728x90 AdSpace

17 يوليو 2014

انا زعلان من الرئيس بشار

بقلم /ماجدى البسيونى
رئيس تحرير جريدة العربى / مصر
خطاب القسم الذى ألقاه الرئيس بشار الأسد يوم الاربعاء المنصرم هو بحق تلخيص شامل ودقيق لتوصيف الوضع الى يمر به الوطن العربى على مدى العقود والسنوات الماضية ،ويتطلب من كل مواطن عربى أن يعيد قراءة مرات ومرات وفهم كل ماجاء به ،وعلى الرغم من كل هذا فأنا المواطن العربى .....
.زعلان من الرئيس بشار..نعم زعلان ،من حقى أن أفتخر بأن موقفى كان منضبطا على بوصلتى القومية تماما مثلى مثل الملايين من أبناء الشعب العربى فى كل مكان وتحت نيران وحبكات المخطط الامريكى الكونى ،بقينا على العهد ثابتون ...أليس من دواعى فخرى أن أكون بقاعة هذا الاحتفال المقدس ....
نعم كان من حقى لأستمع للرئيس بشار وهو يعلن للمرة الاولى منذ بداية المخطط الكونى وحتى الان "الانتصار" فقال بالنص للمرة الاولى " هذا الانتصار الذي لم يكن ليتحقق.. لولا دماء الشهداء والجرحى وعائلاتهم الصابرة الصامدة العاضة على الجرح.."
كنت أراهن على النصر منذ البداية ياسيادة الشعب السورى فكتبت منذ البداية "الا سورية"
ساعة كاملة و11 دقيقة و30 ثانية بالتمام والكمال هى مدة خطاب القسم الذى ألقاه الرئيس بشار الأسد ..امتد الحديث مايقرب من الساعة موجها للداخل السورى وان كان يعنى فى مضمونه ما قدمه المواطن السورى لامته وللإنسانية كلها دلل فيهم بالمنطق والرؤية الواقعية ماحدث منذ اللحظة الأولى قبل ثلاثة سنوات وأربعة أشهر ... "عندما قال البعض نيابة عنكم “الشعب يريد” نعم الشعب أراد.. الشعب قرر.. الشعب نفذ. سنوات مضت منذ صرخ البعض للحرية فكنتم الأحرار في زمن التبعية.. وكنتم الأسياد في زمن الأجراء.. زايدوا عليكم بالديمقراطية فمارستموها بأرقى صورها.. ورفضتم أن يشارككم غريب إدارة الوطن.."
أليس من حقى يا سيادة الشعب العربى السورى أن لافتخر بما كان يجب أن يقوم به مواطن من الاقليم الجنوبى من الجمهورية العربية المتحدة..
أليس من حقى أن اغسل عيونى وهو يقول " هنيئا لسورية شعبا تحدى كل أشكال الهيمنة والعدوان بكل الوسائل التي يملكها.. عقلا وفكرا ووعيا وطنيا.. بيده لمن استطاع حمل السلاح.. بلسانه عبر قول كلمة حق.. بقلبه عبر صموده وبقائه رغم التهديد.. هنيئا لسورية شعبا تحدى كل أشكال الخوف والإرهاب بالاستفتاء والانتخاب.. ومارس حقه تحت النار.. وأفشل العدوان وأصحابه وأدواته."
نعم من حقى أن اعيش هذه الكلمات كما عشتها على مدى الثلاثة سنوات ونصف الماضية " فشلوا أخيرا ونهائيا بأن يغسلوا أدمغتكم أو أن يكسروا إرادتكم.
تحديتم الإعصار بصدور عارية.. ووقفتم كالرمح في وجه الغدر.. فسمع الكون صوتكم رغم كل محاولات الكذب والتشويش والتضليل.. أعليتم صوت الحق.. وأجبرتم العالم أن يرى الحقيقة.. التي جهدوا ثلاث سنوات ونيف في إخفائها وقتلها ودفنها.. وأبقيتموها أنتم حية ترزق حقيقة ظهرت لتحطم بساعات محدودة امبراطوريات السياسة والنفط"
كيف لى لاكون هناك وهو يقر الحقيقة ..." اليوم أنتم الأقدر على تعليم أولئك الخانعين في منطقتنا العربية مفاهيم لم يعرفوها كالسيادة والإصرار والتحدي والكرامة.. أنتم الأقدر على إعطائهم دروسا في الديمقراطية.. في كيفية مشاركة الشعوب في القرار والمصير الوطني.. ولكم الآن أن تعرفوهم على أشياء لم يسمعوا بها قبلا كالانتخابات والحرية.. والحقوق.. والدولة والحضارة.. فهم لم يألفوا إلا القمع.. والتطرف.. والخنوع والذل والتبعية وتصدير الإرهاب."
نعم انا زعلان ...
آمنا منذ البداية بما أعلنه الرئيس بشار حين قال فى نفس خطاب القسم " أليس ما نراه في العراق اليوم وفي سورية ولبنان وفي كل الدول التي أصابها داء الربيع المزيف من دون استثناء.. هو الدليل الحسي الملموس على مصداقية ما حذرنا منه مرارا وتكرارا… وقريبا سنرى أن الدول العربية والإقليمية والغربية التي دعمت الإرهاب ستدفع هي الأخرى ثمنا غاليا."
نعم وألف نعم ...
الأسباب هى نفسها التى آمنا بها ياسيادة الشعب...
"نتيجة قصور الرؤية لدى سياسييهم وجهلهم المطبق بمصالح بلدانهم وسطحية تفكيرهم وقلة استيعابهم لمنطقتنا وسبل التعامل مع شعوبها.. "
" إذا كان الغرب وحلفاؤه لا يتعلمون الدروس المستفادة من التجربة الخاطئة إلا متأخرين.. فهل سنكون مثلهم في فهمنا المتأخر للأشياء والأحداث يتسائل الرئيس بشار ويضيف" البعض ونضحي بدماء أبنائنا وأرواحنا واقتصادنا وأمننا وسمعتنا كي نكتشف أن ما كان يجري هو مخطط ضد الوطن.. وأن ما حصل لم يكن ربيعا ولا حرية ولاديمقراطية… هل كان علينا أن ندفع كل هذه الأثمان وما زلنا حتى يعرف البعض بأنه بقلة وعيه الوطني قد خلق حاضنة للإرهاب وموطئ قدم للعدوان… هل كان علينا الانتظار اثني عشر عاما حتى نفهم أن غزو العراق سيجلب الإرهاب والتقسيم إلى منطقتنا… أبعد من ذلك هل كان علينا انتظار ثلاثين عاما حتى يأتي قاطعو الرؤوس وآكلو القلوب والأكباد لكي نكتشف أن استغلال الدين والإرهاب وجهان لعملة واحدة..؟
الخطاب القومى ....تمنيت أن أكون هناك..
أيها الأخوات والأخوة.. ـ أنا من الإخوة "إن صمودكم هو الذي أعلن رسميا وفاة ما سمي زورا وبهتانا الربيع العربي.. وأعاد توجيه البوصلة.. فلو كان هذا الربيع حقيقيا لانطلق بداية من دول التخلف العربي.. لو كان ثورة شعوب لنيل الحرية والديمقراطية والعدالة.. لكان بدأ بأكثر الدول تخلفا وممارسة للقمع والاستبداد.. تلك الدول التي كانت وراء كل نكبة أصابت هذه الأمة.. وراء كل حرب ضدها.. وراء انحرافها الفكري والديني وانحدارها الأخلاقي.. تلك الدول التي كان وجودها أهم إنجاز للغرب وأهم سبب لنجاحات إسرائيل وبقائها في منطقتنا.. ولا أدل على ذلك من موقفهم الحالي من العدوان الإسرائيلي على غزة..
 فأين هي الحمية والشهامة التي أظهروها تجاه سورية أو الشعب السوري كما ادعوا… لماذا لم يدعموا غزة بالمال والسلاح… وأين هم مجاهدوهم… ولماذا لم يرسلوهم للدفاع عن أهلنا في فلسطين… 
ترى ياسيادة الرئيس سيفهمون هذا التحليل أم أنهم ماضون حسبما يشير لهم السيد ..؟
يقول الرئيس : لكي نعرف الجواب لا بد ان نعرف أن ما يجري اليوم في غزة أيها السادة ليس حدثا منفصلا أو آنيا.. فمنذ احتلال فلسطين وصولا إلى غزو العراق ومحاولات تقسيمه اليوم وتقسيم السودان.. هو سلسلة متكاملة.. مخططها إسرائيل والغرب.. وهذا من البديهيات بالنسبة لنا.. لكن منفذها كان دائما دول القمع والاستبداد والتخلف. لنتحدث عن الوقائع ونبتعد عن الكلام النظري.. أليس عبد العزيز بن عبد الرحمن الفيصل هو الذي أقر لبريطانيا أن لا مانع لديه من إعطاء فلسطين لليهود المساكين عام 1915… "كنت أريد أن اضحك اعجابا تسائلت لمن التصفيق "ألم تقم هذه الدول بتحريض الغرب وإسرائيل على شن عدوان 1967 الذي ندفع ثمنه حتى اليوم من أجل التخلص من ظاهرة جمال عبد الناصر التي هددت عروشهم في ذلك الوقت.."كدت أصيح عن أى طائفية تتحدثون يا أبناء الأفاعى ..
 نعم من حقى كحق كل قومى ثابت على المبادئ أعلن منذ البداية عن وعى "الا سورية " أن يشهد هذه اللحظة التاريخية ..؟ يقول الرئيس وليستمع كل العرب :..هذه الدول هي التي قدمت مبادرة للسلام مبادرة الأمير فهد في عام 1981 للفلسطينيين وهددوهم إذا لم يقبلوها فستكون هناك أنهار من الدم وعندما رفضت الفصائل الفلسطينية تلك المبادرة فعلا كان هناك خلال أقل من عام الغزو الإسرائيلي للبنان وتم على إثره إخراج منظمة التحرير الفلسطينية من لبنان ليس حرصا على لبنان وإنما حرصا على إسرائيل.. هذه الدول نفسها هي التي أتحفتنا وفاجأتنا في عام 2002 بأغرب مبادرة مؤلفة من ثلاث كلمات “التطبيع مقابل السلام” والتي عدلت لاحقا لكي تصبح المبادرة العربية في قمة بيروت عام 2002 حيث عدلت بالشكل الأقل سوءا من المبادرة الأساسية ورد عليها رئيس الوزراء الإسرائيلي آنذاك أرييل شارون بأنها لا تساوي حتى ثمن الحبر الذي كتبت به وشن هجوما على الفلسطينيين سقط خلاله المئات من الشهداء وخاصة في نابلس وجنين. وعندما اعتدت إسرائيل على لبنان في تموز عام 2006 قالت هذه الدول على لسان من يدعى سعود إن هؤلاء المقاومين طائشون ومتهورون وضغطت على الغرب وإسرائيل من أجل عدم القبول بوقف إطلاق النار قبل القضاء على المقاومة اللبنانية.  
الدول التابعة كلفت بمهمة تمويل الفوضى تحت عنوان الربيع العربي وأعطيت قيادة جامعة الدول العربية ليختصر دور الجامعة باستدعاء الناتو وفرض الحصار على الدول والشعوب العربية 
ولأن هذه الدول التابعة نجحت في مهامها.. كلفت بمهمة تمويل الفوضى تحت عنوان الربيع العربي.. وأعطيت قيادة جامعة الدول العربية بعد أن تنازلت الدول العربية الأخرى عن دورها.. ليختصر دور الجامعة باستدعاء الناتو وفرض الحصار على الدول والشعوب العربية التي تخرج عن طاعة سيدها. كل تلك الأحداث وغيرها كانت عبارة عن سلسلة مترابطة من أجل تذويب القضية الفلسطينية.. وكل الأموال التي دفعتها تلك الدول منذ نشأتها كانت من أجل هذا الهدف فقط.. وها هم اليوم في غزة يقومون بنفس الدور الذي قاموا به في سورية.. هناك عبر الإرهاب الإسرائيلي.. وهنا عبر الإرهاب القادم من ثلاث وثمانين جنسية.. فالأساليب تتعدد لكن هدفهم واحد والسيد أوحد.
..هنا بدأ الخطاب الاستراتيجى كى يعى من فى رأسه عقل ..يقول الرئيس:
البعض يعبر عن لا مبالاته بما يحصل في غزة اعتقادا منه أن لدينا من المشاكل والقضايا الوطنية ما يكفينا.. والبعض الآخر يعبر عن شماتته بعدوان إسرائيل على الفلسطينيين كرد فعل على جحود وقلة وفاء البعض منهم لما قدمته لهم سورية عبر عقود.. وفي الحالتين هو تصرف ساذج.. لأن ما يجري في سورية والمنطقة برمتها مرتبط بشكل مباشر بفلسطين وما يحصل في الاراضي الفلسطينية.. والنأي بالنفس هنا هو كمن يشاهد النار تلتهم بيت جاره ولا يساعد في إطفائها ظنا منه أنها لن تأتي إليه وهي تتقدم رويدا رويدا.
من يعتقد أنه يمكن لنا العيش بأمان ونحن ننأى بأنفسنا عن القضية الفلسطينية فهو واهم فهي ستبقى القضية المركزية
لذلك من يعتقد أنه يمكن لنا العيش بأمان ونحن ننأى بأنفسنا عن القضية الفلسطينية فهو واهم فهي ستبقى القضية المركزية استنادا إلى المبادئ والواقع وما يفرضه هذا الواقع من ترابط بين ما يحصل في سورية وما يحصل في فلسطين وخاصة أننا كلنا نعرف أن سياسات العالم والمنطقة بما يخص هذه المنطقة وخاصة الدول العربية ترتبط بشكل أساسي بما يحصل في فلسطين.. 
مطلوب فهم الجملة القادمة بوعى ... 
يقول الرئيس :هذا يتطلب منا أن نميز تماما بين الشعب الفلسطيني المقاوم الذي علينا الوقوف إلى جانبه وبين بعض ناكري الجميل منه.. بين المقاومين الحقيقيين الذين علينا دعمهم والهواة الذين يلبسون قناع المقاومة وفق مصالحهم لتحسين صورتهم أو تثبيت سلطتهم وإلا سنكون بشكل واع أو غير واع نخدم الأهداف الإسرائيلية التي تسعى إلى تمزيقنا أكثر وإلى إيهامنا أن أزماتنا اليوم محلية منعزلة.. عندما نصدق هذا الوهم بأن أزماتنا اليوم محلية منعزلة وغير مرتبطة بما يحصل في فلسطين فلا شك بأننا سنأخذ القرارات الخاطئة وستكون الحلول قاصرة والنتيجة فشل في معالجة أي مشكلة تمر بها دولنا.
......... أيتها السيدات أيها السادة.. ولا ننسى الأوفياء من أبناء المقاومة اللبنانية الأبطال الذين وقفوا جنبا إلى جنب مع أبطال جيشنا وخاضوا المعارك المشرفة سوية على طرفي الحدود.. وقدموا الشهداء دفاعا عن محور المقاومة.. فتحية لهم ولكل عائلة شهيد منهم بادلتنا الوفاء بالوفاء واعتبرت واجب الوقوف مع سورية كواجب الدفاع عن جنوب لبنان. والشكر أيضا لإيران وروسيا والصين.. هذه الدول التي احترمت قرار الشعب السوري وإرادته طوال ثلاث سنين ودافعت بحق عن مواثيق الأمم المتحدة في احترام سيادة الدول وعدم التدخل بشؤونها الداخلية.......
سيادة الرئيس بشار الأسد ،تمنيت أن توجه التحية لكن الملايين من الشعب العربى الذى آمن بهذه الثوابت القومية لهذا أنا زعلان..وهنيئا لكم زعيما قوميا..
Magdybasyony52@hotmail.com
  • تعليقات الموقع
  • تعليقات الفيس بوك
عذراً خاصية التعليقات مغلقة حالياً
Item Reviewed: انا زعلان من الرئيس بشار Rating: 5 Reviewed By: وكالة السبئي للانباء-سـام
عذراً خاصية التعليقات مغلقة حالياً