728x90 AdSpace

7 ديسمبر 2014

قراءة في حديث الأسد ... بقلم : المستشار / بشار صافية

بقلم : المستشار / بشار صافية
نفهم نحن السوريون في الداخل والخارج ما يدور في بلادنا بتفاصيل الأحداث ومجرياتها ، دول داعمة لأطراف ، ودول تنتظر لحظة الإعلان عن دمار سورية بالكامل شعباً وجيشاً وقيادة ، مبادئ ، وتراث وأرث حضاري ، وتاريخ مجيد .

 لكن الطامة الكبرى في دول وشعوب بعيدة كل البعد عن هذه الأحداث إما لأن وسائل إعلامها تعمدت وارتضت ذلك ، أو أنها تعيش حياة ترف، ولا حاجة لها أن تفهم ما حولها ، كيف لا والمواطن الأمريكي الذي يشتري صحيفة بـ 100 صفحة ينزع منها صفحة الرياضة أو التسلية ، وتنزع المواطنة الأمريكية صفحة السينما والمسارح والكلمات المتقاطعة وعالم الأزياء ، وأخر يقرأ الصفحة الأولى بعناوينها دون أن يدخل في تفاصيلها . وآخرون انشغلوا  بـ أخبار الفنانين وفضائحهم وزواجهم وولادتهم .. جميعهم غير قادرون على فهم ما يجري في منطقتنا العربية لأنه لا يمكن له أن يشوه سمعه أو بصره أو أحساسة بمشاهد القتل والذبح ، وسماع أخبار المعارك الدائرة في وطننا العربي . 
أردنا إسماع صوتنا للغرب وأعوانهم فأسكتوا الكلمة ، كررنا المواقف علا التكرار يفيد في تحفيز الذاكرة . 
لم تحمل أجوبة السيد الرئيس بشار الأسد رئيس الجمهورية العربية السورية على أسئلة المجلة مجلة Paris Match  الفرنسية التي أجرتها يوم الخميس الماضي 4/12/2014 أي تغير في المواقف بل أعادت على مسامع العالم ما أعلنت عنه سورية منذ بداية الأزمة ، بأننا نتعرض لإرهاب منظم ، إرهاب عابر للحدود ، إرهاب مدعوم من دول تريد تدمير سورية ..  حرب للقضاء على أقوى أذرعة المقاومة ،تدفع سورية ثمن موقفها الداعم للمقاومة ضد عدو احتل أرضنا وعدو يريد تدمير دولتنا ، وحرب دول طامعة بخيراتنا وثرواتنا و دول تخطط لتقسيم وطننا إلى دويلات لتستحكم السيطرة على ثرواته وتضعفه لتكون قادرة على إدارته . 
قال الرئيس الأسد أننا واجهنا إرهاباً مدعوم من قطر بالأموال وبهؤلاء الإرهابيين ، ودعمت تركيا هؤلاء لوجستياً ، والغرب سياسياً .وإذا كان لدينا أخطاء في سورية ومشكلات قبل الأزمة فهذا شيء طبيعي فلا يمكن أن نفترض أن تطور الأحداث سببه داخلي ... 
ورداً على سؤال المجلة حول استخدام الجيش العربي السوري القوة المفرطة أثناء الحرب ولماذا يقصف المدنيون ؟ 
أجاب الرئيس الأسد : عندما يهاجمك إرهابي بالسلاح كيف تدافع عن نفسك وعن الشعب ؟ بالحوار ؟ .. الجيش يستخدم السلاح عندما يكون هناك استخدام للسلاح من قبل الطرف الآخر . ولم يكن هدفنا المدنيين ، ولو لم ندافع عن الشعب لما كنا قادرين على الصمود ، وبالتالي إن القول بأننا نقصف المدنيين هو كلام غير منطقي . 
ورداً على سؤال من وجهة نظر عسكرية حول الوسائل الكفيلة للربح الحرب ؟ 
أجاب الرئيس الأسد : نحن الآن نحارب دولاً ، ولا نحارب عصابات فقط ، مليارات الدولارات تصرف على هؤلاء، ويأتيهم السلاح من دول مختلفة بما فيها تركيا ، ومع ذلك فإن الجيش السوري يتقدم في الكثير من المناطق . و لا أحد يستطيع أن يقول كيف ستنتهي الحرب ومتى ستنتهي ، لكن الحرب الأساسية كانت في البداية بالنسبة لهم هي كيف يكسبون قلوب السوريين، وقد خسروا هذه الحرب ، وحاضنة الإرهابيين أصبحت ضيقة جداً وتراجع هذه الحاضنة هو السبب في تقدم الجيش ، وهنا علينا أن ننظر إلى هذه الحرب عسكرياً واجتماعياً وسياسياً . 
ورداً على سؤال حول سيطرة الإرهابيين على أجزاء من أرض السورية ؟ 
قال الرئيس الأسد : أي منطقة قرر الجيش السوري استعادتها تمكن من الدخول إليها ، فهي ليست حرباً بين جيشين لكي نقول أخذوا جزءاً أخذنا جزءاً . لذلك ستكون حرباً طويلة وصعبة . 
وحول تحمل الرئيس الأسد لمسؤولياته كرئيس لدولة قال : الدولة كالسفينة عندما يكون هناك عاصفة لا يهرب الربان ويتركها . إذا قرر الركاب أن يخرجوا فآخر شخص يخرج هو القبطان وليس العكس . والقبطان لا يفكر بالموت أو الحياة ، بل يفكر بإنقاذ السفينة .. وتابع بالقول : إن بقائي رئيساً ليس هدفاً بالنسبة لي قبل الأزمة ولا بعدها .. ولكن نحن كسوريين لن نقبل أن تكون سورية دولة دمية للغرب .. هذا بكل وضوح أحد أهم أهدافنا ومبادئنا . 
وحول الإرهاب قال الرئيس الأسد إن الإرهاب هو أيدلوجيا وليس منظمات ولا هيكليات،  والإيديولوجيا عابرة للحدود .. قبل عشرين عاماً كان تصدير الإرهاب يأتي من منطقتنا وخاصة من دول الحليج كالسعودية   ... الآن يأتينا من أوروبا . وخاصة من فرنسا .. النسبة الأعلى من الإرهابيين الأوروبيين الذين يأتون إلى سورية هي من الفرنسيين وحصلت أحداث في فرنسا وكان هناك الهجوم على بلجيكا على المتحف اليهودي . فإذاً الإرهاب في أوروبا لم يعد نائما وإنما أعيد إحياؤه . 
وحول الضربات الجوية للتحالف الدولي ضد "داعش" قال الرئيس الأسد : لا يمكن أن تقضي على الإرهاب من الجو .. ولايمكن أن تحقق نتائج على الأرض إن لم تكن هناك قوات برية ملمة بتفاصيل جغرافية المناطق وتتحرك معها في الوقت نفسه .. لذلك وبعد أكثر من شهرين من حملات التحالف .. ليست هناك نتائج حقيقية على الأرض بهذا الاتجاه .. فالقول بأن ضربات التحالف  تساعدنا غير صحيح .. ولو كانت الضربات جدية وفاعلة فسأقول لك أننا سنستفيد بكل تأكيد ولكننا نحن من نخوض المعارك على الأرض ضد " داعش " ولم نشعر بأي تغيير وخاصة أن تركيا مازالت تدعم "داعش " مباشرة في تلك المناطق . 
وفي ختام حديثه قال : كلنا نشعر بالألم لما نراه من دمار ودماء في سورية وأن نرى سورية عادت إلى الخلف عقوداً وليس سنوات ، وأن نرى أن البلد الذي كان من الدول الخمس الأوائل في العالم من حيث الأمان يصبح ملجأ للإرهابيين وأنا أرى أن اعتقادنا بأن الغرب هو من سيساعد في الانفتاح والتطوير فقد ذهب في الاتجاه المقابل : أولاً ليدعم الإرهابيين والتدمير ، والأسوأ من ذلك أن يكون حلفاؤه هم من دول العصور الوسطى في الخليج كالسعودية وقطر . 

وتساءل سيادته : كيف يمكن لأشخاص يعتقدون أو يقولون أنهم يدافعون عن الله وعن الدين الإسلامي أن يقوموا بالذبح والقتل ؟ وهذه حالة من التناقض ليس من السهل أن تفسرها والأطفال يسألون هل يعرف هؤلاء أنهم على خطأ أو لا يعرفون .. والجواب هنا أن هناك من يعرف ولكنه يستغل الدين لأهداف خاصة ، وهناك آخر جاهل لا يعرف أن الدين هو خير ويعتقد أن الدين هو القتل . .
 القائم بأعمال سفارة الجمهورية العربية السورية في صنعاء
  • تعليقات الموقع
  • تعليقات الفيس بوك
عذراً خاصية التعليقات مغلقة حالياً
Item Reviewed: قراءة في حديث الأسد ... بقلم : المستشار / بشار صافية Rating: 5 Reviewed By: وكالة السبئي للانباء-سـام
عذراً خاصية التعليقات مغلقة حالياً