر.
لابد من التركيز على مقومات المواطنة الصالحة وتربية المواطنين على أن كل واحد منهم رجل أمن في حيزه الذي يشغله ومواجهة الإشاعات والحملات المشككة بإيمان راسخ وعقيدة راسية وعقلية مقدرة لأهمية التماسك والاجتماع وبصيرة بخطورة عدم الاستقرار والتطرف والغلو. وضرورة ربط الشباب بالعلماء والمثقفين الثقات. والحث على بث الوعي الوطني وتعزيز الثقافة الوطنية بالتركيز على أهمية المملكة الأردنية الهاشمية إقليمياً وعربياً وإسلامياً ودولياً وحث المواطن على الحفاظ على مدخرات هذه الوطن ومؤسساته وأجهزته وسمعته ومشروعاته التي وفرتها الدولة للمواطنين حرصاً منها على راحتهم.
حب الوطن والالتصاق به والإحساس بالانتماء إليه شعور فطري غريزي لا سلطة لك عليه ويتحكم فيه القلب.. أو بالأصح الجزء من العقل الذي يتحكم في القلب والمشاعر وكل الوظائف والانفعالات اللإرادية.. ولذلك ليس له تفسير محدد.
