728x90 AdSpace

4 ديسمبر 2014

القضية الجنوبية والارادة الشعبية عنوان للاستقرار والمستقبل

بقلم / جمال الحسني-  
قدمت القيادة الجنوبية للمؤتمر الجنوبي الإول المنعقد في القاهرة  جملة من النصائح والمواقف لانجاح العملية السياسية  للجنة التحضيرية لمؤتمر الحوار ورئاسة مؤتمر الحوار والسلطة الحالية في رؤية الجنوب برؤية الجنوب بكيفية التعامل مع الملفات والقضايا من ضمنها القضية الجنوبية وتكيفها لحلحة ازمة الوحدة اليمنية وتحقيق الإمن والاستقرار .

وعلي الرغم من عدم استيعاب لجنة التواصل و اللجنة التحضيرية للحوار  المشكلة من رئاسة الجمهورية والاحزاب السياسية لتجاوز اخفاقات اللجنة التحضيرية الا انها قوبلت ايضاَ بتجاهل رئاسة الجمهورية و الاحزاب التي ساهمت جميعها في اخونة مفاصل الدولة و التمديد لحكومة الوفاق   , وبنفس الطريقة تم ترحيل موضوع شكل الدولة الي بعد عقد المؤتمر و الرئيس هادي بتشكيل لجنة لحسم موضوع شكل الدولة متجاهلين  بان قيمة الحوار بدعم جميع المشاركين لتنفيذ المخرجات والقبول بها واستيعاب صناع القرار في الجنوب وليس تمثيل الجنوب بكومبارس أختاره هادي والاحزاب .
على أثر اقرار  اللجنةالرئاسية  قرار لم يحظى بقبول المكونات المشاركة ولم يستوعب تداعيات تجاهل مايطالب به الشارع والحلول الموضوعية للقضية الجنوبية عقد لقاء جمع الرئيسان علي ناصر محمد وعلي سالم البيض في العاصمة اللبنانية بيروت ,
في  الوقت نفسه عقد المؤتمر الجنوبي الإول اجتماع موسع في مدينة المكلا عاصمة حضرموت اكد علي وحدة الجنوب ورفضه التقسيم الجنوب في مدينة المكلا , كما اكدت جميع مكونات الحراك الجنوبي رفضها للمخرجات والحوار من بينها مكون الحراك  المشارك في الحوار والذي انسحب ايضا من المؤتمر بسبب التجاوزات واستغلال القضية الجنوبية وكانها سلعة تضغط بها الاحزاب للاستفادة  من فرض قرارات  تخدم ايدلوجياتها في محاور اخرى كالحكم الرشيد و العدالة الإنتقالية وهيكلة الجيش والإمن و الحقوق والحريات  ,
كما الممارسات المتعمدة في تجاهل المنطقية والواقعية لشعب الجنوب وأستيعاب الاخفاقات والتجاوزات التي حصلت وتسخير المناصب و الجهود الدولية في قمع المعارضين وتكميم افواه من رفض الاغراءات واسلوب شراء الذمم من أجل دعم مشروع يرفضه الشارع الجنوبي  أدت الي استمرار الحراك الذي تتوسع قاعدته الجماهيرية في ظل عجز السلطة عن تنظيم فعاليات دون توزيع الاموالواستخدام المدارس الجيش .
 حتى طفح به الكيل وظهرت دعوات واصوات تطالب بطرد ابناء الشمال واغلاق الحدود والكفاح المسلح والمعروف بسلمية نضاله  مع الرغم من ان تلك الظاهرة لم تكن موجودة قبل الوحدة حيث كان الشعب في الجنوب يرحب به بالشمال والشعب بالشمال يرحب به بالجنوب .

أتفاق السلم والشراكة والجهود العمانية :
مع أنشغال السلطة في  التمديد لرئيس الجمهورية وترتيب اوضاع قيادة الاحزاب وبعض الانتهازيين متجاهلة أن اليمن اصبحت سلطة بدون دولة وان الوحدة اصبحت في خطاب يردد للابتزاز وخدمة مصالح تلك الفئة , قامت  النخب الجنوبية والقيادات الجنوبية في مقدمتها الرئيس علي ناصر محمد والمناضل محمد علي أحمد والزعيم الجنوبي حسن باعوم والعديد من القيادات كان لها دور في الحفاظ علي سلمية المسار من خلال التواصل المستمر مع الداخل و القوى في الشمال وايقاف اي حروب أهلية بين الشعب في الجنوب والشمال ,  كمالايمكن ان ننكر جهود وزير الدفاع الذي حتى اللحظه يتعامل مع الوضع بحنكة علي الرغم من الابتزاز من قبل بعض الاطراف في المشترك و اجنحة مقربة من رئيس الجمهورية لقمع الفعاليات في الجنوب السلمية .

كل تلك الجهود تزامنة  مع الوعود والتصريحات المطمنة التي قدمتها جماعة أنصار الله أعادة لفيف من الأمل بان المتغييرات في صنعاء التي فرضتها ثورة الـ21 سبتمبر والتي تصدرتها جماعة انصار الله قد تسعى لايجاد حلول واقعية ترضي شعب الجنوب تستوعب الادوات السياسية  الحقيقية فيه بعيداً عن استئجار بعض المكونات المفرخة من قبل هادي والاحزاب .
ومع ذالك تصر الاخوان ورئاسة الجمهورية علي تفريخ الحراك الجنوبي وتقديم بعض المحسوبين عليهم كممثلين بأسم الحراك الجنوبي في اتفاق السلم والشراكة الذي يرتكز علي استيعاب من لم يوقعون علي المبادرة الخليجية .
كماتزامنة جهود أنصار الله ايضا جهود الإقليم ودول الجوا والقيادة السياسية  لسلطنة عمان لحل ازمة الوحدة بين الشمال والجنوب والتي كشف عنها مسئول عماني عن وجود مبادرة عمانية خليجية عربية مكملة للمباردة الخليجية رحب بها الرئيس السابق علي عبدالله صالح رئيس المؤتمر في حوار اجراءه مع صحيفة الاهرام اون لاين
.
الرئيس هادي وحكومة ماتسمى بالشراكة والسلم :
تصر قيادة الاحزاب التي ترفض عقد مؤتمراتها الحزبية  ورئيس الجمهورية علي عدم تصحيح علاقتهم بالارادة الشعبية والقضية الجنوبية مع الرغم من أن  سلطتهم لم تنبثق من ثورة ولا من ديمقراطية وانما مبادرة قوتها ونجاحها بالتفاف الشعب ومناقشة قضايا الشعوب بجديةوأستغلال الجهود الدولية والإقليمية والشعبية لانجاح العملية السياسية وخدمة الوطن والمواطن .
ومن هذا المنطلق كان يفترض علي الرئيس هادي واحزاب المشترك ان تواجه الفعاليات المليونية بمناسبة الذكرى الـ47 لثلاثين من نوفمبر في عدن وحالة الاستنفار في عموم محافظات الجنوب بخطاب واقعي وليس خطاب مستفز يصدر عن الاحزاب ورئيس الدولة الذين بحاجة لان تكون تلك الجماهير في صفه .
ولهذا نتمنى من رئيس الحكومة أ خالد بحاح والوزراء الجنوبيين ان يثبتون عكس ذلك و ان يفكون ارتباطهم من حوار لم يكن لهم دور في صياغته او الاشراف عليه,ويسعون لعدم اتاحة الفرصة لزجهم فيصراع مع شعب الجنوب والشمال .

تصحيح مسار المبادرة او حل عادل للقضية لجنوبية :
مع الحديث عن ايجاد حل جديد او اصلاح مسار المبادرة يجب إن يدرك بان حالة الانهيار التي وصلت اليها  البلد اقتصادياً وامنيناً والفشل الذريع لمؤسسات الدولة لتأدية واجبها في خدمة المجتمع وأزمة الثقة الحاصلة ان يمثل الجنوب مجموعة من الفاسدين والعابثين .... دليل واضح بان اي حل يرتكز علي تثبيت السلطة الحالية  أو تحاصص الاحزاب الفاشلة والمصرة علي الفساد  ستفشل في تنفيذه وستذهب تلك الجهود عبثاً وستأزم الموقف الذي هو اليوم اكثر خطورة مما كان عليه في 2011م 

فكما كانت السلطة عبء علي المبادرة الخليجية هي اليوم عبء علي اتفاق السلم والشراكة , ولايمكن ان نقلل من إزمة الثقة الحاصلة بين الشعب في الجنوب ووالمانحون والإقاليم والعالم من جهة و الاحزاب السياسية والسلطة الحالية في مدى الحفاظ علي مصالحها وتحقيق الإمن والاستقرار وحل القضية الجنوبية وأنجاز التسوية السياسية في اليمن .
كل تلك الحقائق تضع جماعة انصار الله المتصدرين لـثورة الـ21 سبتمبر و الاحزاب الموقعة  الفاعلة امام خياريين  اما تعديل لجنة الإقاليم المتزامن مع تصحيح مسار تنفيذ اتفاق السلم والشراكة وخلق ادوات سلطة جديدة تستوعب الادوات السياسية الفاعلة في الجنوب والاقرار علي أن مرجعية الشعب في  الجنوب لايمكن تجاوزها , أو التشاور لحل القضية الجنوبية من خلال ادوات سياسية جديدة وفرضها بالمسار الثوري او استيعاب الجهود الإقليمية الهادفه لنفس الهدف بما يحقق ارادة الشعب شمالاً وجنوباً .
كما في اعتقادي ايضاً بان استمرار العبث بالقضية الجنوبية من قبل الاحزاب السياسية والسلطة وتجاهل الارادة الشعبية الرافضه  لتلك الحلول التي يراد منها تثبيت السلطة والالتفاف علي القضية الجنوبية 
ستقود  الي أستقلال الجنوب من المبادرة الخليجية وادواتها بدعم أقليمي ودولي تفادي لتحول الجنوب  ساحة لدواعش ولتجارة المخدرات والسلاح .
حينها لن تستطيع لا لجان شعبية ولاجيش  استيعاب المتغيرات ولملمة الامور لان ادوات السلطة التي يحاول البعض التمديد لها  لها في صنعاء لاتعبر عن الشعب الجنوبي ..
ولنا في ماحصل في ابين العبر والدروس  ولولا الوعود بحلول القضية الجنوبية وعودة المناضل محمد علي احمد والجهود التي سعت اليها القيادة الجنوبية بعد اتفاقهم مع المبعوث الإممي جمال بنعمر في دبي والذي اكدو علي التمسك في بالخيار السلمي  واتخاذ الحوار وسيلة لحل القضية الجنوبية  لكانت اليوم الجنوب افغانستان او صومال ثانية او دولة مستقلة .
برقيات :
ماصدر بالإمس من بيان للمجلس السياسي و ايضا ماصدر عن الاخوة في سلطة عمان  عن مبادرة عمانية مكملة للمبادرة الخليجية او جديدة جهود تستحق الاحترام ولكن لابد من تحويل تلك الجهود الي واقع ملموس حتى لا يفقد الشارع الجنوبي الثقة ويصبح ماهو ممكن اليوم غير ممكن غداً .


  • تعليقات الموقع
  • تعليقات الفيس بوك
عذراً خاصية التعليقات مغلقة حالياً
Item Reviewed: القضية الجنوبية والارادة الشعبية عنوان للاستقرار والمستقبل Rating: 5 Reviewed By: وكالة السبئي للانباء-سـام
عذراً خاصية التعليقات مغلقة حالياً