728x90 AdSpace

26 يوليو 2014

غزة .. بين المقاومة وصراع المحاور وتصفية القضية

بقلم/ ضرار البستنجي :
 لايبدو سهلاً تقديم إجاباتٍ وتفسيرات جدُ منطقية لجملة التساؤلات(( والتجاذبات)) التي تتعلق بأسباب انطلاق شرارة العدوان الصهيوني على غزة وبتقاصيل الاحداث بعد ذلك، وبحجم الفوضى واللامنطق لتي سادت الكثير من الاجواء سياسياً وشعبياً قبل حتى عسكرياً او عملياتياً، الثابت فقط هو ذلك العدوان الغاشم الدموي المدمر وماقوبل به من مقاومة شرسة صامدة مزلزلة .

في جذور الحدث ، اعلان كيان العدو عن فقدان ويرجح اختطاف ثلاثة مستوطنين شمال الخليل مساء الخميس ١٢/حزيران ،فيبدأ حملة امنية عسكرية شرسة خلّفت سبعة شهداء وعشرات الجرحى جراء اقتحام معظم مدن وقرى الضفة الغربية في مشهد يوحي بما هو اكبر من البحث عن مفقودين يكاد نقلهم بحرّية من مدينة فلسطينية الى اخرى مهمة شبه مستحيلة ، لينتهي البحث مساء الاثنين ٣٠/حزيران اثر عثور قوات الاحتلال على ( جثث) المستوطنين الثلاثة قرب بلدة حلحول .
العدو يتوعد ويهدد ويتهم ( ناشطيّن) من حماس بالوقوف وراء عملية الخطف والتصفية، حماس لاتعلّق ، يجتاح العدو الخليل ، يعتقل اقارب المتهمين، يهدم بيوت عائلتيهما، يستمر التضييق.
عصر الاربعاء ٢/تموز وفي اطار الممارسات العدوانية والمستفزة من قبل المستوطنين ، يُختطف الفتى الفلسطيني محمد حسين ابوخضير ، في شعفاط بالقدس ويتم تعذيبه قبل احراقه حياً، يستشهد، فتنطلق الشرارة ، وتلتهب شوارع القدس والخليل قبل ان تنتقل العدوى الى كل مدن الضفة والكثير من الاراضي المحتلة عام ١٩٤٨.
بالمقابل نتنياهو يتوعد غزة وحماس ويعلن يوم الثلاثاء ٨/ تموز بدء عملية ( الجرف الصامد/ الحافة الصلبة) العسكرية ضد غزة بعد تجهيز ٤٠ الف عسكري صهيوني للمهمة- العدوان.
كعادة العدو تبدأ العملية الارهابية بقصفٍ مكثف على مناطق واسعة من قطاع غزة تحت ذرائع ضربه اهدافاً معينة كاستهداف قادة المقاومة ومنصات اطلاق الصواريخ وورش تصنيعها ، وفق مايسمى عسكريا ( بنك الاهداف) فيما تثبت الوقائع ان الضحايا في معظمهم من الاطفال والنساء وان القصف يطال منازل الآمنين ومدارس الاطفال والمساجد.
ترد المقاومة بشكل مدروس ومتناسب ، تُطلق الصواريخ على المستعمرات القريبة من الحدود الشمالية لقطاع غزة قبل ان تتوسع دائرة الاستهداف المتبادل ، ومع تزايد اعداد الشهداء وتكشف الستار عن مجازر غير مسبوقة بحق عائلات بأكملها بل ومناطق لم يكن اخرها مجزرة حي الشجاعية التي تجاوز عدد ضحاياها السبعين شهيداً ومئات الجرحى ، بدأت المقاومة في تصعيد ردودها لتطال صواريخها اسدود وبئر السبع فتل ابيب وعسقلان ومطار اللد (بن غوريون) وغيرها من الاراضي المحتلة البعيدة عن غزة.
يستمر العدو في التصعيد والقتل، يتجاوز عدد الشهداء (٢٤٠) شهيداً في الاسبوع الاول ، تستمر المقاومة في تحقيق المفاجآت تتوَج بالعملية النوعية لفرقة الضفادع البشرية التابعة لسرايا عز الدين القسام والتي اقتحمت عبر البحر قاعدة (زيكيم) الصهيونية العسكرية وبقصف تل ابيب وفق جدول زمني معلن سلفاً إمعاناً في تحدي العدو ، ويكمن المقاومون لبعض جنود العدو المتقدمين براً، يشتبكون معهم وجهاً لوجه، يتفوقون ويقتلون جنودهم وخيرة قادة قوات النخبة لديهم، ويستخدمون الانفاق المعدة خصيصاً ليتسللوا خلف خطوط العدو وإحكام الخناق عليه وايقاع معظم قواته الراجلة بين قتيل وجريح، قبل ان تفاجئ المقاومة العالم باطلاق اول طائرة بدون طيار فوق وزارة حرب العدو، في سابقةٍ غير مسبوقة أكدت ان المقاومة الفلسطينة ومن خلفها محور المقاومة لاتهدر الوقت ولاتتوقف عن تطوير قدراتها ولاستعداد لمواجهة العدو.
اعلامياً، برز تفاوت شديد في تغطية الاحداث وان اتفقت معظم وسائل الاعلام العربية على اظهار المشهد على انه معركة متكافئة فيما هو عدوان غاشم دموي ارهابي قاتل قوبل بمقاومة محاصرة تستبسل في الدفاع عن الارض والبشر، و رغم الفرق الهائل بين اعداد الشهداء الذي يقترب من الالف وعدد قتلى العدو الذين بالكاد بلغوا المئة، - وهو مايبرره ولاشك تفاوت الامكانيات بحكم ظروف الحصار وتخلي معظم العرب عن دعم المقاومة- ، البعض برر لهذه القنوات تغظيتها باعتبار ان من حق المقاومة ان تمجَّد انجازاتها وحق الشعب العربي ان يشعر بنشوة صمود المقاومة ولاشك ان في ذلك وجهة نظر ، لكن البعض الآخر ذهب لاتهام هذه التغطية بتنفيس الغضب الشعبي في الضفة بالذات كما على امتداد الوطن العربي ، بحيث احبط اظهار المعركة بالمتكافئة بل وتعظيم قوة الرد بوادر انتفاضة فلسطينية كانت انطلقت عقب استشهاد الفتى ابوخضير، كما ظهر بشكل واضح وغير مبرر تعمد بعض وسائل الاعلام اختزال فلسطين في غزة واختزال المقاومة في الفصيل كذا او كذا،او التقليل من عظمة انجازات وصمود المقاومة، اضافة الى تعمد اجترار وتعزيز تناقض خطير بين ( غزة الحمساوية/ الاخوانية ) - كما يخدم غاياتهم توصيفها-، وبين مصر ( العسكر- المواجهة للارهاب والاخوان )- لتبرير التنصل من المسؤولية التاريخية لمصر السيسي امام مشهد العدوان والقتل في ظل استمرار اغلاق معبر رفح الحدودي، ولتكريس واقع جديد خطير قوامه التخلي عن القضية الفلسطينية وتبرير اسقاطها من الأذهان كقضية عربية مركزية وتعزيز الشرخ الحاصل نتيجة مآلات اسقاط حكم الاخوان والتصعيد المتبادل بين غزة والقاهرة .
وعلى الرغم من ادراكنا ان من بين نوايا العدو الخبيثة في عدوانه على غزة خلق هذا الاشتباك المصري الفلسطيني قبل نضوج مدخلات العلاقة المستقبلية التي ستحكم علاقة مصر السيسي بغزة - مابعد استتباب الأمر في مصر وظهور نتائج (المصالحة الفلسطينية) ، ورغم اتفاقنا انه ليس صواباً ان تتحمل مصر فقط ضريبة عنجهية ودموية العدوان الصهيوني من بين كل الاطراف المعنية بدل ان يتحمل الاحتلال مسؤولياته كما المجتمع الدولي والمحيط العربي والاسلامي ، الا ان ذلك كله لايبرر للحكومة مصر التبعية ان لاتلتفت لغزة ولا تقدم ماتفرضه وحدة الدم والمصير والمصلحة، تحت ذرائع تهم الارهاب التي ألصقت عن سبق اصرار وتخطيط بغزة وتحت ذرائع رفض القبول بانتاج امارة اسلامية على الحدود مع مصر،- على خطورة ذلك ان صح-.
في العمق ، ظهر ماهو أخطر ، وسائل اعلامٍ مصرية تقدم وجهة نظر خبيثة عميلة مقززة ، اعلاميون واعلاميات يتحدثون بكل صلف ووقاحة وعمالة عن عدم اكتراثهم لما يلاقيه ابناء غزة من قتل وقصف وتدمير بل ويذهب البعض للاصطفاف الى جانب العدو في عدوانه ، مشوهين تاريخاً طويلاً مشرفاً لعروبة شعب مصر وتضحيته في سبيل فلسطين والعرب ، مسجلين اول سابقة في التاريخ العربي لجهة التخلي عن اهم قضايا الامة واكثرها الحاحاً وكرامةً، فلسطين.
ورغم خطورة تعميم المواقف المشبوهة لهذه القلة من ابناء مصر على كامل شعبها، الا ان البرود الشعبي الذي قوبلت به مواقف هؤلاء خطير ايضاً وينذر بما هو أخطر، تماماً كما يؤكد ماذهبنا اليه منذ سنوات حين حذرنا من محاولات شيطنة الفلسطيني في معظم الاقطار التي يتواجد فيها لاجئاً في مخيمه ، وان كنا توقعنا حينها استثمار التحريض في لبنان اولاً وعبر اشعال صراعٍ طائفي يكون المخيم ضحيته ومركزه ، والتمهيد للتوطين وتصفية القضية.
في الضفة يستمر عباس وسلطته الخائبة بالعزف على وتر الحقوق التفاوضية وحماية السلام ويتجاوز ذلك للعب دور الوسيط في مشهد مقزز يثبت هزلية بل وقذارة خيار التفاوض مع المحتل ، تبرز مبادرة مصرية للتهدئة، لايرفضها العدو، تحت وقع الهزة العنيفة التي اصابت جبهته الداخلية، وأملاً في نضوج تسوية اطول أمداً قد تضع كل الاطراف الفلسطينية على طاولة حوار لاتختلف كثيرا عن طاولة التفاوض التي ستصفي قضية فلسطين للأبد، كيف لا؟، والعرب غارقون في التآمر على بعضهم ، ومحور المقاومة منشغل في الاشتباك الدائم في سورية والمستمر منذ اكثر من اربعين شهراً هو عمر المؤامرة عليها، والشعب العربي - والفلسطيني خاصةً- لايقدم مايلائم حجم العدوان وهمجيته وبسالة المقاومة وصمودها كما صمود الغزيين الذين أذهلوا العالم.
ترفض الفصائل المقاومة المبادرة ولاترفض المبادر، لاتهدئة تعيد الامور لما كانت عليه بعد كل هذا الثمن وكل هذه التضحيات، يبرز موقفان لافتان ، عباس الذي تبنى في تصريح غير مسبوق متبنيا بشكل خيار فصائل المقاومة في غزة بشكل او بآخر، وخالد مشعل الذي يصر على وضع بيضه كله في سلة قطر وتركيا في مشهد ملتبس يتناقض ومسار الامور والحرص على نتائج تخدم القضية.
في التحليل ، عباس المفلس يبحث عن موطئ قدم ومن خلفه محور الرياض والقاهرة في سباق مع الزمن قبل تتويج حراك الدبلوماسية الامريكية وخلفها جامعة الانظمة العربية والامم المتحدة تفاوضاً قد يحظى محور قطر تركيا بالافضلية التفاوضية فيه عبر افضلية العلاقة القوية بحماس، مايعيده الى المشهد السياسي بقوة عبر بوابة غزة بعد جملة (الاخفاقات) التي مني بها مشروعه في المنطقة بعد سقوط مشروع حكم الاخوان المسلمين والخسارة المدوية التي تلقاها جراء صمود سورية وجيشها امام المؤامرة الكونية التي كانت قطر وتركيا رأس الحربة فيها، وعليه يبدو موقف خالد مشعل انعكاس مرآة لموقف عباس ، فمشعل الذي دافع عن تدخل قطر وتركيا وامكانية اضطلاعهما بمبادرة للتهدئة بدا ايضا كمن يغرد خارج سرب المقاومين الشرفاء في غزة وان كان ابرزها على الاطلاق واكثرها تضحيةً كتائب القسام جناح حركة حماس العسكري التي يترأس هو مكتبها السياسي في مشهد يعيد الى الاذهان ماتسرب مراراً عن تناقض واضح بين سلوك سياسيي حماس المتنعمين في فنادق مشيخة قطر وعظمة مقاتلي القسام الذين يصلون الليل بالنهار متأهبين في خنادق غزة وخلف منصات الصواريخ التي تدك العدو جنباً الى جنب مع ابطال المقاومة في الفصائل الاخرى جميعاً.
في مقابل كل هذا تبرز مواقف قطبا محور المقاومة العربيين، سورية وحزب الله،فجاء الموقف السوري وعبر الرئيس الاسد ليؤكد في خطاب القسم الرئاسي ان الوقوف مع فلسطين ليس خياراً بل هو الخيار - وفق المبادئ والواقع- وان فلسطين وسورية بل والوطن العربي دم واحد ومصير واحد - رغم الموقف المؤسف للبعض تجاه الازمة السورية-، وان كل مايحاك للمنطقة هدفه الاساس تصفية قضية فلسطين، تماما كما كان موقف السيد حسن نصرالله في اتصاله بمشعل وبعبدالله شلح امين عام حركة الجهاد الاسلامي ، قبل ان يجدد التأكيد في خطابه التاريخي بمناسبة يوم القدس العالمي حيث أكد ان الوقوف مع المقاومة وفلسطين خيار لانقاش فيه وان اي اختلاف في الموقف السياسي هنا او هناك يجب ان يطرح جانباً حين يتعلق الامر بفلسطين وكل فصائلها المقاومة، بل أكد ان انتصار غزة هو انتصار الجميع وهزيمتها هزيمة الجميع ، مايؤكد حتمية انتصار محور المقاومة وثبات بوصلته ووحدة مصيره رغم مزاودات البعض وتشكيك البعض الآخر، ولعل لظهور السيد حسن نصرالله العلني المباشر بعد غياب دام نحو عام رسالة بخد ذاته، وكأنه يقول للعدو اننا لانخشاكم ويقول لنا جميعا ان صمود المقاومة في اية ارض عربية يربك العدو وينعكس ايجابا على كل المقاومين فها هو صمود غزة ومقاومتها يخفف عن مقاومة لبنان في رسالة تؤكد رؤيته التاريخية حين قال ان كيان العدو اوهن من بيت العنكبوت.
يستمر العدوان وتتخذ دول مايسمى بالاعتدال العربي ذات الموقف التبعي المخزي ،المعادي للأمة ، صمت وتشويه اعلامي وتذلل للسيد الصهيوني والامريكي عبر جامعة الانظمة العربية فيما يقرر ملك السعودية دعم غزة بمئة مليون دولار دون خجل ولا اعتبار ، فيثار التساؤل، اين هي حمية عرب الاعتدال وجامعتهم عن دماء الغزيين ، وأين هو حماسهم وتفانيهم في تدمير سورية عن مشهد غزة اليوم، واين هي الفتاوى التي جاءت بشذاذ الآفاق الباحثين عن الحور ومفاتنها من ارض غزة ومعركتها، واين هي المليارات والاسلحة وغيرها، بالمقابل، يستمر مشهد رد الفعل الشعبي في الانحدار، فلا التفاعل يليق بقضيتنا المركزية ولا بحجم شلال الدم الذي يسيل في غزة ولا بتضحيات الغزيين ومقاومتهم، يشوب الموقف الشعبي شوائب المزايدة وتشتت البوصلة ، تعتريه الفصائلية والاقليمية ويصير الاصطفاف وفقط مواقف المحاور، وصواريخ المقاومة مثار مناكفة ومزاودة بدل ان يجتمع الجميع حوله، فبين مزاود على المقاومة ومزاود على محورها في المنطقة تتوه البوصلة عن الصراع الحقيقي ، تيهٌ تعززه وسائل اعلام مشبوهةٍ ناطقة بالعربية بعضها يختزل فلسطين في غزة وبعضها الاخر يختزل الصراع في منظومة مايسمى حقوق الانسان والعدالة وحق العيش ناسياً بل متناسياً عن عمد ان الصراع هو في وجود العدو الصيوني اصلا وان الصراع هو على تحرير الارض والانسان لاعلى تحسين شيء من سبل العيش وضمان وصول المساعدات ، والبعض اختزل المشهد في حماس الاخوانية للغمز من زوايا امتداداتها وخطر انتصارها على المحيط، وتطلع علينا فضائية ناطقة بالعربية لتسمي شهداء غزة قتلى دون حياء او وجل او شرف.
تتوه البوصلة اذاً عن المقاومة والتحرير وضرورة انطلاق انتفاضة حقيقية تكون الامل الوحيد في التحرير جنباً الى جنب مع ثورة شعبية عربية، ويضيع المقياس/( المسطرة ) الذي احتكمنا وسنظل في كل معاركنا مع العدو ومن خلفه حلف واشنطن، مسطرة الوقوف مع كل من يطلق رصاصة في وجه المحتل الصهيوني واعوانه، والوقوف مع فلسطين ، كل فلسطين حتى التحرير، ورفض كل مخططات التسوية المنمقة بشعارات التهدئة والهدنة طالما تقودها ذيول الاستعمار في منطقتنا.
لايتوقع احد ان تتحرر فلسطين كلها عبر صواريخ الكرامة التي تنطلق من غزة ، لكن المعادلة تختلف حين تكون المقاومة صلبةً وقادرة ًومدعومة من كل الشرفاء، تصبح مهمة التحرير اسهل ويعود حلم الوحدة والحرية قابلاً للتحقيق لاكما يدعي اعداء الداخل وعملاء التسوية والمتاجرة بالدم والدين والخطابات.
صواريخ المقاومة ستجعل غزة اكثر أمناً وكرامةً طالما يصر الشعب العربي في غزة على خيار المقاومة ويقدم الشهيد تلو الشهيد على مذبح الحق والتحرير، لا في أروقة التصفية والتفاوض وقلب الطاولة وخلط الاوراق استعداداً لحلٍ نهائي ربما كانت مقدماته ماسمي زوراً بالربيع العربي وتداعياته على الوعي الجمعي العربي تشتتاً ولبرلةً، كما احتمالات ماسمي بالمصالحة الفلسطينية التي لازلنا نحذر من تداعياتها ان لم تكن بوصلتها التحرير والمقاومة.
ربما هو قدر الغزيين ان يدافعوا مراراً عن كرامة الأمة لكنه القدر المشرف في زمن الردة والمزاودة، ولاشك هو قدر المقاومة ان تعيد الى الأمة أمل التحرير والكرامة،رغم انها وحدها اليوم او تكاد لكن من خلفها كل الشرفاء حتى النصر، وحتى نمنع تصفية القضية وبيع الدم على طاولة التفاوض والسياسة ، سيظل شعارنا مقاومة وسنظل مع كل من يطلق رصاصته نحو المحتل أياً يكن انتماؤه السياسي او طائفته او القطر الذي ينتمي اليه.
هو المخاض اذاً وهو التحدي الاكبر ومابعد غزة ليس كما قبلها، فلنتوحد ليكون لدماء الشهداء وتضحيات الجرحى والامهات والاطفال ثمنٌ بحجم النصر والكرامة، ولكي لاتُختزل فلسطين في غزة او تتحول غزة الى امارة معلقةٍ في طريق التصفية او ملحقةً بالجوار المصري وكي لانفرض مساوماتنا وتفاوضنا على المقاومين، فلنتوحد بنرفض التفريط والتسييس ونحارب التخندق والمزاودة.
غزة انتصرت ، فلنحافظ عليها.

التاريخ : 2014/07/26 
  • تعليقات الموقع
  • تعليقات الفيس بوك
عذراً خاصية التعليقات مغلقة حالياً
Item Reviewed: غزة .. بين المقاومة وصراع المحاور وتصفية القضية Rating: 5 Reviewed By: وكالة السبئي للانباء-سـام
عذراً خاصية التعليقات مغلقة حالياً